"الإرث" تطلق منتدى التمكين لذوي الإعاقة
رياضة
22 نوفمبر 2016 , 05:43م
الدوحة قنا
أطلقت اللجنة العليا للمشاريع والإرث اليوم النسخة الأولى من "منتدى التمكين" الذي يشكل منصة تجمع بين الأشخاص ذوي الإعاقة والمؤسسات الخاصة والمنظمات غير الحكومية وممثلين عن الجهات الحكومية بهدف مناقشة أفضل السبل لتنظيم بطولة كأس عالم شاملة وسهلة الوصول عام 2022.
وشهد المنتدى حضور ممثلين عن الجهات الشريكة المسؤولة عن إنجاز مشاريع البنية التحتية وتقديم الخدمات ذات الصلة ببطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، ولاسيما وزارة المواصلات والاتصالات، ووزارة الصحة العامة، ووزارة البلدية والبيئة، وهيئة الأشغال العامة (أشغال)، وسكك الحديد القطرية (الريل)، ومطار حمد الدولي، وشركة ساسول قطر، والهيئة العامة للسياحة.
وكان من بين الحضور كذلك ممثلون عن الاتحاد العربي للمكفوفين، وقسم التأهيل والعلاج الطبيعي في مستشفى الرميلة العضو في مؤسسة حمد الطبية، فضلا عن ممثلي مراكز وجمعيات ذوي الإعاقة في قطر.
وسيكون منتدى التمكين بمثابة مجموعة استشارية مستقلة تقدم المشورة والنصح للجنة العليا وشركائها حول المتطلبات في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة لضمان أن تكون بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 أكثر البطولات شمولا في تاريخ اللعبة، وكذلك لضمان ترك إرث مستدام لذوي الإعاقة في قطر.
وسيلتقي أعضاء المنتدى بشكل منتظم سنويا في مجموعات عمل مصغرة وجلسات متخصصة لمناقشة المسائل ذات الصلة بالاستادات والفنادق والأماكن العامة التي تخدم بطولة 2022، وتقديم توصيات يتم تقييمها وتطبيقها في مختلف المشاريع.
واستهل المنتدى بعرض مسرحي يحاكي قصة فوز دولة قطر بشرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022، قدمه مجموعة من ذوي الإعاقة بصورة مميزة ونال إعجاب الجميع.
وتلت العرض كلمة افتتاحية ألقاها السيد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، أعقبتها جلسات نقاشية لممثلين من اللجنة العليا للمشاريع والإرث ووزارة المواصلات والاتصالات ووزارة الصحة العامة وعدد من أهم الجهات الشريكة الأخرى، منهم عيد حمد القحطاني مدير مشروع استاد مؤسسة قطر في إدارة المنشآت الرياضية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ونورة علي السويدي من مشروع الخطة العمرانية الشاملة لدولة قطر، وعبدالعزيز صالح اليافعي كبير مهندسي المشاريع في وزارة المواصلات والاتصالات، والدكتورة وفاء اليزيدي مدير إدارة التأهيل والعلاج الطبيعي في مستشفى الرميلة العضو في مؤسسة حمد الطبية.
وتركزت المناقشات بشكل أساسي حول المشروعات التي يجب تنفيذها لتراعي احتياجات ذوي الإعاقة بصورة تحقق لهم الراحة وتعمل على تيسير حياتهم، فضلا عن أن تكون هذه المشروعات متاحة لكافة أنواع الإعاقة وليس الحركية أو الذهنية فقط.
وعقب العروض التقديمية والجلسة النقاشية، طلب من الحضور تحديد أولويات يعتبرون أنه يتوجب على الجهات الشريكة المتواجدة أن تعمل عليها، حيث تم تحديدها في خمسة تعهدات جاءت كالتالي: اعتماد الدليل الهندسي للمعايير التخطيطية والتنظيمية الخاصة بذوي الإعاقة للمباني والمنشآت – وزارة البلدية والبيئة، واعتماد الدليل الإرشادي لذوي الإعاقة الحركية حول كيفية استخدام النقل العام من وإلى المطار –وزارة المواصلات والاتصالات، وتدريب موظفي المطار والفنادق للتعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة بصورة عامة - مطار حمد الدولي والهيئة العامة السياحة، ودمج ذوي الإعاقة في برنامج المتطوعين الخاص ببطولة كأس العالم2022- اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وتشكيل آلية عمل لمشاركة ذوي الإعاقة في تخطيط وتنفيذ مشاريع الجهات المشاركة في المنتدى من خلال ورش عمل تعقد على مدار العام – جميع الجهات المشاركة في المنتدى.
ومن المقرر أن تقوم اللجنة العليا للمشاريع والإرث وشركاؤها، على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة، بتقييم التوصيات التي يقدمها منتدى التمكين في دورته الأولى.
وسيتم عقد لقاء بعد سنة من الآن تشرح فيه الجهات الشريكة لأعضاء المنتدى التقدم الحاصل فيما يتعلق بالتعهدات الخمس، وتعرض كيفية مساعدتها في وضع سياسات وإجراءات ذات صلة بمشاريعها.
من جانبه، أكد السيد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث أن المنتدى يهدف إلى توفير منبر لتواصل فعال بين الأشخاص ذوي الإعاقة في قطر ومختلف المؤسسات والإدارات الحكومية التي تعمل على إعداد البنية التحتية الخاصة ببطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
وقال الذوادي، في كلمته خلال المنتدى، إن اللجنة العليا تسعى بالتعاون مع شركائها لضمان أن يحظى كل شخص يحضر منافسات البطولة بعد ست سنوات بتجربة مريحة وميسرة، سواء في الاستادات، أو أماكن الإقامة والفنادق، أو في الأماكن العامة في قطر.
وشدد على أن اللجنة العليا حريصة على إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في جهود التحضير لاستضافة البطولة على قدم المساواة مع كافة فئات المجتمع، إلى جانب حرصها على ضمان أن تترك البطولة إرثا مستداما لذوي الإعاقة في قطر.
ورأى الذوادي أن من شأن المنتدى والتوصيات التي تم رفعها من هذه الجلسة الافتتاحية، أن يساعد اللجنة على تحقيق الهدف من إنشاء هذا المنتدى.
بدورها، اعتبرت ريم المنصوري وكيل الوزارة المساعد لشؤون تنمية المجتمع الرقمي في وزارة المواصلات والاتصالات أن نجاح تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 يعتمد على تضافر جهود كافة الجهات العاملة في دولة قطر، معربة عن ثقتها في قدرة قطر على تنظيم واحدة من أفضل البطولات على مستوى العالم.
وقالت المنصوري، في كلمتها أمام المنتدى، إن سياسة رعاية وتأهيل ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة باتت جزءا لا يتجزأ من الاستراتيجيات الوطنية لدولة قطر.
وأوضحت أن وزارة المواصلات والاتصالات تولي عناية خاصة لفئة ذوي الإعاقة من خلال مشروع "تيسير الوصول" الذي يهدف لتطوير البنى التحتية لشبكة المواصلات بما يناسب احتياجات ذوي الإعاقة، بالإضافة لمشروع "سهولة النفاذ الرقمي ومنالية الويب" الذي يهدف لتعزيز قدرة هذه الفئة على الوصول للمحتوى الرقمي والتقنيات الرقمية والاستفادة منها على أكمل وجه.
من جهته، أكد الدكتور صالح علي المري مساعد الوزير للشؤون الصحية في وزارة الصحة العامة أن دولة قطر قطعت شوطا واسعا في طريق تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وهو ما ظهر جليا في الرؤية التي طرحتها خلال الدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في يونيو 2016.
وقال المري، خلال كلمته في المنتدى، إن حل العديد من التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة لا يتحقق إلا بتفعيل مشاركتهم في المجتمع، مشيرا إلى أن وزارة الصحة تعمل على مواجهة هذا التحدي من خلال إزالة الموانع الاجتماعية والبيئية التي تحول دون ممارسة ذوي الإعاقة لحياتهم بفاعلية في المجتمع.
وأوضح أن وزارة الصحة عملت مع عدد من مؤسسات الدولة على تحديث الدليل الهندسي القطري لوصول ذوي الإعاقة، الذي بدوره يضع الشروط الهندسية للمنشآت الصحية من ضمن المنشآت الأخرى كأماكن ميسرة لذوي الإعاقة.
وشدد المري على أن وزارة الصحة على ثقة بأن هذا المنتدى وغيره من الجهود ستسهم بشكل فاعل في تحقيق المساواة والعدالة لجميع فئات المجتمع كما رسمتها رؤية قطر الوطنية 2030.
يذكر أن منتدى التمكين يضم ممثلين عن الأفراد الذين يعانون من أنواع مختلفة من الإعاقات المرئية أو غير المرئية، والتي تتراوح بين الإعاقة الجسدية (البصر، الكلام، السمع، الأصم، الإصابة الدماغية، استخدام الكرسي المتحرّك)؛ الإعاقة الإدراكية (الاعتلال الفكري)؛ الإدراك (صعوبات التعلّم)؛ وإعاقات الصحة العقلية.
وحضر المنتدى كذلك أشخاص لا يعانون من إعاقات ولكنهم يمثلون منظمات تعنى بشؤون ذوي الإعاقة في قطر والمنطقة.
وقد تم اختيارهم بحسب طبيعة عملهم، وخبرتهم، وإمكانية حضورهم، ورغبتهم في الانخراط في مسائل ذات صلة بالإعاقة والمجتمع في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
س,س