العميد محمد الشهواني: خفضنا المعدل إلى 4 حالات لكل 100 ألف نسمة في 2020
العميد.م محمد المالكي: توفير بيئة مناسبة لإنشاء منظومة نقل متكاملة تنعم بالأمن والسلامة
د. حسن آل ثاني:نموذج النظام المروري الآمن يرتكز على دعائم كثيرة
جون تود: الدوحة لديها الطموح لتقليل الوفيات 25 ٪ إضافية بحلول 2022
نظمت اللجنة الوطنية للسلامة المرورية، أمس، فعالية بمسرح الإدارة العامة للمرور بمناسبة اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا حوادث الطرق، الذي يوافق الثالث من شهر نوفمبر من كل عام.
يأتي هذا العام تحت شعار «تذكر – ساند – أعمل»، وصاحب الفعالية تدشين عقد الأمم المتحدة الثاني «2021-2030» من أجل السلامة على الطرق، والهادف إلى تخفيض معدل إصابات ووفيات الحوادث المرورية إلى 50 % بحلول عام 2030م.
حضر الفعالية سعادة السيد جون تود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسلامة على الطرق ورئيس الاتحاد الدولي للسيارات والدراجات وعدد من المسؤولين والمهتمين بالشأن المروري وعدد من مجندي الخدمة الوطنية وبعض من طلاب المرحلة الثانوية.
في بداية الفعالية تم عرض فيلم وثائقي استعرض الجهود المبذولة والتدابير المتخذة التي أدت إلى تسجيل انخفاض في معدل وفيات الحوادث المرورية وما تم تحقيقه لخفض ضحايا حوادث الطرق في دولة قطر.
كما تناول أوجه التعاون البناء والتنسيق الدائم بين اللجنة الوطنية للسلامة المرورية والجهات الأخرى في الدولة لتحقيق الأهداف المرجوة.
ثم ألقى سعادة السيد جون تود كلمة عبر فيها عن سعادته لحضور هذه الفعالية، وأشار إلى أنه وفي كل عام، يموت 1.35 مليون شخص على مستوى العالم بسبب حوادث الطرق باعتبارها السبب الرئيسي لوفاة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و29 عاما، خاصة أن 90 % من هذه الحوادث تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وقال تود: «تكلف هذه الحوادث من 3 إلى 5 % من الناتج المحلي الإجمالي في هذه البلدان، وأبدى قلقه من أن منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط تحتل المرتبة الأولى بين أعلى معدلات الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق في العالم، بمعدل 18 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة.
وأوضح أن دولة قطر باعتبارها واحدة من أفضل البلدان أداءً في المنطقة - لديها العديد من الدروس الجيدة لمشاركتها مع الآخرين، وأن الخطة العالمية تدعو إلى جعل نظام النقل بأكمله آمنًا وميسور التكلفة ومستدامًا ومتاحًا للجميع؛ وهذا يعني العمل على عدة جبهات: المركبات الآمنة، وبيئات الطرق الآمنة، وسلوك مستخدم الطريق الآمن، والسرعات الآمنة، والإدارة الشاملة للسلامة على الطرق، بما في ذلك اتفاقيات الأمم المتحدة للسلامة على الطرق.
وأشاد بطموح حكومة قطر لتقليل الوفيات بنسبة 25٪ إضافية بحلول العام المقبل. بصفتها البلد المضيف لكأس العالم 2022، لديها منصة كبيرة لإظهار التزامها بالنقل الآمن والنظيف والمستدام».
مكانة مرموقة عالمياً
ألقى العميد محمد عبدالله الشهواني كلمة قال فيها: «نحن إذ نلتقي اليوم فإننا نتذكر القتلى والجرحى على شبكات الطرق عالميا وما سببته من مآس لعوائلهم وأصدقائهم ومجتمعاتهم. وكذلك الهدر الاقتصادي لوفيات الحوادث المرورية الذي يشكل ما بين 2 % إلى 8 % من الناتج المحلي الإجمالي للدول.
وأضاف: نتذكر الضحايا الذين يمثلون الفئة العمرية 15-40 سنة والذين بفقدانهم خسرت الدول طاقات إنتاجية تقدر بعشرات السنوات لا يمكن تعويضها وتقدير الجهود التي يبذلها رجال الشرطة والإسعاف والدفاع المدني وغيرهم.
وتابع: منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية الأولى في يناير 2013 فإن دولة قطر استطاعت ان تحتل موقعا مرموقا على المستوى العالمي في هذا المجال، فقد وصلنا إلى خفض معدل حوادث الوفيات للعام 2020 (4 حالات وفاة لكل 100الف نسمة من السكان) مقارنة بالعام 2010م حيث كانت النسبة (11,3 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة للسكان) وهو يقل عن المعدل العالمي البالغ (18,2) بنسبة 78%. حيث اضافت دولة قطرا تجربة عالمية جديدة متميزة بين الدول السريعة النمو ودول العالم الثالث.
خطوات متقدمة لتحقيق السلامة
أكد العميد مهندس محمد عبدالله المالكي أمين سر وعضو اللجنة الوطنية للسلامة المرورية أن حوادث الطرق تعتبر سببا رئيسيا في الوفيات والإعاقات المستدامة، ويذهب من جرائها ملايين الضحايا في دول العالم لا سيما في البلدان النامية ما بين وفاة وإعاقة دائمة.
وأضاف إن دولة قطر اتخذت خطوات متقدمة في مجال تحقيق السلامة على الطرق وأولته اهتماما كبيرا تمثل في انشاء لجنة وطنية للسلامة المرورية تشارك في عضويتها اكثر من 13 جهة معنية بالسلامة المرورية بالإضافة الى خبراء ومختصين في سلامة الطرق.
وأوضح أن اللجنة برئاسة معالي وزير الداخلية أولت اهتماما كبيرا لموضوع السلامة المرورية حيث قامت بإعداد أول استراتيجية وطنية للسلامة المرورية وهي استراتيجية طموحة تهدف الى خفض معدل الوفيات عن حوادث الطرق من 13 حالة وفاة لكل 100 الف الى 6 حالات وفاة لكل 100 الف بحلول عام 2022 وقد حققت دولة قطر هذا الهدف قبل موعده بخمسة سنوات وقد وصلنا إلى 4 حالات وفاة لكل 100 الف نسمة من السكان للعام 2020م.
ونوه إلى أن دولة قطر حققت خلال الاعوام الخمسة الاخيرة التي أعقبت تدشين المرحلة الاولى للاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية في عام 2013م نتائج كبيرة في مجال السلامة على الطرق تمثلت في: بناء شبكات طرق متطورة وتستوفي أعلى معايير السلامة أسهمت في توفير بيئة مناسبة لإنشاء منظومة نقل متكاملة تنعم بالأمن والسلامة المرورية.
وقال: «إن قطر تطمح لتحقيق مزيد من النتائج خاصة في حوادث الطرق بحلول عام 2022، موعد انتهاء المرحلة الثانية لاستراتيجيتها الوطنية للسلامة المرورية، ولم يقتصر عمل اللجنة الوطنية للسلامة المرورية على رسم السياسات وحسب بل إدارتها ومتابعة تنفيذها مع الجهات المعنية من خلال مجموعات فنية.
وأكد أن هذا التقدم سيكون الدافع الأساسي لتحقيق ذات النتيجة في عقد العمل الثاني للأمم المتحدة من أجل السلامة على الطرق الذي تعكف على تحويله إلى خطط عمل تنفيذية يتم تضمينها في الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية في نسختها الثانية التي سوف تباشر الجهات المعنية بتنفيذها خلال الفترة من 2023-2030م بعد الانتهاء من النسخة الأولى للاستراتيجية التي تنتهي بحلول عام 2022م.
تنسيق مشترك لوضع الخطط الفعّالة
وقال المهندس حمد عيسى عبد الله المكلف بمهام وكيل الوزارة المساعد لشؤون النقل البري بوزارة المواصلات: «إن الوزارة تحرص على العمل المشترك والتنسيق مع كافة الجهات المختصة بالدولة بهدف توفير السلامة المرورية اللازمة على شبكات الطرق وخفض الحوادث المرورية من خلال وضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات الفاعلة.
وأضاف: قامت وزارة المواصلات بإعداد واستكمال عدد من المشاريع الرئيسية لتحسين منظومة النقل والارتقاء بمستويات السلامة على الطرق في الدولة، لافتاً إلى الانتهاء من 10 خطط تنفيذية، ولتحقيق أهداف الخطط التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية قامت الوزارة بإعداد حزمة من المشاريع الرئيسية لتحسين القدرات ورفع مستويات السلامة على الطرق في الدولة.
النموذج المروري الآمن
وقدم الدكتور حسن علي سعود آل ثاني استشاري أول رئيس قسم جراحة الإصابات وجراحة الأوعية الدموية بمؤسسة حمد الطبية عرضا تحدث فيه حول المعدل العالمي للإصابات بفعل الحوادث المرورية وطرق خفض هذا المعدل.
وتطرق الى نموذج النظام المروري الآمن الذي يرتكز على دعائم كثيرة، أهمها مستخدم الطريق والمركبة الآمنة والطرق الآمنة والسرعة الآمنة بجانب نظام إدارة الطرق الآمنة.. متناولا في العرض هرم الإصابات الذي يبدأ من الإصابات التي لا تحتاج لتدخل طبي وينتهي بالحوادث التي تسبب الوفاة.
الجامعة تدعم الحلول المبتكرة
قال الدكتور محمد يوسف القرضاوي مدير مركز قطر للنقل والسلامة المرورية كلية الهندسة جامعة قطر: «إن الجامعة قطر تعي مسؤولياتها وتعمل على تحسين واقع السلامة المرورية والحد من سقوط المزيد من ضحايا حوادث المرور وكجزء من استراتيجيتها البحثية.
وأضاف: إن الجامعة تدعم الأساتذة والطلبة لإجراء أبحاث علمية متقدمة تهدف إلى إيجاد حلول مبتكرة يمكن ترجمتها إلى استراتيجيات عملية فعّالة تساعد في النهوض بواقع السلامة المرورية من خلال خفض أعداد الوفيات والإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية ومن أبرز مساهمات الجامعة قيامها بتأسيس مركز قطر للنقل والسلامة المرورية بكلية الهندسة عام 2021م كمركز وطني متخصص في تنفيذ الدراسات العلمية حول النقل والسلامة المرورية.
تعريف الطلبة بمبادئ السلامة المرورية
ألقت شيخة إبراهيم المنصوري من إدارة شؤون المدارس بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي كلمة أكدت فيها أن دولة قطر تشارك دول العالم ومؤسسات العمل الدولية ذلك الاهتمام، انسجاماً مع دورها التشاركي والفعّال، وأوضحت أن دور الوزارة يتمثل في تربية أبنائنا الطلبة على مبادئ السلامة المرورية وإعدادهم ليكونوا على وعي تام بمعايير السلامة المرورية ليقوموا بدورهم الوطني في حفظ الأرواح والممتلكات، لافتة إلى حرص الوزارة على دمج معايير السلامة المرورية بمعايير المناهج المطورة، وتشجيع الطلبة في المدارس والجامعات على البحث العلمي المستند إلى الأدلة في مجال السلامة المرورية، وتعزيز الابتكار في هذا المجال.
رسالة لتوخي الحذر
وانتهت الفعالية بعرض فيلم فيديو استعرض فيه الشاب عبدالله آل إسحاق تجربته كواحدة من تجارب ضحايا حوادث الطرق ووجه فيها رسالة إلى الشباب لتوخي الحذر وعدم التهور والتقيد باشتراطات السلامة المرورية قبل فوات الأوان.