حذر علماء - اليوم الاثنين - من أن الدول النامية تضخ في الأسواق ماشية مليئة بالمضادات الحيوية بمعدلات مخيفة، مما يزيد من مخاطر ظهور أمراض مقاومة للمضادات الحيوية.

وأظهرت دراسة لجامعة برنستون أنه من المتوقع أن يزيد استخدام المضادات الحيوية مع الحيوانات بمقدار الثلثَيْنِ، على مستوى العالم، في الفترة بين 2010 و2030، وأن يتضاعف في دولٍ مثل الصين والبرازيل والهند وروسيا، وهي قوى اقتصادية كبرى صاعدة.

وحذرت الدراسة من أن هذا الأسلوب يدفعنا للاقتراب من وقتٍ قد تصبح فيه الأمراض المعدية المعتادة بمثابة أحكام إعدامٍ، لأنها لن تستجيب لأي دواء.

واستهلاك اللحوم والألبان والبيض في تزايد سريع في الكثير من الدول النامية، وذات الاقتصادات المتوسطة.

فاتساع مناطق الحضر زاد من الثروة وغيَّر أنماط الغذاء، وهو ما يترجَم إلى توسع سريع أمام صناعة تربية المواشي.

وقال تيم روبنسون - المشارِك في الدراسة، والباحث في المعهد الدولي لأبحاث الماشية - إن المشتغلين في هذه الصناعة يزيدون من اعتمادهم على المضادات الحيوية للسيطرة على الأمراض على المدى القصير.

وأضاف روبنسون لمؤسسة تومسون رويترز أن الاستخدام الممنهج للجرعات الصغيرة التي تعطَى للماشية توفر "المناخ الأمثل لظهور بكتيريا مقاومة (للمضادات)".

وأوضح روبنسون أن بكتيريا مثل البكتيريا القولونية (أي كولاي) والسالمونيلا أصبحت بالفعل مقاومة للمضادات الحيوية؛ مما يزيد المخاوف من أن تشكل تلك الأمراض خطراً على البشر.

وتابع أن البكتيريا المقاومة للمضادات - التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان من خلال تلوث الطعام أو الاتصال المباشر أو من خلال البيئة - سيصبح علاجها أصعب على الأطباء، مقارنة بالعدوى المعتادة أو  الأمراض الأخرى.

وهذه الدراسة - التي شارك فيها خبراء من جامعة برنستون والمعهد الدولي لأبحاث الماشية والمعاهد الوطنية للصحة - أول دراسة تقيس استهلاك الماشية للمضادات الحيوية.