

أشاد عدد من الاختصاصيين الأسريين بما تضمنه خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمام مجلس الشورى أمس، من تأكيد على أهمية دور الوالدين في تربية الأبناء وتحمل مسؤولياتهما تجاه الأسرة والمجتمع، مؤكدين أن هذا التوجيه يعكس رؤية سموه العميقة لأهمية بناء الإنسان باعتباره الأساس في نهضة الأمم وتطورها.
ورأى الخبراء في تصريحات لـ»العرب»، أن تركيز سمو الأمير على مسؤولية الوالدين ينطلق من قناعة راسخة بأن التربية مسؤولية وأمانة لا بد من القيام بها على أكمل وجه، وأن رعاية الأبناء ومتابعتهم تمثل حجر الزاوية في بناء مجتمع متماسك يقوم على القيم والأخلاق.
وأكدوا أن اهتمام القيادة الرشيدة بالأسرة يعكس فهما استراتيجيا لدورها المحوري في تحقيق التنمية المستدامة، فالإنسان هو أصل العمران والعنصر الأهم في البناء والتقدم، وصلاحه هو الطريق إلى ازدهار المجتمع واستقراره.

د. أحمد الفرجابي: وعي عميق بأهمية دور الوالدين في بناء الأجيال
أكد الدكتور أحمد الفرجابي، المستشار الأسري والتربوي، أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمام مجلس الشورى، جاء شاملا ومعبرا عن رؤية واضحة تعكس أولويات الدولة في المرحلة المقبلة.
وقال الفرجابي إن أكثر ما أسعده في الخطاب هو اهتمام سمو الأمير بجانب التربية والأسرة وتركيزه على معاني الوالدية ومسؤوليات الأبوين، مستشهدا بحديث النبي الكريم: كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.
وأضاف أن هذا الاهتمام يأتي امتدادا لجهود الدولة في تعزيز استقرار الأسرة عبر الدعم المادي والمعنوي، وهو ما أسهم في تحقيق تماسك مجتمعي ينسجم مع ما أكد عليه سموه بأن الإنسان هو محور التنمية في رؤية قطر الوطنية.
وأشار إلى أن الخطاب تناول كذلك الجوانب الاقتصادية والاجتماعية التي تصب في مصلحة الأسرة، فاستقرار الاقتصاد والمجتمع ينعكس مباشرة على استقرار الأسرة ويعزز قدرتها على أداء دورها التربوي والتنموي.
وأكد الفرجابي أن تأكيد سمو الأمير على مسؤولية الوالدين يعكس وعيا عميقا بأهمية دورهما في بناء الأجيال، باعتبارها مسؤولية أخلاقية ودينية، داعياً الآباء والأمهات إلى تحمل مسؤولياتهم في متابعة الأبناء ورعايتهم، لأن صلاح الأبناء امتداد لعمل الوالدين الصالح.
وختم الفرجابي تصريحه بالتأكيد على أن الاهتمام بالأسرة يعكس رؤية قيادية حكيمة تدرك أن الإنسان هو أساس العمران والتقدم، وأن صلاح الأسرة هو المدخل الحقيقي للتنمية المستدامة، مشيداً برؤية سمو الأمير التي تضع بناء الإنسان وتأهيله أسرياً وتربوياً في صدارة أولويات الدولة.

د. عايش القحطاني: إصدار كثير من القرارات تصب في صالح الأسرة
أكد الشيخ الدكتور عايش القحطاني الداعية الإسلامي والمستشار الأسري، أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمام مجلس الشورى يعكس الاهتمام الكبير من الدولة بالأسرة، مشيرا إلى أن السنوات الماضية شهدت إصدار الكثير من القرارات التي تصب في صالح الأسرة.
وقال القحطاني إن مؤسسات الدولة شهدت استجابة واسعة لمقترحات المختصين باتخاذ الخطوات التي تدعم التماسك الأسري، ومن بينها تخصيص أماكن للأطفال في بعض أماكن العمل، لافتا إلى أن هذه الاستجابة تدعم الأداء الوظيفي أيضاً.
ونوه إلى قرارات الدولة والتي تأتي بتوجيهات القيادة الرشيدة من شأنها الحد من حالات الطلاق، والتي كان بعضها نتيجة انشغال الزوجة عن تربية الأبناء والقيام بواجباتها الزوجية، لذا وفرت الدولة لها الكثير من الامتيازات التي من شأنها أن تسهم في رعاية الأسرة بجانب العمل.
وأشاد القحطاني بتأكيد صاحب السمو على دور الوالدين في تربية الأبناء، لما لذلك من أثر على الأطفال، لافتاً إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ.
وشدد على الأم هي المربي الأول والأب هو الداعم لها حتى يأخذ الأبناء منهم العادات والتقاليد، الأمر الذي يختلف عن تربية الخادمة أو غيرها، معتبرا أن اهتمام القيادة الرشيدة بقضايا الأسرة تأتي انطلاقاً من الحرص الدائم على التماسك الأسري وضمان أفضل سبل الحياة للأسرة.
د. هلا السعيد: رسائل إنسانية عميقة تتجاوز السياسة والاقتصاد
قالت الدكتورة هلا السعيد، الاستشارية الأسرية والخبيرة بشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة، إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى يحمل رسائل إنسانية عميقة تتجاوز السياسة والاقتصاد إلى جوهر النفس والمجتمع، معتبرة أنه يوجه الوعي الجمعي نحو بناء الإنسان المتوازن الذي يدرك مسؤوليته تجاه ذاته وأسرته ووطنه.
وأضافت السعيد أن اللافت في الخطاب أنه لا يكتفي بدعوة الدولة إلى التنمية، بل يدعو الفرد والأسرة إلى أن يكونا شريكين فاعلين في هذه المسيرة، مؤكدة أنه حين تبنى الأسرة على أسس نفسية صحية قائمة على الحوار، والاحترام، والقدرة على التكيف، وتحمل المسؤولية، فإنها تنتج مواطنين أصحاء نفسيا قادرين على العطاء والإنتاج والانتماء.
وأكدت أن الاستثمار في الأسرة هو استثمار في الاستقرار النفسي والاجتماعي للمجتمع بأكمله، وكلما شعر الفرد بالأمان داخل أسرته، زادت قدرته على مواجهة تحديات الحياة بثقة ومرونة، وقلت احتمالية ظهور السلوكيات السلبية أو الاتكالية التي حذر منها الخطاب. وأشارت إلى أن الاهتمام بالأسرة يعزز التماسك المجتمعي ويحد من الآثار النفسية المصاحبة للتغيرات السريعة في نمط الحياة المعاصر.
وشددت على أن الخطاب ليس مجرد توجيه اقتصادي أو سياسي، بل تأكيد على إعادة صياغة العلاقة بين الفرد والأسرة والمجتمع، على أساس من المسؤولية المتبادلة والوعي العميق بقيمة الإنسان.
د. عيسى الحر: خطوط إرشاد وتوجيه للسياسات والإستراتيجيات الوطنية
قال الدكتور عيسى الحر، مرشد تربوي وأسري، إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى يمثل دائما خطوط إرشاد وتوجيه للسياسات والإستراتيجيات الوطنية وصولا لتحقيق رؤية قطر 2030.
وأوضح الحر أن خطاب سموه عن أهمية دور الوالدين في تربية الأطفال يعكس إدراكه العميق لأثر الأسرة في بناء الإنسان، وهو توجيه واضح للمؤسسات بضرورة مساعدة الوالدين في هذا الجانب، وتحفيزهم على بذل جهد أكبر في تربية الأبناء.
وأضاف أن هناك تكاملا في الأدوار بين المؤسسات والأفراد في الدولة، فالمؤسسات التعليمية والاجتماعية شريك أساسي في التربية، كما أن الوالدين لا يمكن أن يعزلا نفسيهما عن هذا الدور الحيوي، فكل طرف يقوم بمسؤوليته في مجاله.
وثمَّن الدكتور الحر جهود الدولة في تمكين المرأة ودعم الأسرة من خلال السياسات والقوانين التي عززت دور الوالدين في رعاية الأبناء.
وأضاف أن بعض الأسر ما زالت تعتمد على أساليب تقليدية في التربية دون مواكبة التطورات التقنية، وهو ما أدى إلى فجوة بين جيل الآباء وجيل الأبناء، داعيا إلى ضرورة أن يطور الوالدان مهاراتهما في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، لتوجيه الأبناء نحو الاستخدام السليم لها.
هادية بكر: نبراس وطني لركائز الحاضر والمستقبل
قالت الأستاذة هادية بكر، استشاري أسري، إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، جاء ملهما وعميقا، ويُعد نبراسا وطنيا يوجه نحو ما يجب التركيز عليه في الحاضر والمستقبل، مؤكدة أن الخطاب أبرز بوضوح أهمية رأس المال البشري باعتباره الثروة الحقيقية لأي دولة تسعى للتقدم والازدهار.
وأضافت بكر أن حرص القيادة الحكيمة على بناء الإنسان يتجلى من خلال تطوير المنظومة التعليمية وتعزيز كفاءة التنشئة والتربية الأسرية، بما يسهم في إعداد جيل واع وقادر على المساهمة الفاعلة في تنمية الوطن.
وأوضحت أن استقرار الأسرة يحتل موقعا محوريا في سياسات الدولة، وهو ما نلمسه في المبادرات والمشروعات الوطنية التي تستهدف دعم الأسرة وتعزيز دورها في بناء المجتمع، من خلال المؤسسات المجتمعية التي تعمل على نشر الوعي الأسري وتفعيل التنشئة الوالدية السليمة.
وتابعت بكر أن رؤية سمو الأمير تؤكد أهمية تمكين الأسرة وتنمية دورها التربوي والاجتماعي، عبر المسارات والأجهزة الوطنية التي تُعنى بتربية الأجيال الجديدة وتشجيعهم على المشاركة في مسيرة البناء والتنمية، مشيرة في الوقت ذاته إلى دعم الدولة الاقتصادي والاجتماعي للأسرة من خلال توفير فرص العمل وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية.
واختتمت بقولها إن الاهتمام الكبير باستقرار الأسرة يمثل ركيزة أساسية في الاستثمار بالعنصر البشري، لما لذلك من أثر مباشر في رفعة الوطن وتقدمه المستدام.