أنطلق أمس مهرجان الدوحة المسرحي في نسخته الرابعة والثلاثين وبعد توقف خمس سنوات بعرض «الغبة» لفرقة قطر المسرحية. والمسرحية فكرة وسينوغرافيا وإخراج ناصر عبدالرضا، وتأليف طالب الدوس، وبطولة الفنان القدير غازي حسن، وفيصل رشيد، وأحمد العقلان، ومحمد الصايغ، وناصر حبيب، وعمر أبو صقر، وعدد من الشباب الواعدين في المسرح القطري.
وقد امتد العرض إلى ساعة كاملة بمسرح الدراما في مؤسسة الحي الثقافي «كتارا» وتدور أحداثه على ظهر سفينة في عمق البحر بحثا عن اللؤلؤ، وكشفت جانبا من حياة البحر والغوص، من خلال مجموعة من الأحداث التي تتناول حياة عصبة من البحارة الذين يتعرضون إلى فتنة فيما بينهم أثناء وجودهم في رحلة بحرية بصحبة النوخذة.
وتناولت المسرحية قصة حب أحد البحارة لابنة النوخذة والنزاع على الميراث بين البحار وعمه النوخذة في أحداث تصاعدية تصل إلى أن يرفع النوخذة السلاح الأبيض في وجه ابن أخيه، ليقرر بعدها ابن الأخ قتل عمه بايعاز من أحد البحارة. وحملت المسرحية الكثير من الايحاءات عن صراع الشر والخير في الحياة، إلا أن قوى الخير تنتصر في النهاية بالقضاء على الفتنة.
وتتضمن المسرحية إيقاعات خليجية قديمة حيث يقوم النهام عمر أبو صقر بدور محوري في الأحداث، ومن خلال النهام يتم التعريف بالأحداث وإعطائها صبغة تراثية. حيث شاهد الجمهور عملا متكاملا من ناحية السينوغرافيا والديكور، وبناء الشخصيات، والأداء الذي كان متميزا لوجود نخبة من الممثلين الذين لديهم خبرة في الأعمال المسرحية والتراثية على وجه التحديد.
وقال الفنان غازي حسين الذي أدى دور النوخذة لـ «العرب» أن فكرة العمل تغير الصورة النمطية عن النوخذة الذي كثيرا ما صورته الدراما على أنه الشخص الشرير المتسلط، وتظهر النوخذة الطيب الصبور الحازم الذي يتنازل كثيرا ليجعل السفينة تسير بالمعنى الحرفي والبلاغي.
وأكد حسين أن العمل تطلب الكثير من الجهد والعمل لاتقانه وهو ما اعتبره جزءا من العمل المسرحي.
وقال الفنان ناصر حبيب لـ «العرب» إن الدور الذي قام به وتمثل في دور الشرير كان لشخصية مركبة تحمل الكثير من التناقضات، فهو يظهر ما لا يضمر، وأن العمل على هذا النوع من الشخصيات يتطلب الكثير من التدريب والعمل.
وأضاف أنه قدم دورا لشخصية تحاول الانتقام من الجميع بما فيهم صديقه المقرب الذي حاول أن يستعمله للوصول إلى تحقيق مآربه الشخصية.
وعن الاراء حول هذه المسرحية قال الفنان محمد حسن إن العمل كان جميلا في المجمل ويمثل عودة قوية للمسرح القطري، لكن كانت هناك بعض الملاحظات المتمثلة في الخروج عن اللغة العربية في بعض الاخيان واستعمال اللهجة القطرية بعض المرات، إلى ذلك أضاف الفنان محمد حسن غفلة المخرج عن كون الغواصين كانوا يحلقون شعرهم في حين رأينا في العرض أن جميع الغواصين كانوا لا يحلقون شعرهم.
وقال الفنان حسن «إن العمل جاء ليفتتح عروض مهرجان الدوحة المسرحي الذي تمثل عودته إعادة الروح للحركة المسرحية.
الجدير بالذكر أن مهرجان الدوحة المسرحي الرابع والثلاثين يشهد مساء اليوم ندوة بعنوان «قراءة في تجربة عبدالعزيز جاسم المسرحية يقدمها كل من محمد أبوجسوم، وفالح فايز، وسعد بورشيد، فيما سيتم عرض مسرحية «صانع الدمى» لفرقة الدوحة المسرحية غدا الخميس، وهي من تأليف جمال عبدالله وإخرج فالح فايز، وتختتم العروض المسرحية يوم السبت المقبل بمسرحية «قصة حب دانة» لفرقة الوطن المسرحية، وهي من تأليف وإخراج حمد الرميحي.