يشهد موسم السياحة البحرية انتعاشا كبيرا الفترة الحالية، ووصول عدد من السفن والبواخر واليخوت العالمية والفاخرة، بعد السمعة الطيبة التي اكتسبتها قطر بفضل التنظيم الناجح لبطولة كأس العالم، وحرص عدد كبير من السائحين على زيارة الدولة، والاستمتاع بالأجواء الساحرة التي توفرها قطر للسائحين، والضيافة العربية الاصيلة التي أصبحت مثار اعجاب العالم بأسره.
شد الرحال إلى قطر
السفينة السياحية الإيطالية «كوستا توسكانا» حطت رحالها أمس ورست في ميناء الدوحة بوابة قطر للسياحة البحرية في زيارتها الثانية خلال الموسم السياحي 2022 - 2023.
وقد قدم على متن السفينة التي تملكها وتشغلها شركة «كوستا كروزس» التابعة لـ»كرنفال كوربرايشن اند بي ال سي» 3798 سائحا وطاقما من 1441 فردا.
وتعد السفينة التي ترفع علم إيطاليا واحدة من أكثر السفن ابتكارًا وتقدماً من الناحية البيئية ويبلغ طولها 337 مترا وعرضها 42 مترا، فيما يصل غاطسها 8.6 مترا ويمكنها استيعاب 6500 راكب وتتميز بحديقة مائية خاصة بها و 13 مسبحًا وأحواض استحمام ساخنة، فضلا عن 13 مطعمًا و 19 صالة ترفيهية.
وتعد شركة كوستا للرحلات البحرية Costa Cruises،المملوكة لشركة Carnival Corporation & plc، أكبر مجموعة سفر إيطالية ومشغل الرحلات البحرية رقم واحد في أوروبا بأسطول من 12 سفينة مختلفة الأحجام ترفع جميعها العلم الإيطالي بسعة إجمالية تبلغ حوالي 52,500 راكب.
مدن متكاملة
ميناء الدوحة شهد الأسبوع الماضي وصول عدد من السفن والبواخر العالمية الفاخرة التي تعتبر مدنا متكاملة بجميع خدماتها، حيث
رحب ميناء الدوحة، بالسفينة السياحية «ماين شيف 6» والتي تقوم بتشغيلها شركة «تي يو آي كروزس» الألمانية في أولى رحلاتها لـ الموسم السياحي 2022- 2023، حيث قدم على متنها 3278 زائرا بين سائح وطاقم. ومن المقرر أن تقوم السفينة التي ترفع علم مالطا بـ 9 زيارات أخرى إلى ميناء الدوحة خلال الموسم الحالي الذي يعد ثاني موسم تزور فيه الميناء، حيث دشنت أولى رحلاتها إلى دولة قطر في الموسم السياحي 2021- 2022.
وتم تدشين السفينة في عام 2017 وهي تتسع لـ2,534 راكبا وتبلغ مساحة أسطحها الخارجية 17,895 مترا مربعا. وتوفر السفينة، التي تتسم بطول 295 مترا وعرض 35.8 متر وغاطس 8 أمتار، لركابها نواد صحية وصالات اللياقة البدنية بمساحة 1,800 متر مربع، بالإضافة إلى 11 مطعمًا ومقهى، و16 صالة ترفيهية.
«أم أس سي وورلد يوروبا»
أما السفينة السياحية العملاقة الفاخرة «أم أس سي وورلد يوروبا» التي كانت مكانا لإقامة واستضافة مشجعي كأس العالم، فقد وصلت الأسبوع الماضي أيضا في زيارتها الرابعة خلال الموسم السياحي الحالي، وتحمل على متنها 5310 سائحين وطاقما من 2070 فردا.
وتُبحِر «أم أس سي وورلد يوروبا» التابعة لـشركة «أم أس سي كروزس» التي تتخذ من سويسرا مقرا لها، تحت علم مالطا، وتُعد أكثر سفن أسطول الشركة ابتكارًا وتطورًا على مستوى الاستدامة البيئية، حيث تتميز السفينة باشتمالها على أحدث التقنيات التي تحدّ من الانبعاثات وترشّد استخدام الطاقة.
وتتكون السفينة التي تم بناؤها حديثا في سان نازير بفرنسا من 22 طابقًا بطول 333 مترا وعرض 47 مترًا ومساحات عامة تزيد على 40,000 متر مربع، فضلا عن 2633 كابينة، تتسع لـ 6700 راكب، بالإضافة إلى 13 مطعمًا و 6 برك سباحة وغيرها من وسائل الترفيه المتنوعة.
كما وصلت إلى ميناء الدوحة الباخرة السياحية «لو بوغانفيل» في زيارتها الرابعة خلال الموسم السياحي 2022- 2023 وعلى متنها 267 زائرا بما فيهم أفراد الطاقم.
ودخلت الباخرة «لو بوغانفيل» الخدمة في 2019 تحت إدارة شركة بونانت كروزس الفرنسية، وتبحر حاليا تحت علم فرنسا وهي بطول 131 مترا، وعرض 18 مترا، وغاطس 4.6 متر وتتميز باحتوائها على معدات مبتكرة وصديقة للبيئة وأجنحة فسيحة مصممة بأناقة موزعة على 5 طوابق.
اما السفينة الألمانية «عايدة كوزما « فقد رست على ميناء الدوحة، وعلى متنها 3624 زائرا وطاقما من 1385 فردا، لتدشن بذلك أول زيارة لها لـشواطئ قطر، وأول رحلة لها من بين 13 رحلة مجدولة خلال الموسم السياحي الذي يمتد حتى أبريل المقبل.
وترفع السفينة «عايدة كوزما « علم إيطاليا، وتبحر تحت إدارة شركة الرحلات البحرية «عايدة كروزس» ويمكنها استيعاب طاقم من 1636 فردا وما يزيد على 6600 راكب موزعا على 20 طابقا وأكثر من 2700 غرفة، ما يجعلها واحدة من أكبر السفن السياحية ضمن اسطول الشركة.
تم بناء السفينة «عايدة كوزما « في العام 2021 على طول يبلغ 345 مترا وعرض يصل إلى 54 مترا، وقد بدأت الخدمة في أوائل 2022، وهي واحدة من فئة السفن الجديدة التي تعمل بالوقود المزدوج بالغاز الطبيعي المسال (LNG) والوقود التقليدي، مما يجعلها أكثر صداقة للبيئة.
أكثر من 58 باخرة سياحية
وأعلنت كل من قطر للسياحة ومواني قطر عن عودة موسم الرحلات البحرية 2022 - 2023 مع توقّع وصول أكثر من 58 باخرة سياحية وما يقارب 200,000 زائر من الآن وحتى نهاية أبريل المقبل.
وخلال الموسم، يتم الترحيب بركاب البواخر السياحية في محطة الركاب الجديدة، وهي بنية تحتية مصممة حديثًا، تحاكي العمارة العربية الكلاسيكية. وعند الرسو في ميناء الدوحة، يشاهد الركاب الميناء الذي تم تجديده حديثًا والذي كان مؤخرًا موطنًا لسفن الرحلات البحرية الدولية الكبرى التي وفرت «أماكن إقامة عائمة» لآلاف المشجعين الدوليين خلال فترة بطولة كأس العالم، بما في ذلك MSC World Europa وMSC Opera وMSC Poesia.
يُعد الميناء واحدا من أحدث الوجهات السياحية في قطر، حيث يمكن للمقيمين والزوار على حد سواء الاستمتاع بمجموعة متنوعة من المطاعم والمتاجر الموجودة فيه، بالإضافة إلى التنزّه بجانب البحر.
أما بالنسبة للمسافرين الدوليين فإن الميناء يقع في موقع مثالي على مسافة قريبة من المعالم الشهيرة، بما في ذلك متحف قطر الوطني وسوق واقف ومشيرب وكورنيش الدوحة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بإطلالات خلابة على أفق المدينة.
تجربة سفر مميزة
كما أن الموقع الاستراتيجي الفريد لميناء الدوحة في قلب المدينة يوفر للزوار فرصة ممتازة لتحقيق أقصى استفادة ومتعة بوقتهم القصير في الدوحة، بما يضمن لهم تجربة سفر مميزة في قطر.
بالإضافة إلى مناطق الجذب السياحي في منطقة الميناء وحولها، يستمتع الركاب برزنامة فعاليات مليئة بالأحداث التي تنظمها قطر للسياحة في هذا العام. وقد أعلنت قطر للسياحة عن عودة معرض الدوحة للمجوهرات والساعات الذي يتم انتظاره عامًا بعد عام، والذي من المقرر أن يستمر في الفترة الممتدة من 20 إلى 25 فبراير 2023.
وقد ساهم قطاع الرحلات البحرية في قطر، والذي تأسس في عام 2016، في تعزيز مكانة قطر كوجهة رائدة للسياحة البحرية في المنطقة، حيث يدعم القطاع نمو الاقتصاد الوطني في قطر من خلال زيادة الإنفاق السياحي وتوفير المزيد من فرص التوظيف والأعمال.
ومنذ عودة سياحة الرحلات البحرية في عام 2021-2022 بعد توقفها إثر تفشي جائحة كوفيد-19 العالمية، سجل قطاع الرحلات البحرية في قطر نمواً كبيراً، حيث استقبل ميناء الدوحة في ديسمبر الماضي حوالي 8,000 زائر، جاء معظمهم من إيطاليا وروسيا. وبلغ إجمالي عدد الزوار خلال الموسم السابق الماضي 100,500 مسافر. وتستوعب محطة المسافرين الجديدة في ميناء الدوحة ما يصل إلى 12,000 مسافر يومياً، كما يتميز الميناء بموقعه الاستراتيجي في قلب الدوحة حيث يتواجد على بعد دقائق من بعض مناطق الجذب الأكثر شهرة في المدينة
وكانت قطر للسياحة قد عقدت شراكة مؤخرًا مع الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية (CLIA) في المملكة المتحدة وأيرلندا، وذلك للترويج لقطر في تلك المنطقة كوجهة للسياحة البحرية، والتعريف بها بين أوساط مجتمع الرابطة الأشهر في صناعة الرحلات البحرية، ووكلاء السفر والشركاء، كما أطلقت حملتها الترويجية العالمية «عيش عالم استثنائي».
وحقق قطاع سياحة الرحلات البحرية نمواً مستمراً وملحوظاً على مدار الأعوام الماضية، وذلك بفضل جميع الشركاء من القطاعين الحكومي والخاص، وكان موسم 2020/2019 قد شهد وصول 207 آلاف زائر على الرغم من عدم اكتماله، في حين حقق موسم 2018 - 2019 نمواً نسبته 121% في عدد الركاب فيما سجل زيادة نسبتها 100% في عدد السفن السياحية، حيث وصل إلى قطر أكثر من 140 ألف مسافر على متن 44 سفينة.