اعتبر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أمس الجمعة، أن الاحتجاجات على البطالة والإقصاء الاجتماعي القائمة في بلاده "طبيعية"، متهما "أيادي خبيثة" بالسعي إلى استغلال الوضع.
وبدأت هذه الاحتجاجات الأوسع منذ "ثورة الحرية والكرامة" في تونس نهاية 2010 وبداية 2011، في ولاية القصرين (وسط)، أحد أفقر المناطق التونسية، إثر وفاة شاب عاطل عن العمل السبت الماضي.
واتسعت الحركة في الأيام الأخيرة لتعم العديد من المدن الأخرى، وتخللتها أمس الأول أعمال عنف في تونس الكبرى.
وقال قائد السبسي في خطاب بثه التلفزيون إن هذه الاحتجاجات "في المناطق التي نعرف أنها محرومة، مثل القصرين وغيرها، طبيعية".
وأضاف أن شعار الثورة كان الحرية والكرامة و"ليس هناك كرامة دون عمل، لا نستطيع أن نقول لأحد لا يملك ما يأكله أن يصبر أكثر".
لكنه أضاف أن الحكومة الحالية "التي عمرها أقل من سنة، وجدت نفسها في وضع صعب جدا، بطالة خانقة : 700 ألف عاطل عن العمل تقريبا منهم 250 أو 300 ألف" من الشباب حملة الشهادات.
وتابع الرئيس التونسي "لكن الذي وقع بعد انطلاق المسيرات هو أن دخلت الأيادي الخبيثة وأججت الأوضاع. ونقول لهؤلاء الناس إنهم جميعهم معروفون ومسجلون ومعروفة انتماءاتهم الحزبية سواء كانت أحزابا مرخصا لها أو الأحزاب المحظورة".
ولفت إلى أن "الشيء الجديد هو أن تنظيم الدولة أيضا الذي هو موجود في ليبيا الشقيقة، أصبح تقريبا على حدودنا الآن، وبدا له أن الوقت سانح ليحشر أنفه في هذه العملية".
اندلعت الاضطرابات في القصرين التي تعد نحو 80 ألف شخص، إثر وفاة الشاب رضا اليحياوي (28 عاما) العاطل عن العمل السبت بصعقة كهربائية خلال تسلقه عمودا قرب مقر الوالي احتجاجا على سحب اسمه من قائمة توظيف في القطاع العام.
وأعلنت وزارة الداخلية التونسية الجمعة حظر تجول ليليا في جميع أنحاء البلاد.
م.ن/م.ب