طلاب وأولياء أمور يتحدثون لـ «العرب» حول المدرسة التابعة لمؤسسة قطر.. أكاديمية العلوم والتكنولوجيا.. تجربة تعليمية فريدة تطوّر مهارات الطلاب

alarab
محليات 23 مايو 2021 , 12:17ص
حامد سليمان

أشاد عدد من الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين بما تقدمه أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا من مستوى تعليمي متميّز، مؤكدين أن الأكاديمية توفر تجربة تعليمية فريدة مقارنة بغيرها من المدارس في نفس المرحلة التعليمية، كما تهتم بتطوير كافة مهارات الطلاب وتشجيعهم على الابتكار، الأمر الذي يؤهّلهم للالتحاق بكبرى الجامعات العالمية.
وأكدوا في تصريحات لـ «العرب» على أن من بين أدوات تطوير مهارات الطلاب في الأكاديمية العمل على إشراكهم في العديد من الأبحاث، إضافة إلى الزيارات التي يتم تنظيمها لعدد من الجامعات العالمية في قطر، ما يؤهل الطالب للمراحل التعليمية التالية، ويضاعف من فرص تحقيقه للأهداف التي يطمح لها.
ويشكّل القطريون قرابة نصف طلاب الأكاديمية، والنصف الآخر يشكّله مقيمون من مختلف الجنسيات.

إسهام في تحقيق الطموحات المستقبلية
قال يوسف أحمد العنزي، الطالب بالصف العاشر في أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا: وجدت الكثير من الأمور المتميزة في الأكاديمية، من بينها البرامج التي تختلف بصورة كاملة عن المدارس الأخرى، إضافة إلى المشاركة في برامج بحثية مع طلاب جامعات عالمية من بينها جامعة تكساس إي أند إم في قطر، ونحصل على شهادات وخبرات من تلك الجامعات، وهذا الأمر لا يتوفر في غيرها من المدارس.
وأضاف: أطمح لأن أكون مهندساً بالمستقبل، وأكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا تسهم في تحقيقي لطموحي من خلال المقررات التي يتم تدريسها، والنظام التعليمي الذي يساعد في الالتحاق بهذا التخصص، وما تدرسه من أشياء تساعد الطالب في مستقبله، فمستوى مقررات الرياضيات متقدم مقارنة بالمدارس في نفس المرحلة.
ولفت إلى أنه شارك في تنفيذ عدد من الأبحاث، من بينها بحث عن النفايات الإلكترونية، وهذا البحث علّمه الكثير من الأمور المتعلقة بالنفايات الإلكترونية في قطر، من بينها سبل وقف هذه المشكلة الكبيرة، التي تؤثر بصورة كبيرة على المجتمع على المدى البعيد.

مؤسسة قطر تهتم بنُظم التعليم
أكد أحمد العنزي «والد يوسف»، أن أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا هي جزء من منظومة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وأن المؤسسة معروفة بما توليه من اهتمام كبير بنُظم التعليم، موضحاً أن الأكاديمية جاءت بنظام تعليمي جديد يركز على المواد العلمية والأنشطة البحثية، فلا يوجد في قطر سوى الأكاديمية وهي تابعة لمؤسسة قطر، ومدرسة أخرى تابعة لوزارة التعليم والتعليم العالي.
وقال أحمد العنزي: نظام التعليم الفريد والسمعة المتميزة التي اكتسبتها الأكاديمية كانا سبباً أساسياً في إلحاق يوسف بالأكاديمية، بالإضافة إلى ما تقوم به من تقييم للطلاب قبل التحاقهم بالأكاديمية، فيحرصون على اختيار الطلاب المتميزين علمياً والمجتهدين، وهذا دليل على الاهتمام الذي توليه باختيار نوعية الطالب الذي يلتحق بصفوفها.
ونوه بأن المستوى التعليمي ليوسف تطوّر بصورة كبيرة، نظراً للفارق الكبير في التعليم الذي كان يحصل عليه قبل الالتحاق بالأكاديمية وما حصل عليه في الأكاديمية، لافتاً إلى أن الإدارة من بين أبرز الأمور التي تميّز الأكاديمية لقربها من الطلاب، فما تترك الطالب إلا وتعمل على حل كافة المشكلات، وتساعده في التغلب على كافة الصعوبات التعليمية.

نظام تعليمي يحفّز الطلاب على عمل الأبحاث
قالت شيخة خليفة صقر، الطالبة بالصف التاسع بأكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا: إن اختيارها للأكاديمية جاء لأنها تمتلك الكثير من المميزات بالمقارنة بغيرها من المدارس، في مقدمتها طريقة التعلم والأسلوب الذي يتبعه المعلمون والمعلمات، فأجد المساعدة من كافة المدرسين، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على المستوى الدراسي بالأكاديمية، فيمكن أن أطلب إعادة النقاط التي أحتاج إلى فهمها لمرات عديدة حتى تترسخ المعلومة في ذهني.
وأضافت: بعض المقررات التي يتم تدريسها لنا بالأكاديمية تختلف تماماً عن باقي المدارس في نفس المرحلة التعليمية، من بينها «الخطابة»، والتي أكسبتني الكثير من المهارات التي تنعكس إيجاباً على حياتي بصورة عامة، فالمدرسة تبني كافة القدرات التي أحتاجها.
وأكدت على أن النظام التعليمي في الأكاديمية يحفّز كافة الطلاب على عمل الأبحاث، وأن مستوى هذه الأبحاث عالٍ مقارنة بالمرحلة التعليمية التي هم بها، ومن بينها بحث عن الغواصات وكيفية تحريكها تحت المياه، والذي شاركت فيه، وغيره من الأبحاث التي تحرص الأكاديمية على أن يشارك الطلاب في تنفيذها.
ونصحت شيخة خليفة الطلاب ممن هم بنفس عمرها بأن يلتحقوا بأكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، مشيرة إلى أن كافة العاملين في الأكاديمية يساعدون الطلاب في صقل مهاراتهم، ما ينعكس إيجاباً على مساراتهم التعليمية، منوهة بأن الأكاديمية تؤهّل الطلاب للالتحاق بكثير من الجامعات.
ولفتت إلى أنها تطمح بأن تصبح طبيبة جراحة، وأن المسار التعليمي في الأكاديمية يساعدها في تحقيق هذا الهدف من عدة جهات، من بينها أن التركيز على العلوم كالأحياء والكيمياء أكبر من غيرها من المدارس، كما أن البحوث التي تشارك فيها تجعلها متقدمة خطوة مقارنة بأقرانها بنفس العمر الملتحقين بمدارس أخرى.

 تطوّر كبير في المستوى التعليمي

قال خليفة صقر «والد الطالبة شيخة»: اخترت أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا لإلحاق ابنتي بها، بعدما رأيت من مستوى شيخة المرتفع عن زميلاتها التي كانت معهن، ولما عرفته من أن الأكاديمية تركز على الطلاب المتفوقين بصورة أساسية، وكذلك النشاطات العلمية في الأكاديمية أكبر من غيرها، لذا وجدت في إلحاقها بالأكاديمية فرصة لتطوير قدراتها بصورة أكبر.
وأضاف: بعد التحاق شيخة بالأكاديمية.. لاحظت أن مستواها التعليمي يتطور بصورة كبيرة أكثر مما عليه أقرانها في المدارس الأخرى، فضلاً عن التطور الملحوظ في مهاراتها، فأجد أن ابنتي تشارك في أبحاث مختلفة، إضافة إلى أن الأكاديمية تحث الطلاب على تنفيذ الأبحاث وتحويلها لابتكارات، وتنظم زيارات تعليمية لهم إلى جامعات عالمية ومراكز بحثية، ما يزيد من الفروق بين الأكاديمية وغيرها من المدارس الأخرى.
وأكد على أن واحداً من الأسباب الرئيسية لضم ابنته إلى أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، أن الأكاديمية تحت مظلة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الأمر الذي يزيد من الثقة في أداء الأكاديمية، لما توليه المؤسسة من اهتمام بالطالب وقدراته.
ونصح خليفة صقر كل من يجد في أبنائه الشغف بالتكنولوجيا بأن يلحقوا أبناءهم بالأكاديمية، ما يسهم في تنمية مهاراتهم، الأمر الذي يسهم في تخريج جيل جديد من الخبراء من أبناء قطر.

دور كبير في تطوير القدرات
قالت هايكا مسعودي، طالبة بالصف الحادي عشر بالأكاديمية: أحب التعليم في الأكاديمية، أعتقد بشكل عام أن ما يتم تقديمه من تعليم مركز وفي الوقت نفسه ذو مستوى متقدم مقارنة بأعمار الطلاب، كما أن المعلمين ودودون للغاية، وهم على تواصل دائم مع الطلاب.
وأضافت: خلال السنوات القليلة الماضية كان للأكاديمية دور كبير في تطوير تعليمي وخبراتي، وهو من الأمور المهمة في مساري التعليمي.
وتابعت: شاركت في أحد الأبحاث خلال صفي التاسع والعاشر كجزء من المسابقة الوطنية للبحوث، ولكن لم أتمكن من مواصلته بسبب جائحة كورونا في عام 2020، وكان لي بحث حول «الوعي بالخرف لدى طلاب المدارس الثانوية في قطر»، وقدمته في المؤتمر الدولي الأول للشيخوخة الذي عقد في قطر عام 2019، وعملت على البحث بالتعاون مع قسم طب الشيخوخة تحت إشراف الدكتورة هنادي الحمد، رئيس قسم طب الشيخوخة بمؤسسة حمد الطبية.

تمكين الطلاب حتى يصبحوا قادة المستقبل
قال دكتور ناصر مسعودي: انضمت ابنتي إلى الأكاديمية في عامها التعليمي الأول، وقد لمست أنها أحرزت تقدماً كبيراً في تعليمها، وهذا يرجع إلى دراسة نقاط الضعف والقوة لدى كل طالب، ومعالجة نقاط الضعف، الأمر الذي يحسّن من مهارات الطالب بصورة كبيرة.
وأضاف: تحرص الأكاديمية على اختيار وتجميع الطلاب ذوي التفكير والقدرات المماثلة مع مجموعة من المعلمين المتخصصين الأكفاء، كما أن أسلوب التعلم في الأكاديمية قائم على الممارسة والتدريب العملي، وهذا أمر من شأنه بناء إمكانات الطالب ورفع ثقته في قدراته.
ولفت إلى أن أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا تشجع على العمل الجماعي، حيث يتم منح كل طالب فرصة كافية للمشاركة، فضلاً عن شمولية العملية التعليمية للكثير من النواحي، ما يتماشى مع التوقعات المستقبلية المهنية للطالب، فيجد الطالب فرصة لتطوير قدراته بما يتناسب مع طموحاته المستقبلية، فالأكاديمية تُعدّ مدرسة شاملة ومناسبة للطلاب والطالبات على حدٍّ سواء.
ونوه بأن أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا تؤمن بأهمية تمكين طلابها ليصبحوا مبتكرين وقادة المستقبل، فيؤمنون بأن كل طالب فريد ولديه إمكانات متأصلة يجب استكشافها عبر توفير الموارد والمحفزات المناسبة.

أداء تعليمي متميز ومختلف
أكد الأستاذ زايد قاسم، مسؤول قسم اللغة العربية ومعلم الدراسات الإسلامية بأكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، أن الأكاديمية تركز بصورة أكبر على العلوم من بينها علوم الحاسب الآلي، وكذلك الأحياء والكيمياء والفيزياء، كما تهتم الأكاديمية بالهندسة، وهي في ذلك تختلف تماماً عن غيرها من المدارس.
وقال زايد قاسم: تتبع الأكاديمية نهجاً مختلفاً في التعليم، وهو التعلّم القائم على المشاريع، ولدينا مركز خاص للابتكار والاختراع، والطلاب في هذا المركز يهتمون بحل المشكلات التي تواجه قطر والعالم، ومن بين الموضوعات التي عملوا عليها طرق تنقية المياه الملوثة وتحلية مياه البحار، وعملوا على ابتكار طرق لتنقية المياه بالطاقة الشمسية.
وأضاف: ومن بين المشروعات التي عملوا عليها أيضاً غواصة تعمل على تنظيف قاع البحر، وغيره من المشروعات المتميزة والهادفة، ومنها مشروعات للغة العربية، والتي نستخدم فيها الطابعة ثلاثية الأبعاد، فيكتبون بالخط الكوفي حيث يقومون بتصميمه ومن ثم طباعته بالطابعة ثلاثية الأبعاد، فيكون لديهم آيات من القرآن الكريم أو أبيات شعرية بطباعة ثلاثية الأبعاد.
وتابع: كما أننا في قسم اللغة العربية عملنا على مسرحيات ودراما استخدمنا فيها التكنولوجيا بالإضاءة خلال أكثر من مسرحية، وكذلك أفلام بتقنيات حديثة.
وأكد على أن الأكاديمية ترفع مستوى الطلاب في المواد العلمية، الأمر الذي يجعلهم محطّ اهتمام كل الجامعات العلمية والتطبيقية كالطب والهندسة وعلوم الكمبيوتر، سواء كان ذلك بالنسبة للجامعات الأميركية أو البريطانية أو غيرها من الجامعات، منوهاً بأن طلاب الأكاديمية يلتحقون بهذه الجامعات دون المرور بالسنوات التأسيسية؛ لأنهم درسوا الهندسة والتكنولوجيا والعلوم في المرحلة الثانوية. ونوه بأن الأكاديمية تهتم بكافة المواد التعليمية، وأنها تضع عدة معايير لتقييم مستوى الطلاب الراغبين في الالتحاق بها، من بينها اختبار للرياضيات وآخر في اللغة الإنجليزية.

صقل مهارات الدارسين 

قالت سامية حسن أبو زناد، معلمة لغة عربية بالأكاديمية: أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا تعمل على بناء المهارات الذاتية للفرد، وتركز على نقاط القوة لدى الطالب، والإيجابيات التي لديه وتبرزها وتصقلها، وتضع الطالب على محكات حقيقية للتعلّم.
وأوضحت أنه على سبيل المثال، الطالب الذي يعاني من مشكلة الخجل فلا يستطيع التحدث بصوت مرتفع أو أمام الجمهور، ومهارات التواصل مهمة جداً بالنسبة لأي شخص؛ لذا تعمل الأكاديمية على التركيز على جوهر المهارة، وتركز على كيفية توظيف اللغة، لصقل مهارات الطالب وإخراجها قبل التعلّم.
وأضافت: هناك برامج عديدة في الأكاديمية، التي تساعد الطالب على بناء الشخصية، والاستفادة لا تقتصر على الطالب فحسب، بل تمتد إلى المعلم، فقد غيّرت العملية التعليمية في الأكاديمية من نظرتي للتعلّم، فأسلوب التواصل مع الوزارة وتطوير مهارات الذات لا تشمل الطالب فحسب، وقد التحقت بالأكاديمية ولديّ خبرة تصل لـ 27 عاماً، ولكن الأكاديمية تعمل على تطوير ما أحتاجه.
وأردفت: حتى فيما يتعلق بالاختبارات، فلا تكون دراسية فحسب، بل تكون متنوعة، وتشمل الكثير من مجالات التقييم، الأمر الذي يسمح للطالب بأن يبرز نفسه في المجال الذي لديه القوة به.