د. القره داغي: عدم الالتزام بالأخلاق سر معاناة الأمة
محليات
22 ديسمبر 2018 , 01:08ص
الدوحة - العرب
أرجع فضيلة الداعية الدكتور علي محيي الدين القره داغي -الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- المعاناة التي تعيشها الأمة حالياً إلى عدم الالتزام بالأخلاق، وقال: «لو نظر كل منا إلى المشاكل التي تحيط به على كل الأصعدة، لوجد أن كلها آتية من خلال عدم الالتزام بالأخلاق، سواء منا ابتداءً أو من الآخرين رداً وانتهاءً.
أضاف فضيلته -في خطبة الجمعة أمس بمسجد السيدة عائشة في فريج كليب- أن هناك فلسفة في الغرب تسمى «فلسفة الإدارة بالأخلاق»، وهي قائمة بناءً على عدة تجارب واستبانات، وقد نجحت في بعض الدول، لأن أنجح الشركات هي التي يتمتع مديرها بالأخلاق النبيلة، وليست التي حصل مديرها على ألقاب علمية مثل الدكتوراه وغيرها.
وتابع فضيلته: التعامل هو الأساس في جلب المحبة والألفة، والتفاني في العمل والإخلاص في تقديم الأنفع الأنجع، لافتاً إلى أنه ما من مشكلة نزلت بدول المجتمع الإسلامي والعربي إلا كان مردها إلى الأخلاق، وعدم سلامة القلب، والروح الهابطة. وأكد أن الأمة الإسلامية هي الوحيدة التي حفظ الله كتابها ودستورها من التحريف والتبديل، ولكنه تساءل: أين نحن من القرآن الكريم وأخلاقه؟
وقال فضيلته: من أراد أن تصبح نفسه لوامة على التقصير في الخير، ولوامة على التفريط في جنب الله تعالى، ومن أراد أن تصبح نفسه مطمئنة راضية مرضية، عليه أن تكون تصرفاته راضية مرضية لله تعالى، وأن يكون مطمئناً إلى ما عند الله تعالى، لا يعرف الوجل ولا الخشية، ومن أراد أن يخدم الأمة بعقله فعليه أن يقدم لها تفكيراً خيراً صالحاً ينهض بها، ويبني لها حضارات إبداعية مشرفة ومشرقة.
وشخص فضيلته حال الأمة، موضحاً أنها تعاني من الازدواجية التي تعد أخطر الأمراض التي أصابتها، وأن العبادات والشعائر تمارس دون أن يكون لها أي أثر أو تأثير على مستوى الأخلاق والسلوك، وهذا مرض كبير وخطير، لافتاً إلى أن العبادات مرتبطة بغايات وأهداف، وأن الأخلاق في الإسلام ليست مجرد فلسفة كما كانت عند غيرهم، وإنما هي عمل وسلوك، من حيث الظاهر والباطن، ويتجلى الداخل في التقوى الذي يحصل للإنسان، كما يظهر الظاهر في العمل الصالح المتسارَع إليه المتسابَق فيه، الذي يقوم به الإنسان.
وأوضح فضيلته أن الأخلاق في الإسلام عمل ودين، وعقيدة وإيمان وإسلام، وقد جعلها الله تعالى سبباً لخيرية الأمة، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}، لافتاً إلى أن هذه الخيرية تمكن في الأخلاق والعقيدة، وأن العقيدة هي المؤثرة والمفجرة لطاقات الإنسان الدافعة نحو الأخلاق الراقية الحسنة، كما جعل الله تعالى سوء الأخلاق سبباً لهلاك الأمم وترديها.