تدشين سلسلة من الإصدارات الجديدة للكتاب في شتى صنوف المعرفة

alarab
ثقافة وفنون 23 يناير 2022 , 12:30ص
الدوحة - العرب

دشن الملتقى القطري للمؤلفين أمس سلسلة من الإصدارات الجديدة للكتاب في شتى صنوف المعرفة والإبداع، خلال فعاليات اليوم الختامي لمعرض الدوحة الدولي للكتاب في نسختة الحادية والثلاثين، الذي جاء تحت عنوان « العلم نور»، ويسعى الملتقى عبر هذه التدشينات إلى تعزيز جهود الحركة الثفافية والأدبية، ودعم مسيرة الكتاب والأدباء، والعمل على اكتشاف مواهب أدبية جديدة في قطر والمنطقة العربية.

الدبلوماسية والقيادة والقوة
وتنوعت التدشينات الجديدة بين الكتابة الروائية والعلمية في الجوانب الاقتصادية والسياسية والمعرفية، حيث جرى تدشين كتاب الدبلوماسية والقيادة والقوة، لسعادة الدكتور عبد العزيز الحر مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية القطرية.. ويتألف من مقدمة و5 فصول، وجاء الفصل الأول بعنوان « الدبلوماسية والقيادة والقوة، وجاء الفصل الثاني بعنوان صناعة الدبلوماسي، والثالث بعنوان «الدبلوماسية الجديدة»، والرابع « الدبلوماسية في عالمنا المتغير» وجاء الفصل الخامس والأخير بعنوان « مستوى الأداء القيادي والدبلوماسي» 
وكان المؤلف قد صدّر الكتاب بإهداء جاء فيه» أهدي كتابي هذا لكل دبلوماسي جديد يطمح في الوصول لقمة الأداء الدبلوماسي، وأهديه لكل دبلوماسي مخضرم وصل لقمة العطاء الدبلوماسي، وأهديه لكل عائلة دبلوماسي عاشت الغربتين، غربة العيش في الخارج لعدد من السنوات، وغربة العودة للوطن في الإجازات.. وأخيراً أهديه لكل من يبذل الجهد ليكون العمل الدبلوماسي أداة لجسر العلاقات بين الشعوب وإحلال السلام في العالم.
كما جرى تدشين « كتابك الأول في التسويق» للكاتبة نسمة حيدر» التي أكدت أن الكتاب بمثابة مقدمة بسيطة في التسويق، لفهم أهميته وجوانبه الأساسية. وطرح الكتاب الأمور التي يجب وضعها في الحسبان عند بداية أي مشروع، كما أنه تلخيص للمبادئ الأساسية الواجب أن تكون معروفة لدى فريق العمل في هذا المجال، وقد وصفت «حيدر» الكتاب بأنه خريطة توضح لك ما يجب عمله والتركيز عليه. كما أنه يساعد على فهم أساسيات التسويق بسهولة مع الكثير من الأمثلة.
كما جرى تدشين كتاب سارة رشيدي، الروائية الجزائرية والكاتبة في جريدة الوطن القطرية، والفائزة بمسابقة القصة القصيرة مرتين: ملتقى الحضارات بألمانيا2020 ، والملتقى القطري للمؤلفين2021.. وتحمل الرواية عنوان «حين يزهر الأقحوان»
وتطرقت فيها إلى مجموعة من القضايا الاجتماعية، بأسلوب سلس وممتع، مليء بالمغامرات والحكمة.
وقالت عن الرواية لا بد لنا من المرور على الشتاء، الذي يعلمنا كيف نُداري أجسادنا من قسوته، ثم على الخريف الذي تبدأ فيه أقنعة بعض البشر بالتساقط، ثم نُعرج على الصيف فتصير قلوبنا قاحلة كالصحراء لا تُنبت ولا تزهر، لكننا في نهاية رحلتنا لابد من أن نصل إلى الربيع بحلته التي تبهج قلوبنا وحياتنا، إنها الحياة ياجازية بطلة الرواية.. 
ومضت إلى القول بأن جازية التي فقدت أعز ما في الوجود، لتجد نفسها وحيدة تُجابه أحزان الحياة التي خدشت كبرياءها واذت عنفوانها، قررت أن تصمد فهل تنجح؟

مدخل إلى نظرية التعقد 
وفي السياق ذاته دشن الملتقى كتاب مدخل إلى نظرية التعقد في العلاقات الدولية للكاتب الدكتور محمد حمشي الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات والاستاذ المساعد في معهد الدوحة للدراسات العليا، برنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية. 
 الذي أوضح أن الكتاب يقدم مدخلًا إلى نظرية التعقد في العلاقات الدولية، التي صارت مفاهيمها وافتراضاتها جزءًا من النقاشات السائدة في العلوم الاجتماعية. 
وأوضح د. حمشى أن التعقُّد مظهرٌ جوهريٌّ من مظاهر عمليات السياسة العالمية وتفاعلاتها، خاصة خلال العقود الثلاثة الأخيرة. منوها بأن الكتابَ ينافح عن مزايا إقحام نظرية التعقد في حقل العلاقات الدولية، بدءًا بفهم النظام الدولي بوصفه نظامًا معقدًا (أو نظامًا معقدًا يتشكل من أنظمةٍ معقدةٍ عديدة) ونظامًا شواشيَّ السلوك، بدلًا من الفرضية التقليدية التي تقدمه باعتباره نظامًا فوضوي البنية، وهي فرضيةٌ حافظت عليها التقاليد والنقاشات النظرية المتعاقبة التي شهدها تاريخ الحقل المعرفي. منوها بأن الكتاب يسعى إلى فتح نقاش بشأن عدد من الإشكاليات النظرية المتأصلة في حقل العلاقات الدولية، التي تندرج ضمن إشكاليتي السببية والنظرية الكبرى، وما يمكن تعلمه من نظرية التعقد لفهم المخارج الممكنة من المعضلات التي تنشئها هذه الإشكاليات.
وشهد جناح الملتقى تدشين كتاب «البندقيّة الأخيرة» وهو عبارة عن مجموعة قصصيّة للكاتب مسعود الخلف، وقد صدر عن دار روزا للنشر، عام 2021، ويحوي الكتاب مجموعة قصصية، وعددها 11 قصة، تندرج تحت فئة القصص الواقعية الاجتماعية والإنسانية، وتحاكي في مضمونها بعض المآسي الاجتماعية والإنسانية نتيجة الحرب في سوريا.

خبيران: اللغة العربية متفردة.. ولن تحتضر

واصل الملتقى القطري للمؤلفين الاحتفاء باللغة العربية وإلقاء الضوء على قضاياها خلال فعاليات امعرض الدوحة الدولي للكتاب الذي اختتم أعماله أمس.
وقد عقد الملتقى ندوتين عبر جناحه الخاص بالمعرض سعياً لتعزيز المكانة العلمية والبحثية للغة الضاد في مواجهة تيارات العولمة والاستغراب التي يشهدها العالم حالياً. وجاءت الندوة الأولى بعنوان «هل العربيّة تحتضر»، بينما تناولت الندوة الثانية نظرية السياق في اللغة العربية» بأنواعه المتعددة وهي السياق اللغوي والسياق العاطفي وسياق الموقف والسياق الثقافي. 
وقد أكدت الندوتان أن اللغة العربية قوية بسماتها وخصائصها وتميزها وتفردها بين باقي اللغات، وأنها لن تموت، 
وقال الأستاذ فضل حميدان مقدم ندوة «هل اللغة العربية تحتضر؟» إن هذا السؤال من كلام الإنشاء الذي ما زال أعداء العربيّة يكررونه من قرون، وأن الدّراسات اللسانية العالمية التي تقوم في جامعات العالم الغربيّ منطلقة من نظريات علم اللغة الحديث تُجمع على أنّ اللغة العربيّة بسماتها المميزة، وبنياتها القياسيّة، وإمكاناتها الصوتية الهائلة يؤهلّها لأن تكونَ لغةً مشتركةً للعالم أجمع، لغةً تكفيهم مؤونة البحث عن لغةٍ اصطناعية أثبتتِ التّجاربُ استحالةَ نجاحِها.
وأضاف: أن اللغة العربية أظهرت قدراتُها الفائقةُ إمكاناتِها المميزةَ لاستيعاب مطلوبات العصر، والتعبير عن إبداعات الفكر الإنساني، بدقّةٍ ووضوح لا نظير لهما في اللغات الأخرى، لافتاً إلى أنها لغةٌ يمكن استخدام التقنيات المعاصرة في تدوينها ومعالجة نصوصها آليًا، مما يُسهم في نشرها وتيسير تعلّمها، وجعلها اللغة العالمية الأولى.
 وأوضح أنه مما سبق الإشارة إليه تصل إلى فكرة منطقية تقول: لو كان العيبُ في العربية لما عاشتْ هي، وماتت مئات اللغات. وقال» لنا أن نقول بكلّ ثقة إنّ اللغة العربيّةَ باقيةٌ بسماتها التي فيها، وبخصائصها التي تؤهّلها لتكون لغةَ المعرفة والأدب، لتكون لغةً الإنسانية جمعاء، وهذا ليس من تعصّبنا لها، ولو أن تعصبَّنا لها واجبٌ ومبرّر، بل لأنّ الغربيين، بدراساتهم العلمية هم من أثبتوا عالميةَ اللغة العربية واقتدارَها، وهم من تنبؤوا لها بأنها ستسود قريبًا لغاتِ العالم كلّه.

علم اللغة الحديث
وفي السياق ذاته وخلال الندوة الثانية تحدث الأستاذ خالد عياد الباحث اللغوي في قضية من قضايا علم اللغة الحديث وهي (نظرية السياق في اللغة العربية)، وأكد أهمية اللغة العربية وغناها وفخرنا بها، وقام بالتعريف بمفهوم السياق وهو البيئة المحيطة بالنص أو الجملة أو الكلام بشكل عام، منوهاً بأهمية السياق في فهم المعنى المقصود، والوظيفة الاجتماعية التي تؤديها اللغة، وكذلك التعريف بأهم العلماء الذين نشطوا في الدراسات اللغوية السياقية في العصر القديم والحديث، كما تناول قضية السياق العناصر التي تساهم في تشكيل المعنى، وهي ما يطلق عليها عناصر السياق ومن أهمها (المتكلم والسامع والبيئة المحيطة).
وتطرق عياد إلى أنواع السياق وأبرز من برع في دراسته وتقديم نظرية عنه وهو اللغوي البريطاني جون فيرث، لافتا إلى أن أنواع السياق المتفق عليها 4 هي السياق اللغوي والسياق العاطفي وسياق الموقف والسياق الثقافي، منوهاً بأن الحديث عن وجود بعض المعارضين والمنتقدين لهذه النظرية، لا يقلل من أهميتها ولا يقلل من دور السياق والبيئة بشكل عام في تحديد المعنى المراد في الكثير من الجمل والنصوص، مختتماً القول بأن لهذه النظرية حظا كبيرا من الدراسة والاهتمام في علم اللغة الحديث.