البعثة التجارية البلجيكية تختتم زيارتها لقطر
اقتصاد
23 مارس 2015 , 09:50م
الدوحة - قنا
اختتمت البعثة التجارية البلجيكية التي تزور قطر اليوم جدول أعمالها بالدوحة بعد أن أمضت يومين حافلين من الاجتماعات والمناقشات مع الجانب القطري لبحث سبل تعزيز التعاون التجاري بين البلدين حيث شهدت زيارة البعثة توقيع عدد من الاتفاقيات بين الجانبين.
وخلال اليوم الثاني التقت صاحبة السمو الملكي الأميرة استريد ممثلة جلالة الملك فيليب ملك مملكة بلجيكا التي ترأس البعثة سعادة الدكتور إبراهيم الإبراهيم، المستشار الاقتصادي للديوان الأميري وعددا من المسؤولين في قطاع الطاقة لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة.
كما قام نادي الكربون بتنظيم ملتقى لتعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا والطاقة بين قطر وبلجيكا، وذلك بالتعاون مع الوكالات الإقليمية للتجارة الخارجية (AWEX, BIE, FIT)، ووكالة "إف بي إس للاقتصاد" FPS Economy حيث شارك العديد من المتحدثين البارزين خلال الملتقى.
وقال سعادة الدكتور إبراهيم الإبراهيم في كلمته خلال المنتدى الذي يهدف لتعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا والطاقة بين البلدين ضمن فعاليات البعثة التجارية البلجيكية إن هذه البعثة الاقتصادية تعكس رغبة البلدين في تعزيز العلاقات بينهما وهي تأتي استكمالا لعدد من الزيارات المتبادلة والتي كان لها الأثر الكبير في توطيد العلاقات بينهما.
وأشار إلى أن دولة قطر تهدف إلى توطيد العلاقات مع جميع دول العالم ومن بينها الدول الأوروبية وعلى رأسها مملكة بلجيكا حيث شهدت العلاقات القطرية – البلجيكية نموا ملحوظا من حيث النواحي السياسية والاقتصادية.
وأضاف أن مملكة بلجيكا اليوم تحتل المركز الثامن ضمن دول الاتحاد الأوروبي من حيث تصدير السلع إلى دولة قطر وتحتل قطر المركز الثالث كأكبر مصدر إلى مملكة بلجيكا".
وأوضح أن قطاع الطاقة يلعب دورا هاما في التعاون بين البلدين خاصة بعد توقيع اتفاقية الغاز المسال عام 2007 حيث أصبح ميناء زيبروج الذي تحول من منشأة محلية إلى منفذ دولي بوابة لدولة قطر للوصول بالغاز المسال إلى دول أوروبا الغربية.
كما أكد على أهمية العلاقة مع مملكة بلجيكا وجدّد التزام دولة قطر بتأمين وصول الغاز القطري إلى أوروبا بشكل عام وبلجيكا بشكل خاص، معتبرا أن العلاقات بين البلدين تتمتع بأسس صلبة وسيكون لها مستقبل باهر يتخطى قطاع الطاقة ليطال العديد من القطاعات الأخرى.
وأعرب الإبراهيم عن اعتقاده بأنه من المهم أن تتطور علاقات الأعمال ومشاركة الخبرات والمعرفة مما سيسهم في تحول اقتصاد قطر إلى اقتصاد قائم على معرفة وما سيساعد مملكة بلجيكا التي يقوم اقتصادها على الشركات الصغيرة والمتوسطة، مضيفا أن الاجتماع اليوم سبب رئيسي لتوطيد علاقات الصداقة والتعاون والشراكة بين البلدين.
من جانبها قالت سعادة السيدة ماري كريستين مارغيم، وزيرة الطاقة والبيئة والتنمية المستدامة البلجيكية خلال كلمتها بالمنتدى الذي يهدف لتعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا والطاقة بين البلدين إن بلجيكا كبلد لا يملك مصادر الطاقة تعمد إلى الاعتماد على سياسة الاستيراد لسد احتياجاتها من الطاقة.
وأضافت أن أحد أهم أهداف سياسة قطاع الطاقة البلجيكي هو وجود مصادر متوازنة للطاقة، تتسم بتنوع المزودين والمصادر والوجهات من أجل ضمان توافر الطاقة لبلادها، مشيرة إلى أنه في هذا الإطار تطور مملكة بلجيكا أسسا حيوية للطاقة تلعب فيها دولة قطر دورا استراتيجيا.
وأكدت على أن قطر تعد من مصدّري الغاز المسال الموثوق بهم بالنسبة إلى السوق البلجيكي لأكثر من عشرة أعوام، ملمحة إلى أن الانخفاض المتوقع من إنتاج الغاز في دول أوروبا يدفع بلادها إلى البحث عن فرص جديدة من أجل تعزيز التعاون مع الموردين الحاليين واكتشاف أسواق جديدة.
وأعربت عن تطلع بلادها، بما أن دولة قطر أكبر مصدّر للغاز، إلى أن تكون قطر شريكا استراتيجيا لها في هذا القطاع، مضيفة بلجيكا تتطلع لأن تكون بوابة في وسط أوروبا من خلال مشغل التوزيع شركة "فلوكسيس" Fluxys وهي محرك رئيسي من خلال منصة الغاز المسال التي تملكها في ميناء زيبروج ومن خلال مشاركتها الاستراتيجية في أعمال البنى التحتية في أوروبا.
ونوهت إلى أن كل ذلك يجعل بلادها شريكا جذابا لدولة قطر كبوابة ولوج إلى سوق الغاز الأوروبي.
وأضافت: "كما تملك بلجيكا ميناء أنتورب الذي يوفر أكبر تجمّع للغاز والنفط والمواد الكيميائية في أوروبا والذي يعد الأكثر تكاملا في العالم ويعتبر مفيدا لقطاع النفط والغاز القطري".
واختتمت بإعرابها بأنها على يقين بأن هناك العديد من الفرص من أجل زيادة التعاون بين قطر وبلجيكا في قطاع الطاقة وخاصة قطاع الكربون، مستشهدة بالحضور الكبير الذي تواجد خلال المنتدى اليوم، معبرة عن شكرها لسعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة على دعمه لهذه الزيارة.
وشهد المنتدى أيضا العديد من العروض التقديمية شملت استعراضا لشركة قطر للبترول تناول موضوع "سياسة قطر للطاقة"، تبعه عرض تقديمي من السيد والتر بيريا، الرئيس التنفيذي لشركة فلوكسيس "Fluxys" البلجيكية تناول خلاله استراتيجية الشركة، أما استراتيجية شركة راس غاز فقد تم تناولها من قبل السيد خالد الكواري، رئيس قسم التسويق والشحن بالشركة، وختاما قام السيد بيتر جان بوفوست ممثل نادي الكربون البلجيكي بتقديم عرض تقديمي تحت عنوان "التكنولوجيا المستدامة في صناعة النفط والغاز".
واختتمت البعثة المنتدى بزيارة ميدانية لمصنع تسييل الغاز، في مدينة راس لفان، التابع لشركة راس غاز.
وخلال اليوم الختامي للبعثة التجارية البلجيكية قام وفد بلجيكي رفيع المستوى بزيارة إلى شركة قطر للأسمدة الكيماوية "قافكـو"، وكان على رأس الوفد البلجيكي السيد جان كلود ماركوت، نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد والشركات الصغيرة والمتوسطة والتجارة الخارجية والتكنولوجيا الحديثة في الحكومة الوالونية، وقد ضم الوفد مجموعة من كبار مسؤولي الحكومة البلجيكية ورجال الأعمال وكادر من جامعة ليياج البلجيكية.
واجتمع مع الوفد السيد خليفة السويدي، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس الإدارة في شركة قافكو برفقة مجموعة من كبار قيادات الشركة.
ووقع الطرفان خلال الزيارة مذكرة تفاهم نصت على تعزيز التعاون المشترك في مجال البحث العلمي والتقدم في الأنشطة المرتبطة بذلك، ومواصلة المبادرات البحثية.
وفي نهاية اليوم جرى توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين عدد من الشركات والمؤسسات في كلا البلدين.