«إرثنا» يطلق جائزة دولية جديدة في الاستدامة

alarab
محليات 23 أبريل 2024 , 01:09ص
حامد سليمان

أطلق «إرثنا: مركز لمستقبل مستدام»، عضو مؤسسة قطر، جائزة دولية جديدة في مجال الاستدامة تحت عنوان «جائزة إرثنا» تكريمًا ودعمًا للمشروعات العالمية الرائدة التي تهتم بالمحافظة على الموروث الثقافي واستلهامه في تقديم حلول مبتكرة للتحديات البيئية المعاصرة.
وتهدف الجائزة إلى تسليط الضوء على الجهود العالمية التي تشجع على الاستفادة من الممارسات البيئية التقليدية في التصدي للمشكلات العصرية المتعلقة بالاستدامة، وتسهم في بناء مجتمعات أكثر قدرة ومرونة على مواجهة التحديات البيئية، وتستهدف المشروعات والمبادرات المقدمة من المؤسسات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والشركات من جميع أنحاء العالم.
وقد تم إطلاق الجائزة خلال فعاليات «يوم الأرض»، وهو حدث سنوي يُحتفل به عالميًا في 22 أبريل من كل عام، لإظهار الدعم لحماية البيئة حيث تركز الجائزة على أربعة مجالات بيئية، وهي إدارة الموارد المائية، والأمن الغذائي، والعمران الحضري، والإدارة المستدامة للأراضي. 
وتبلغ القيمة الإجمالية للجائزة مليون دولار وتخصص لدعم مشروعات الفائزين، وتعريف العالم بها، ومساعدة الفائزين في بناء علاقات دولية مع الجهات الفاعلة في مجال الاستدامة. 
وقالت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع: «إننا في إطار تثميننا لإرثنا الحضاري الذي هو خلاصة تجارب الأجداد وارتباطهم بالأرض نعلن عن «جائزة إرثنا» التي نحتفي بها في موسمها الأول لنؤكد على أهمية ما أنتجته تلك العبقرية الخلاقة من أفكار أثبتت نجاعتها في الاعتناء بالبيئة وتعزيز التنمية المستدامة عبر العصور». 
وأشار الدكتور جونزالو كاسترو دي لاماتا، المدير التنفيذي لمركز «إرثنا»، إلى أن «جائزة إرثنا» لا تكتفي فقط بالتكريم المعنوي للمشروعات الفائزة، بل إنها تقدم دعمًا ماديًا للمبادرات التي تقدم حلولًا لتحديات بيئية تجمع بين الممارسات الموروثة والابتكارات المعاصرة.
وأضاف أن الجائزة تتيح فرصة للتعلم من الأساليب التقليدية واستكشاف الممارسات البيئية المستدامة التي استخدمها أجدادنا ومحاولة الاستفادة منها في حل تحدياتنا البيئية المعاصرة كما أكد أنها تعكس الجهود المتواصلة للمركز الرامية إلى تشجيع المجتمعات المختلفة على التعامل الأمثل مع الاستدامة باعتبارها من القضايا ذات الأولوية، لما لذلك من أهمية في بناء عالم أكثر تكيفًا مع التغيرات المناخية وأكثر وعيا بالقضايا البيئية.
وأوضح أنه سيتم قبول طلبات التقديم والترشيح حتى يوم 30 يونيو 2024 وستخضع الطلبات المقدمة لفحص دقيق تحت إشراف لجنة تتألف من خبراء في الاستدامة والممارسات البيئية التقليدية وستركز معايير الاختيار على مستوى الابتكار في المشروع ومدى تأثيره وحجمه واستدامته. 
وقال: تتطلع لجنة التحكيم لاستقبال مشروعات مستلهمة من الموروث الثقافي وقادرة على دعم صناع السياسات في اتخاذ القرارات المتعلقة بالبيئة، فضلًا عن تعزيزها للتعاون والعمل المشترك من أجل التصدي للتحديات البيئية على المستويين المحلي والدولي. 
من جهتها قالت الدكتورة مني مطر الكواري الدكتورة مسؤول تطوير المحتوى لمركز «إرثنا» إن الجائزة سوف تدعم المشاريع التي تحافظ على حكمة الأجداد المتوارثة عبر الأجيال وتستلهمها في ابتكار حلول للقضايا البيئية الملحة في عصرنا إذ ندرك في مركز إرثنا أن الإجراءات التي نتخذها اليوم ستؤثر تأثيراً عميقاً على المستقبل الذي
سيرثه أبناؤنا وأحفادنا ولهذا، نلتزم ببناء إرث للمستقبل وصناعة هذا الإرث يحتم علينا أن نتعرف على الممارسات القديمة لأسلافنا ونتعلم منها ونستلهمها في ابتكار حلول معاصرة.
وتابعت: نرحب باستقبال طلبات التقديم والترشيح من المختصين من جميع أنحاء العالم، وتحديداً المعنيين بالحفاظ على الممارسات التقليدية المتبعة في المجالات الأربعة، ويشمل ذلك المؤسسات غير الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص وسيتم الإعلان عن الفائزين في قمة إرثنا المقرر انعقادها في الدوحة في ابريل العام المقبل.
وأكدت أن جائزة إرثنا تختلف عن غيرها من الجوائز فهي لا تحتفي فقط بجهود الاستدامة، بل تحتفي كذلك بالموروث الثقافي الذي يمكن استلهامه في وقتنا الحاضر وتسلط الضوء على الممارسات التقليدية وقدرة هذه الممارسات على تقديم حلول بيئية مبتكرة لقضايا معاصرة.
وأوضحت أن الاحتفاء هنا ليس معنوياً فقط بل تقدم الجائزة دعماً مادياً للمشروعات والمبادرات لمساعدتها في مواصلة السعي نحو تحقيق أهدافها القيمة، حيث تبلغ قيمة الجائزة مليون دولار أمريكي سيحصل عليها 4 فائزين لدعم مشروعاتهم ومساعدتهم في استمرارها وتوسيعها وستلهم الجائزة الآخرين من خلال تسليط الضوء على مشروعات الفائزين وتعريف العالم بها وبالتأثير الإيجابي الذي أحدثته وستحدثه.
وأوضحت أن الجائزة ستكون حافزاً لتحقيق الاستدامة على المدى الطويل والتحول إلى منتدى عالمي لتبادل المعلومات والأفكار وتعزيز التعاون والابتكار في مجال الاستدامة، مشيرا إلى أننا نؤمن بأن تمكين المجتمعات والمؤسسات المعنية بالحفاظ على الموروث الثقافي سيساعدنا في ضمان مستقبل مزدهر ومستدام.