دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الأول، في عدة غارات عنيفة جرافات ومعدات ثقيلة خصصت لعمليات الإنقاذ وانتشال جثامين الضحايا والمصابين من تحت ركام المباني المدمرة في قطاع غزة.
ومن جانبه أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، أمس، أن قطاع غزة يشهد «أسوأ وضع إنساني» منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر عام 2023، بسبب منع الكيان الإسرائيلي إدخال المساعدات الإنسانية إليه.
وأشار ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، في تصريحات له، إلى مرور 50 يوما على عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، فيما البضائع التجارية لم تصل منذ فترة أطول.
وقال لايركه «في غزة، يمكنكم أن تشاهدوا اتجاها واضحا نحو كارثة كاملة، في الوقت الحالي، ربما يكون الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بداية الحرب».
وعلى جانب آخر أوضح محمد المغير مدير الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، أن غارات الاحتلال أسفرت عن تدمير 9 جرافات كبيرة بعد أن تم استهدافها داخل مقر بلدية جباليا شمالي القطاع، مضيفا أن المعدات التسعة تم إدخالها على دفعتين خلال فترة وقف إطلاق النار.
وأضاف أن «طواقم الدفاع المدني استخدمت الجرافات في انتشال جثامين ورفات الشهداء من تحت الأنقاض وفي عمليات فتح الطرق لتحسين سرعة الاستجابة جنوبي قطاع غزة، كذلك استفادت منها بلديات شمالي القطاع في تسوية الأراضي لإنشاء مخيمات إيواء النازحين، وفي عمليات نقل جثامين الشهداء من المقابر الجماعية في محيط مستشفى كمال عدوان».
وشدد مدير الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني الفلسطيني في غزة على أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي لهذه المعدات والجرافات وأخرى تتبع لبلديات في غزة، مخالفة صريحة للملحق الإضافي 1977 الخاص بأجهزة التدخل الإنساني الخاص بحماية معدات ومركبات الدفاع المدني. ومن جهته، دان المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرا، جريمة تدمير الجرافات والمعدات الثقيلة من قبل قوات الاحتلال، والتي خصصت لعمليات الإنقاذ وانتشال جثامين الضحايا وإنقاذ المصابين من تحت ركام المباني المدمرة في قطاع غزة.
وأوضح المركز، أن هذا الاستهداف المتعمد يأتي رغم المناشدات المتكررة التي وجهتها جهات محلية ودولية، بما فيها مناشدة أطلقها المركز خلال الأيام الماضية للمجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة من أجل إدخال تلك المعدات إلى القطاع المحاصر.