تواصلت أمس، فعاليات مهرجان المسرح الجامعي الثاني بعرض مسرحية «مختل عقلياً»، التي تناقش عدداً من القضايا الشبابية ذات الرسائل التوعوية، وهي من تأليف الكاتب إبراهيم لاري، وإخراج مريم المالكي، وتمثيل كل: من عبدالرحمن المنصوري، كلثم المناعي، هيا الصالحي، العنود الخوري، عيسى الخزاعي، إلى جانب إبراهيم لاري، وسيشرف على العرض المسرحي د. سعيد الناجي، عضو هيئة التدريس بكلية المجتمع.
تدور أحداث المسرحية في قالب ينتمي إلى المسرح التجريبي، حيث يقدم فريق كلية المجتمع محاكاة لمجموعة من الفنانين الذين يهتمون بتقديم عمل مسرحي يحمل الكثير من الرسائل التوعوية للجمهور، ولكن يتوقف هؤلاء المسرحيون عن العمل، وغاصوا في منطقة الاستسلام بسبب تدخل المخرج المباشر دائماً في العمل، والذي يمثل السلطة على العرض، بما يحمل من سلطة أخرى لا ترحب بأفكار الشباب الجديدة، ويطلب منهم تقديم أشياء أخرى حتى يتوقف الممثلون عن الأداء، وبالتالي تتوقف الأهداف التوعوية للجمهور.
وأوضح الكاتب إبراهيم لاري أن المسرحية مأخوذة عن رواية له تحمل اسم «ظل آخر سيغطيني»، وتتناول رسائل توضح للشباب السلبيات الناتجة عن وسائل التواصل الاجتماعي، وإن كانت كتبت بطريقة غير مباشرة في إطار من التجريب المسرحي.
وعن فريق العمل في المسرحية، قال إن مخرجة العمل مريم المالكي خريجة قسم الفنون المسرحية بكلية المجتمع، وتعد هذه التجربة الإخراجية الأولى بالنسبة لها. وقال: «أغلب الشباب لهم تجارب مسرحية وشاركوا في مسرحية الأطفال «حلاق الأشجار»، ولكن في هذا العرض نقدم الزميل عيسى الخزاعي في أول تجربة له على المسرح، حيث نحرص كفريق على ثقل الموهبة بالدراسة الأكاديمية، وأضاف أن الفريق بدأ في الاستعداد وإجراء البروفات منذ شهر فبراير الماضي.
انطلاق أولى الندوات
وقد استهل المهرجان ندواته التطبيقية أمس الأول بمناقشة مسرحية «مع مرتبة الشرف» التي عرضها في افتتاح المهرجان فريق مسرح جامعة قطر، وشهدت الندوة التي تحدث خلالها الدكتور مرزوق بشير الأستاذ بكلية المجتمع، وقام بتحليل العمل نقدياً مروراً على كافة العناصر المسرحية، وسط حضور لافت من كبار الفنانين الذين حرصوا على دعم الشباب المشاركين بالمهرجان بتقديم النصائح، وإبداء الملاحظات التي يمكن أن تساهم في تطوير أعمالهم خلال الفترات اللاحقة.
وقال الدكتور مرزوق بشير: إن المسرح الجامعي رافد رئيسي للحركة المسرحية في قطر، وإن الشباب قدموا نصاً يعالج قضايا شبابية مهمة، موضحاً أن المخرج استطاع بذكاء توظيف عناصر العرض المسرحي في تقديم عمل متميز ينم عن طاقات شبابية واعدة. وأكد أن المخرج استطاع التحكم في أدواته وقام بتحريك الممثلين بطريقة جيدة، وقطع الديكور الدلالي ببساطة وبصورة معبرة، كما أشاد بالإضاءة والإعداد الموسيقي وعناصر العرض المختلفة، ورأى أن مؤلف العمل أثبت أنه يمتلك الأدوات التي تؤهله للكتابة.
وأعرب الفنان غانم السليطي عن سعادته بهذا الجهد الطيب الذي يؤكد أن مستقبل المسرح القطري يبشر بالخير، وأن الشباب -حسب وصفه- يعدون بمثابة الرافعة القادرة على الارتقاء بالمسرح، وأشاد السليطي في العموم برسم الشخصيات، إلا أنه رأى أن بعضها لم يأخذ حقه في رسمها.
وأشاد الفنان سعد بورشيد بالنص الذي دلل على ميلاد كاتب واعد، أثبت ما لديه من قدرة على رسم الشخصيات بطريقة احترافية، إلى جانب إدارة الحوارات بصورة رائعة. كما أشاد بمخرج العمل الذي ترجم هذا النص المميز، وكذلك كافة أفراد فريق العمل الذين بذلوا جهداً راقياً، وبينهم انسجام كبير، متمنياً مواصلة مشوارهم في إطار الهواية القادرة على تقديم عطاء كبير للساحة المسرحية.
وفي مداخلات للشباب الذي أبدعوا العمل، أكد تميم البورشيد أن المسرحية تم العمل عليها على مدار فترة طويلة، خاصة أن العمل تم تأجيله لمدة عام كامل بعد إرجاء المهرجان العام الماضي، ما جعلهم يعملون على تطوير النص، وإجراء العديد من التعديلات والتغييرات عليه.
ويتزامن مهرجان المسرح الجامعي مع فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، وتتنافس خلال هذه الدورة 4 عروض مسرحية، من تأليف وإخراج طلاب كل من جامعة قطر الذين يشاركون بعرضين، إلى جانب عرض لطلاب كلية شمال الأطلنطي، وعرض طلاب كلية المجتمع، ويشار إلى أن مسرحية «مع مرتبة الشرف» التي قدمتها أمس الأول جامعة قطر هي من تأليف تميم البورشيد، وبطولة عبدالله الهاجري، عبدالله الملا، محمد الملا، منذر ثاني، محمد يوسف، نايف اليافعي، أما الموسيقى فقام بإعدادها منذر ثاني، والإضاءة لمحمد علي الملا، وأزياء وديكور جاسم عاشير.