احتفلت دار الوثائق القطرية باليوم العالمي للشعر الذي يوافق الحادي والعشرين من مارس كل عام، وسلطت في هذه المناسبة الضوء على إرث الشعر العربي في قطر، مُستذكرةً مسيرة شعراء الوطن القدامى والحديثين الذين أسهموا في توثيق تاريخ قطر وترسيخ قيمها الأصيلة.
وسلطت دار الوثائق الضوء على هذه المناسبة من خلال إنتاج فيديو نشرته على منصاتها في الرقمية، مبرزة في هذا الشأن أحد أهم الأصوات الشعرية القطرية الخالدة وهو صوت المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه، الذي لم يكن مجرد حاكم وقائد، بل كان فارسًا وشاعرًا عبّر عن فخر الوطن وطموح أجياله بقصائده التي ما زالت تنبض بالحياة وتخلد لحظات مفصلية من تاريخ قطر. وقد كان لقصائده وقع خاص في نقل القيم العربية الراسخة، إذ جمع فيها بين الشجاعة والوفاء والحنين للوطن، مما جعلها مرجعًا ثقافيًا يعبر عن الهوية القطرية.
ولم يقف دور الشيخ جاسم وحسب؛ فقد برز على مر العصور عدد من الشعراء القدامى الذين جعلوا من قوافل الشعر سجلاً حيًا لتاريخ قطر، من بينهم الشاعر ماجد بن صالح الخليفي الذي حمل حكمة الأجيال، ومحمد حسن المرزوقي الذي عرف بقدرته على تصوير الحياة والمواقف بأسلوبه البسيط والعذب، وأحمد يوسف الجابر وعبد الرحمن بن عبدالله الدرهم ويوسف بن عبدالرحمن الخليفي، الذين نقلوا الأحداث ببلاغة وفصاحة، موثقين بذلك ملامح الماضي وأحلام المستقبل..
كما شهدت قطر بروز شعراء مبدعين في مجال الشعر النبطي، مثل سعد بن علي المسند المهندي وسعيد بن سالم البديد المناعي وعمير بن راشد بن عفيشة الشهواني الهاجري وغيرهم، ممن سعوا إلى إحياء التراث الشعري النبطى الذي يُعتبر الابن الأوفى للشعر الفصيح.
وقد كان للشعر في قطر دورٌ محوري في إبراز معاني الفخر والانتماء والكرامة، وما زال يتردد صداه في مؤسسات وثقافات الوطن التي تعمل على استمرارية هذا الإرث وتخليده للأجيال القادمة، لتؤكد دار الوثائق القطرية في الفيديو على أهمية الحفاظ على التراث الشعري الوطني كجزء من الهوية القطرية، داعيةً إلى استمرار الوصل بين أبناء الوطن وتوثيق المسيرة التاريخية والثقافية التي تميز قطر.