150 طالباً يحفظون القرآن بمركز الزبير بن العوام

alarab
محليات 23 يناير 2023 , 12:35ص
الدوحة - العرب

الشيخ خالد الحيدري: خريجونا يساهمون في التنمية بالبلاد
حسان خلف الشوباش: العمل بكتاب الله يحقق الفلاح لعيالنا 
سيد محمد: منهج رباني تعليمي وإيماني لكل مسلم 
محمد إدريس: كلام الله رسالة عظيمة لهداية البشرية 
 

تشهد الحلقات القرآنية بمراكز تعليم القرآن الكريم التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إقبالاً متزايداً من أولياء الأمور على تسجيل أبنائهم وانتسابهم بها، على اختلاف أعمارهم وجنسياتهم سواء بالحضور الفعلي إلى مقار التحفيظ أو التعلم عن بعد عبر برنامج تعاهد القرآني من خلال منصة الوزارة التعليمية عبر برنامج ميكروسوفت تيمز؛ لتعلم القرآن الكريم وتدارسه حفظاً وتلاوةً بشكل متقن وفق مخارج الحروف الصحيحة وأحكام التجويد. وتسعى الوزارة ممثلة في قسم القرآن الكريم وعلومه بإدارة الدعوة والإرشاد الديني مع جهودها في تعليم الطلاب ومدارستهم القرآن الكريم حتى يختموا حفظ كتاب الله، إلى تخريج أجيال من أبنائنا الطلاب يتمثلون القرآن واقعاً وسلوكاً وتربية في حياتهم وإن لم يحفظوا القرآن كاملاً، من خلال البرامج التربوية والتوجيهات السلوكية والاقتداء بالنماذج المشرقة من المدرسين والمشرفين على الحلقات القرآنية، الذين يفيضون على الطلاب علماً وحلماً وخلقاً.
ويعد مركز الزبير بن العوام لتعليم القرآن الكريم الذي تقام حلقاته بمسجد مريم العطية - رحمها الله - (رقم م. س 933) بمنطقة مبيريك، رافداً تربوياً وإيمانياً لتنشئة الأجيال وتخريج حفظة كتاب الله من المواطنين والمقيمين على أرض قطر.
يحتضن المركز 150 طالبا موزعين على 10 حلقات قرآنية، ويمثل واحدا من مراكز تعليم القرآن الكريم التي تغرس في نفوس أبنائنا الطلاب الهدي الإيماني، مع بيان أثر هذه المراكز القرآنية في نفوس المنتسبين إليها وتعزيز القيم النبيلة والمثل العليا في المجتمع.
وقال الشيخ خالد عبده الحيدري رئيس المركز إنه شخصيا تخرج في هذه الحلقات القرآنية وتعلم منها كتاب الله وأحكام الدين، وها هو اليوم يعمل إماما وخطيبا بوزارة الأوقاف ورئيسا لمركز الزبير بن العوام لتعليم القرآن الذي تأسس في العام 2004 أي قبل نحو عقدين من الزمان، وذكر أن المركز يلتحق به 150 طالبا موزعين على عشر حلقات منها حلقتان للقاعدة النورانية وثمانية لمستويات القرآن المختلفة، وهناك ثمانية طلاب خاتمين للقرآن الكريم.
وأكد أهمية دور الأسرة في الاستفادة من هذه الحلقات التي وفرتها الوزارة، وأن البيت له دور هام وحث أولياء الأمور على بث روح الحماسة في نفوس الأبناء بشكل مستمر حتى لا تخبو هذه الرغبة في تعلم كتاب الله وتشجيعهم، حتى يلبسهم أبناؤهم تاج الوقار يوم القيامة بحفظهم لكتاب الله، لافتا إلى أن هناك العشرات من خريجي المركز أصبحوا يساهمون في دفع عجلة التنمية بالبلاد. 

تنشئة في رحاب القرآن 
وأكد المدرس حسني عبدالله سعيد، أهمية إلحاق الأبناء في الحلقات القرآنية كونها تساهم في تعويد الأبناء على حب كتاب الله والتعلق بالمسجد والتنشئة الصحيحة في رحاب القرآن الكريم، لافتا إلى أهمية دور البيت وخاصة الأم في متابعة أبنائها وما تعلموه في المركز والاهتمام بمراجعتهم لما حفظوه فهي العامل الأساسي في التوجيه والإرشاد.
وأوضح أن الحلقات القرآنية حواضن تربوية تحتضن الطلاب وتحفظ أوقاتهم فيما ينفعهم في الدنيا والآخرة.
وذكر المدرس سيد محمد، أن مسيرته في الحلقات القرآنية تتجاوز اثنتي عشرة سنة، وأن القرآن العظيم هو المنهج الرباني لكل مسلم، والمركز يساهم في تنشئة الأبناء على كلام الله وما فيه من آداب وأحكام وتوجيهات يحيا بها الإنسان في خير وسعادة، ووجه كلمة لأولياء الأمور حثهم فيها على إلحاقهم بمراكز القرآن التي تعلمهم وتوجههم لما ينفعهم، وأن يتعلموا القرآن الذي تصح به عبادتهم ويتعلموا منه الآداب التي تعود بالخير على الوالدين أولا ويكون لهم الأجر العظيم من الله.
وأكد أن الحلقات القرآنية من أولى الأوليات التي يجب أن يحرص أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بها ومتابعتهم وتعاونهم مع المركز في هذا الشأن.

دور تعليمي وإرشادي
وأشار المدرس محمد إدريس عبدالله إلى أن حلقته تشتمل على مستويات الحفظ المختلفة، وتحتضن ثمانية طلاب في فترة العصر وأربعة في فترة المغرب، وقال إن هذا القرآن كلام الله وهو رسالة عظيمة للبشرية ونحن بدورنا كمدرسين نعلمهم كلام الله، ونرشدهم إلى صالح الأخلاق وجميل الصفات التي يجب أن يتحلى به كل مسلم.
 وحث أبناءه الطلاب على اغتنام هذه الفرصة التي منّ الله بها عليهم من وجود مكان بهذه المراكز يتعلمون فيها كلام الله وما أمرنا به سبحانه في كتابه العزيز.
وأوضح حسان خلف الشوباش ولي أمر الطالب عبدالله، أن ابنه يدرس في الصف الرابع الابتدائي في مدرسة الإخلاص، وأنه حرص على إلحاق ابنه بالمركز القرآني وهو في الخامسة من عمره ولذا نشأ على حب الحلقات القرآنية وتعلق بها، وقد استفاد أيما استفادة من إلحاقه مبكرا وتعليمه الحروف الهجائية والنطق الصحيح بمركز الزبير بن العوام.
وقال «لمسنا الأثر الإيجابي لتعلمه القاعدة النورانية في دراسته الأكاديمية وفي سهولة تلاوة وحفظ كتاب الله حيث وصل الآن حتى سورة يس، وهذا مصداق حديث النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين»، وأشار أن كلام الله فيه العزة والفلاح لمن أخذ به وتدبره وعمل به.
أجواء محفزة 
وحول البيئة الإيمانية المهيأة التي يوفرها المركز للملتحقين به، قال إن هذا من الأمور التي تميز المراكز القرآنية التي تقام حلقاتها بالمساجد وهي بيوت الله التي جعلها للذكر والعبادة وتحفها الملائكة، كما أن الحوافز المادية والمكافآت التشجيعية من خلال المشاركة في المسابقات القرآنية والاختبارات الفصلية تمثل دافعا قويا وحافزا هاما للطلاب لبذل المزيد من الجهد في الحفظ والمراجعة وإتقان ما حفظوه، مشيرا أن ابنه حصل على مكافأة قدرها خمسمائة ريال قبل فترة بسيطة من خلال مشاركته في إحدى المسابقات القرآنية.
ويدرس الطالب يوسف يعقوب مسعد، في الصف الثالث بمدرسة الإخلاص، التحق بالمركز بعد جائحة كورونا وانتهى من تعليم كتاب الحروف الهجائية والنطق الصحيح وفق مخارج الحروف، وبدأ في حفظ جزء عم، وذكر أن والده يتابع معه الحفظ والمراجعة، حيث يولي أهمية للذهاب للمركز القرآني ليحفظ ابنه كتاب الله.
كما يدرس الطالب عادل علي إبراهيم، في الصف السابع، وتعلم القاعدة النورانية والقراءة بشكل صحيح منذ التحق بالمركز حتى أصبح يتلو القرآن بشكل سهل وفق قواعد أحكام التلاوة، ويتابع حفظ القرآن الكريم لما له من فضل وأجر كبير عند الله.

إتقان الحفظ والمراجعة 
وقال الطالب عبدالرحمن عماد رمضان، إنه يدرس بمدرسة عبدالله بن جاسم بالصف السادس، وقد التحق بالمركز منذ صغره في عمر خمس سنوات، ويحفظ ستة أجزاء ويراجع الحفظ للإتقان، وذكر أن القرآن منهاج حياة للعلم والتدبر والعمل به، لافتا إلى أنه يحفظ كل يوم صفحة من القرآن ويراجع نحو عشر صفحات، وقدم الشكر لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على توفيرها هذه المحاضن التربوية التي تحفظ أوقاتهم وتعلمهم القرآن والآداب الإسلامية.
ويدرس الطالب نعمان خان، في الصف الثاني عشر علمي، والتحق بالمراكز القرآنية منذ سبع سنوات ويحفظ نحو 16 جزءا من كتاب الله، وأوضح أنه يحفظ كل يوم صفحة من القرآن ويراجع نحو عشر أو خمس عشرة صفحة ويراجع معه الحفظ والده في البيت.
وأكد نعمان أن القرآن نور وهداية للإنسان الذي يتعلمه ويعمل بمحكم آياته ليحيا حياة طيبة في شؤون حياته كلها كما قال الله «من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون»، وأشاد بجهود الوزارة في توفير هذه الحلقات القرآنية لجميع من يعيش على أرض قطر.
وذكر الطالب مبارك خالد الحيدري، أنه يدرس في الصف الحادي عشر بمدرسة ابن سينا الثانوية، وقد بدأ مسيرته القرآنية منذ صغره قبل المدرسة ويحفظ نحو عشرين جزءا، وأشار إلى أهمية البيئة الإيمانية لحلقات القرآن التي تقام بمساجد الدولة كونها تضم عشرات بل مئات الطلاب جميعهم يعكف على حفظ ومراجعة وتلاوة كلام الله.
وأوضح أن هذه الجهود تأتي تحت إشراف نخبة من المدرسين من الأئمة والمؤذنين من حفظة القرآن المتقنين يعلمون الطلاب التلاوة الصحيحة ومخارج الحروف وأحكام التجويد، ويساهمون في التوجيه والإرشاد والتنشئة الصالحة لمنتسبي الحلقات، ويشجعون الجميع على الالتزام بالآداب والأخلاق الحسنة.