الهلال الأحمر القطري يدعم زراعة القمح في الشمال السوري

alarab
محليات 23 مايو 2015 , 11:14م
قنا
أطلق الهلال الأحمر القطري، من خلال مكتبه التمثيلي الدائم في تركيا، مشروعا تنمويا جديدا لدعم وتحفيز زراعة محصول القمح في الشمال السوري للموسم الزراعي 2015، بالتعاون مع هيئة الإغاثة الإنسانية الدولية كشريك منفذ، والمشروع الأخضر كشريك منسق، وذلك ضمن سلسلة من مشاريع الأمن الغذائي اللازمة لتحريك عجلة الاقتصاد.
وأوضح الهلال الأحمر القطري، في بيان صحفي، أن التكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ 890,881 ريالا قطريا (245.000 دولار أمريكي) بتمويل ذاتي كامل من الهلال الأحمر، وتقوم فكرته على دعم وتشجيع زراعة القمح كمادة غذائية هامة، في محاولة لرفع حجم إنتاج القمح إلى مستوى مقبول يخفف من واقع المعاناة اليومية للشعب السوري، خاصة في ظل عدم إمكانية الاستمرار في الاعتماد على المعونات المقدمة من المجتمع الدولي والتي لا تلبي أصلا الاحتياجات المتزايدة، وتؤدي إلى ابتعاد المواطن السوري عن العمل والإنتاج، واعتماده على ما يأتيه من مساعدات خارجية.
وتتمثل أهداف المشروع في تشجيع الفلاحين على زراعة أراضيهم المتروكة بسبب الأوضاع الصعبة، وزيادة إنتاج القمح في المناطق المستهدفة للاعتماد عليه كمادة غذائية استراتيجية، وإيجاد فرص عمل لكثير من العاطلين عن العمل في مجال الزراعة، وكسر احتكار محصول القمح في مناطق زراعته، وتخفيف العبء عن المنظمات الإغاثية بالانتقال من مرحلة الإغاثة إلى مرحلة تنمية الموارد.
وستتم الاستفادة من القمح الناتج عن هذا المشروع في دعم إنتاج مادة الطحين اللازمة لتصنيع الخبز، مما يساهم في تخفيض تكلفة إنتاجه، ويجعل سعره في متناول المواطنين السوريين.. وهناك محاولات تجري حاليا لإقناع برنامج الغذاء العالمي لشراء محصول القمح عوضا عن استيراد الطعام من تركيا وغيرها من البلدان.
ويستفيد من هذا المشروع 108 مزارع في ريف حلب الشمالي وريف إدلب الذي يضم مناطق /كللي والجينة ومعرة الأتارب والأتارب وكلجبرين وأطمة وتل قراح وكفر ناصح ومارع والأبزمو وباتبو وكفر حلب/.
وتبلغ كمية محصول القمح المتوقعة 1,146 طنا، سيحتفظ الفلاحون منها بكمية 429.8 طن تقريبا للاستفادة منها بشكل شخصي، بينما سيتم تقديم كمية 358.1 طن تقريبا لدعم المؤسسة العامة لإكثار البذور، وبذلك يتبقى لدى الهلال الأحمر القطري حوالي 358.1 طن من أجل دعم وتحفيز زراعة القمح لموسم 2016.
ومن المتوقع أن يتم الحصاد بنهاية يونيو القادم، ويبلغ إجمالي مساحة الأراضي المزروعة 2,865 دونما، حيث تتراوح تكلفة الدونم الواحد بالتقريب ما بين 75 و130 دولارا أمريكيا، ويعطي الدونم الواحد 400 كيلو غراما من القمح، أي ما يعادل 390 ربطة خبز تحتوي كل ربطة على 8 أرغفة، وربطة الخبز الواحدة تكفي عائلة مكونة من 5 أشخاص.
ويأتي هذا المشروع في إطار العمل الدؤوب الذي تقوم به أطقم العاملين بمكتب الهلال الأحمر القطري في تركيا لتنفيذ المشاريع الإنسانية والتنموية في الداخل السوري لمساعدة الأهالي على تجاوز تلك المحنة التي أثرت سلبا على جميع جوانب حياتهم، مستفيدا من صفته القانونية كمنظمة إنسانية معترف بها عالميا وتحظى مركباتها ومنشآتها وأفرادها بالحماية طبقا للقوانين والأعراف الدولية.
يذكر أن حال زراعة القمح في سوريا قد تبدل تماما خلال السنوات الأخيرة، فبعد أن كانت في السابق تصدر وتخزن 5 ملايين طن من القمح، انتقلت إلى استيراد القمح وندرته، إذ لم تزد التوقعات عن إنتاج 1,7 مليون طن الموسم الماضي، على إثر تراجع المساحات المزروعة من 1.7 إلى 1.2 مليون هكتار، أي بانخفاض يقترب من 30 بالمائة.. ويأتي تراجع المحصول بعدما اجتمع الجفاف وارتفاع تكاليف الإنتاج مع الأزمة السورية القائمة منذ نحو 4 أعوام، حيث يعتبر حجم محصول القمح هذا العام هو الأسوأ منذ 40 عاما.