إطلاق «آي أم سي أس» بشراكة قطرية - يونانية

alarab
اقتصاد 23 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - فيصل صاولي
أعلن أمس الأول عن الإطلاق الرسمي لشركة «آي أم سي أس» لخدمات الصيانة والترميم المبتكرين، وهي ثمرة شراكة قطرية - يونانية بين شركات الشيخ جبر بن منصور بن جبر آل ثاني وشركة «آي أم سي أس» اليونانية بنسب ملكية %51 للطرف القطري و%49 للطرف اليوناني. وقد تم إطلاق الشركة المتخصصة في أعمال صيانة واجهات المباني خاصة القديمة منها والتنظيفات الخاصة للمنشآت الحيوية مثل المطارات ومنصات استخراج النفط والغاز، خلال مؤتمر صحافي عقد مساء أمس الأول بفندق لاسيغال بحضور سعادة الشيخ جبر بن منصور بن جبر آل ثاني وسعادة سفيرة اليونان بدولة قطر السيدة إيلين زوربالا. وأكدت سعادة سفيرة اليونان بقطر في كلمة لها خلال المؤتمر أن افتتاح هذه الشركة الأولى من نوعها يأتي ليعزز التعاون ويوثق العلاقات الاقتصادية بين دولتي قطر واليونان في وقت تعيش اليونان، وهي الدولة التي قدمت عبر التاريخ الكثير للحضارة الإنسانية، وضعا اقتصاديا صعبا جراء تبعات الأزمة العالمية وأزمة الديون السيادية التي تضرب مقومات اقتصادها، في حين تعيش دولة قطر فترة صعود وتسارع في النمو الاقتصادي. وأضافت أن إرادة البلدين قوية في تعزيز التعاون والعلاقات الاقتصادية، وهناك العديد من المشاريع المشتركة التي جرى الاتفاق بين حكومتي البلدين على تنفيذها. وعبر سعادة الشيخ جبر بن منصور في كلمته عن شكره العميق لسعادة السفيرة على حضورها ودعمها للشركة، كما أكد حرصه واهتمامه بكافة أنواع المشاريع التي تدعم رؤية دولة قطر 2030. وأضاف أن هذه التجربة للشراكة هي الثانية من نوعها مع اختصاصيين يونانيين بمجالات الصناعة والتجارة. وفي تصريحات صحافية على هامش المؤتمر الصحافي قال سعادة الشيخ جبر لـ «العرب»: إن شركة «آي أم سي أس» ليست شركة صيانة أو تنظيفات من الشركات التي اعتادت عليها السوق القطرية ولكنها شركة مبتكرة وتركز على مجالات مختصة من الصيانة مستفيدة من الخبرات الطويلة التي يمتلكها الشريك اليوناني في هذا المجال. وأوضح أن الشركة تستهدف على الخصوص قطاع النفط والغاز لتوفير خدمات مبتكرة في مجال الصيانة والتنظيفات؛ حيث تعد «آي أم سي أس» من بين الشركات القليلة في قطر التي يمكنها توفير هذه الخدمة لقطاع النفط والغاز بالمعايير والشروط التي يتطلبها هذا القطاع، حيث إن بإمكانها تقديم خدمات متميزة لهذا القطاع على أعلى مستوى من الاحترافية والمراعاة للمعايير الأمنية التي تعد أحد العناصر الأساسية للعمل في منصات استخراج النفط والغاز. وأشار إلى أن الشركة ستقدم أيضا خدمات تنظيف مبتكرة للطرق السريعة ومختلف المساحات والمنشآت التي تتطلب صيانة وتنظيفا على مستويات عالية من الاحترافية وباستخدام أحدث التجهيزات والتقنيات. وفي رده على سؤال صحافي بخصوص التعامل مع النفايات التي ستترتب على عمليات صيانة وتنظيف منشآت قطاع النفط والغاز، قال سعادة الشيخ جبر بن منصور آل ثاني: إن الشركة اقترحت على وزارة البيئة والبلدية إقامة مصنع لتدوير واستغلال هذه النفايات لينتج مخرجات تتنوع بين إطارات السيارات ومنتجات أخرى، وتنتظر الشركة دراسة المشروع والحصول على التراخيص الضرورية لإنشاء هذا المصنع الذي سيكون الخطوة الثانية لاستثمارات الشركة. ومن جانبه قدم السيد أنغيلوس بالييوبانوس الرئيس التنفيذي لشركة «آي أم سي أس» خلال المؤتمر الصحافي عرضا عن خبرات وتخصصات الشركة اعتمادا على الإنجازات التي حققتها أو تقوم بها حاليا في اليونان. وبين من خلال لوحات العرض التي قدمها أبرز المشاريع التي قامت بها شركة «آي أم سي أس» اليونان، خاصة في مجال ترميم وصيانة واجهات المباني العتيقة في أثينا ومختلف مناطق اليونان والتي يصل عمر أغلبها إلى أزيد من 150 عاما، وكل هذه المباني تضم المقرات الرئيسية لأعرق المؤسسات المالية والفنادق في اليونان ومن بينها مقر البنك الأوروبي في أثينا والذي يتخذ من قصر أثينا التاريخي مقرا له، وكذا بنك ألفا وفندق ماريوت أثينا وغيرها من المباني التي أعادت الشركة إلى واجهاتها صورتها الأصلية وبريقها بداية بإصلاح كل الشقوق والتصدعات باستخدام مواد خاصة مشابهة لموادها الأصلية مع الحفاظ على النقوش والزخارف الأصلية ووصولا إلى الصبغ بالألوان المميزة لكل مبنى. كما اشتمل عرض السيد أنغيلوس بالييوبانوس على تقديم لتجربة وخبرة الشركة اليونانية التي أصبحت شريكا لـ «آي أم سي أس» في قطر في مجال التعامل مع عمليات الصيانة في المنشآت الحيوية الطاقوية؛ حيث بينت الصور التي عرضها قيام الشركة بترميم وصيانة مداخن محطة توليد الطاقة الكهربائية في أثينا والتي يصل علوها إلى 150 مترا، مستخدمة في ذلك أعلى التقنيات وأحدث المواد المتناسبة مع الاستخدام الطويل والمكثف لهذه المداخن. كما تملك شركة «آي أم سي أس» خبرة أيضا في مجال صيانة وتنظيف المطارات حيث أنجزت عمليات من هذا القبيل في مطار أثينا. وفي حديث جانبي مع «العرب» قال الرئيس التنفيذي لشركة «آي أم سي أس»: إن دخول الشركة اليونانية السوق القطرية يعد أول استثمار لها خارج اليونان، وقد اختارت دولة قطر نظرا للفرص الكبيرة التي توفرها السوق القطرية لشركة مختصة مثل «آي أم سي أس» والنمو القوي المتواصل الذي يتمتع به اقتصاد البلاد، منوها بأن الشركة اليونانية وجدت في شريكها القطري أفضل دعم لها لولوج السوق القطرية التي تعد نافذة مهمة للشركة اليونانية من أجل الخروج بأعمالها إلى سوق ممتازة توفر متنفسا لها من الضائقة التي تعيشها اليونان جراء تراكم ديونها السيادية والسياسة التقشفية التي انتهجتها الحكومة اليونانية. وقال بالييوبانوس: إن شركة «آي أم سي أس» ستركز في قطر على قطاعي الصناعة والنفط والغاز على اعتبار الفرص الكبيرة التي يوفرها لشركة متخصصة مثلها وجود أكثر من ثلاث مدن صناعية في قطر، مشيراً إلى أن عمال وموظفي الشركة يتوفرون على التكوين والمؤهلات اللازمة للعمل في صيانة وتنظيف منصات النفط والغاز بما يتطلبه ذلك من التزام بمعايير الأمن والسلامة والدقة في الإنجاز واحترام المواعيد الدقيقة التي تسير وفقها هذه المنشآت. وأضاف أن الشركة تستهدف أيضا العديد من القطاعات في الدولة التي تحتاج إلى خدمات صيانة وتنظيفات من نوع خاصة وذات جودة عالية.