الكواري يشرح رؤيته للنهوض بمنظمة «اليونسكو» ودعم رسالتها
محليات
23 مارس 2016 , 06:58م
قنا
استضافت جامعة قطر - اليوم - سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، مستشار بالديوان الأميري، مرشح دولة قطر مديرًا عامًّا لليونسكو؛ ليلقي محاضرة عامة بعنوان: "نحو انطلاقة جديدة "اليونسكو" الأمس، اليوم وغداً"، في بداية سلسلة من المحاضرات التي يلقيها في أَرْوِقَةِ عددٍ من الجامعات حول العالم.
وحضر المحاضرة الدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر، والسادة نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وعدد كبير من أعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة.
وقد أكد الدكتور الكواري في محاضرته أن هذا الترشيح يمنح فرصة تاريخيّة للعرب والمسلمين، ولكلّ المتطلّعين إلى غد أفضل، في سائر الدّول النّامية، التي تهفو شعوبها إلى التقدّم، وهو اختبار أيضا للدّول المتقدّمة حتّى تعبّر عن صدقيّة مضامين إيمانها بالتنوّع وقبول الآخر، لأجل تحقيق تكافؤ الفرص في قيادة المنظّمة، وقال: "لعلّ إدارة عربيٍّ لهذه المنظّمة العتيدة من شأنه أن يمنح الإنسانيّة أملاً جديدا في التقارب والتقدّم، ويعطي الشّعارات البرّاقة وهجًا حقيقيًّا".
وشرح الدكتور الكواري رؤيته وبرنامجه للنهوض بهذه المنظّمة ودعم رسالتها وتحقيق التقدّم للإنسانيّة، مؤكدا أن عالم اليوم يختلف عن عالم الأمس، وتتطلّب كلّ مرحلة تصوّرات وإجراءات جديدة تزيد في ترسيخ الرّؤية العامّة وفي توسيع أفقها.
وتحدث عن رؤيته لمستقبل المنظمة بعد دور المؤسّسين وجميع المديرين السّابقين، في بناء هذا الصرح وفق المراحل التّاريخيّة ورهاناتها؛ قائلا: "لا أحد ينكر فضلهم ومجهوداتهم، لكنّ دور اليونسكو بدأ يتراجع، ومن البديهي أن نسعى إلى ترقية المنظّمة نحو الأفضل، ونعيد إليها جدواها ومكانتها التي بُعثت لأجل بلوغها".
وأكد سعادته أهميّة التّعليم؛ حيث يشكّل غاية الغايات وأعلى الأولويّات لدى الشّعوب والأمم، فبه ترتقي الإنسانيّة وتتقدّم، مشيرا إلى أنه إذا كان هناك أكثر من 58 مليون طفل في العالم خارج المدرسة، فيعني ذلك وجود وضع مؤلم يُجبرنا على التصدّي له وتغييره.
وأعرب الدكتور الكواري عن اعتزازه بتجرِبة قطر في إطلاق المبادرات وتنفيذها؛ وهي مبادرات "التّعليم فوق الجميع" و"القمّة العالميّة للابتكار"، و"علّم طفلاً" التي أسهمت في توفير التّعليم وتنمية ثقافة السّلم، ولنا في مبادرة "علّم طفلاً" خير دليل على نجاح تأمين التّعليم لأكثر من 10 ملايين طفل في العالم من جملة ملايين الأطفال المحرومين من التّعليم.
كما تناول أهمية العلوم في حياة الشعوب، مشيرا إلى اهتمام الحضارة الإسلامية البالغ بالعلم، كما عملت اليونسكو على تطوير العلوم، مؤكدا "أننا في أمس الحاجة للمجموعة العلميّة، وفي ذلك اقتداء بالآباء المؤسسين الذين أولوا مكانة هامّة للعلماء"، متسائلا: "ما فائدةُ العلم إن لم يسهم العلماء في تحصين المجتمعات من الأخطار في شتّى المجالات لتحقيق السّلام العالمي؟".
وأوضح سعادته أنه من الضرورات التي تنتظر المنظّمة تأمين الإدارة الرشيدة للبيئة، وجعلها عنصرا رئيسا في توجّهات التّنمية الوطنيّة لجميع الدّول، خاصّة منها البلدان النامية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينيّة، ويتطلّب هذا أولويّتين: إقناع صانعي القرار بضرورة تعزيز البحوث وتوفير القدرات التقنية للإدارة النافعة للموارد الطّبيعيّة اتّقاءً للكوارث الطّبيعيّة، ثمّ منح دور نشيط للجمعيّات والمنظّمات الأهليّة للنّهوض بالتّنمية المستدامة.
وتابع:"لئن قطعت منظّمة اليونسكو أشواطا لا بأس بها في مجال تعزيز نشر المعارف العلميّة والتّقنية ونقلها على أوسع نطاق، فإنّها مسؤولة على مواصلة العمل لتحسين الدّول الراغبة في صياغة سياساتها الوطنيّة المتعلّقة بالعلوم والتّكنولوجيا، ومثلما أفادت دول عدة من المشروعات العلميّة ومنها لبنان وموزمبيق والكونغو ونيجيريا ومنغوليا وليسوتو، فإنّنا نعتقد بأنّ إدراج دول أخرى من أمريكا اللاّتينيّة سيكون له الأثر الإيجابي على التّنمية فيها".
أ.س /أ.ع