خبراء: الافراج عن اميركي في بيونغ يانغ مؤشر ايجابي

alarab
حول العالم 22 أكتوبر 2014 , 02:37م
سيول - أ ف ب
يهدف الافراج المفاجىء عن واحد من الاميركيين الثلاثة الذين تحتجزهم كوريا الشمالية، للتوصل على ما يبدو الى مفاوضات مباشرة مع واشنطن، لكن الطريق نحو حوار حوار حقيقي ما زالت دونه عقبات كثيرة، كما يعتبر المحللون.

ولدى اعلانها الثلاثاء الافراج عن جيفري فاولي، رفضت السلطات الاميركية تقديم اي تفاصيل عن طريقة حصول العملية. واشارت واشنطن الى استمرار الجهود للافراج عن الاميركيين الآخرين ماتيو ميلر وكينيث باي اللذين ينفذان عقوبة السجن مع الاشغال الشاقة. 

وقد فاجأ الافراج عن فاولي جميع المراقبين، لأن بيونغ يانغ رفضت باصرار عروض واشنطن لارسال مندوب الى هذه الدولة التي تعتبر الاكثر انغلاقا في العالم، من اجل اجراء مفاوضات حول الافراج عن المعتقلين.

وقال بول كارول الخبير في الشؤون الكورية الجنوبية في معهد بلوغشيرز فاوند بسان فرنسيسكو، "عادة تكون الطريق التي تؤدي الى هذا النوع من الامور واضحة جليا، لكنها لم تكن كذلك هذه المرة". واضاف "هذا يمكن ان يعني ان كوريا الشمالية تسعى لتلمس الطرق الممكنة لاستئناف حوار مع الولايات المتحدة".

واعتبر ان "بيونغ يانغ التي تتعرض للضغوط متزايدة في ملف حقوق الانسان، يمكن ان تريد ايضا البرهنة على قدرتها على التحلي بالعقلانية".

ويريد الاتحاد الاوروبي واليابان رفع شكوى الى محكمة الجزاء الدولية بشان "الجرائم ضد الانسانية" المرتكبة في كوريا الشمالية بعدما نشرت الامم المتحدة تقريرا قاسيا شبه تلك الجرائم بجرائم النازية ونظام الابارتايد (التمييز العنصري) ونظام الخمير الحمر.

وكان جيفري فاولي (56 عاما) المتهم بترك انجيل في احد الفنادق وصل الى كوريا الشمالية في ابريل.

ويمضي ميلر (24 عاما) عقوبة بالسجن ست سنوات في معسكر عمل بتهمة ارتكاب أعمال "معادية" للنظام. كما اتهم ميلر الذي وصل الى بيونغ يانغ في نيسان/ابريل، بتمزيق تأشيرة دخوله السياحية امام مركز هجرة وطلب اللجوء.

اما باي، الاميركي الكوري الاصل (42 عاما) الذي قالت بيونغ يانغ انه مسيحي انجيلي ناشط، فحكم عليه لاحقا بالسجن 15 سنة مع الاشغال الشاقة، بتهمة العمل على اطاحة الحكومة الكورية الشمالية.

وتتهم واشنطن بيونغ يانغ باستخدام رعاياها اداة ضغط، وستتروى كثيرا قبل ان تقدم اي تنازل الى النظام الكوري الشمالي، كما يقول المحللون.

وذكر جون ديلوري المتخصص في الشؤون الكورية في جامعة يونسي بسيول "مع موقف ادارة اوباما الذي يقضي بعدم مكافأة التحركات السيئة، اتساءل كثيرا عن المعنى الحقيقي" لما حصل.

واضاف ديلوري "هذا مؤشر ايجابي، وسيكون اكثير ايجابية اذا ما استتبع بالافراج عن الاخرين. لكنه سيؤدي فقط في نهاية المطاف الى ازالة موقف مثير للغضب. اما استئناف الحوار فبعيد جدا جدا".

وتؤكد واشنطن مع حليفها الكوري الجنوبي ان بدء حوار رفيع المستوى لا يمكن ان يحصل الا اذا اثبتت بيونغ يانغ رغبتها الاكيدة في التخلي عن برنامجها النووي.

واشار بيتر بيك الخبير لدى معهد نيو باراديغم في سيول ان "هذا الافراج لا يغير المعادلة تغييرا كبيرا". وقال "باتت كوريا الشمالية تعتبر ان الكرة في الملعب الاميركي، لكن ما زال من الضروري ان نعرف ما اذا كانت واشنطن تريد الاستجابة لتلك الخطوة، على الاقل قبل الافراج عن الاثنين الاخرين".

قضايا السياسة الداخلية يمكن ان يكون لها ايضا دورا في هذا الامر، مع انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر في الولايات المتحدة.

ولم تدل كوريا الشمالية حتى الان باي تعليق حول الافراج عن هذا الاميركي.

وقال جون ديلوري "سيكون مهما ان نسمع ما سيقولونه". واضاف "اتصور انه سيكون شيئا من نوع +الاميركيون يأسفون لتصرفات فاولي ووعدوا بألا يتكرر ذلك".

وقد طالب النظام الكوري الشمالي باعادة فاولي على متن طائرة رسمية اميركية، لاضفاء مزيد من الصفة الديبلوماسية على الحدث. ولم يعرف ما اذا كان مندوبون عن الادارة الاميركية كانوا في الطائرة او ما اذا عقد لقاء ما في المطار بين البلدين.