ماكرون أمام تحدي إعادة تحريك العجلة السياسية في فرنسا

alarab
حول العالم 22 أغسطس 2024 , 01:10ص
باريس - أ. ف. ب

بعد ستة أسابيع على انتخابات مبكرة أفرزت جمعية وطنية بدون غالبية واضحة، يواجه الرئيس إيمانويل ماكرون تحديا على عدة جبهات وسط اتهامات توجه إليه بالمماطلة، إذ يتحتم عليه احتواء تحالف «الجبهة الشعبية الجديدة» اليساري وتعيين رئيس وزراء يشكل حكومة جديدة والتحضير للدورة الجديدة من الحياة السياسية وإعداد الميزانية المقبلة.
ومع انتهاء «الهدنة السياسية» التي أعلنها خلال دورة الألعاب الأولمبية بين 26 يوليو و11 أغسطس، انتظر ماكرون حتى تنقضي مراسم إحياء الذكرى الثمانين لتحرير منطقة بروفانس، قبل أن يدعو القادة السياسيين والبرلمانيين إلى مشاورات في قصر الإليزيه، قبل موعد دورة الألعاب البارالمبية بين 28 أغسطس و8 سبتمبر.

حكومة جديدة
هل تشهد فرنسا الأسبوع المقبل تكليف رئيس وزراء تشكيل الحكومة المقبلة؟ فبعد أكثر من ستة أسابيع على الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية، لا يزال غابريال أتال على رأس الحكومة.
وقام أتال المكلف منذ 16 يوليو تصريف الأعمال، بتوجيه الرسائل التي تحدد سقف الأموال والوظائف الممنوحة لكل وزارة، في مبادرة أوضح مكتبه أن هدفها السماح للفريق الحكومي المقبل بوضع ميزانية، فيما ندد اليسار بـ»فضيحة حقيقية» وخطوة «مذهلة»، منتقدا الاستمرار في سياسة «التقشف».
ولم يسبق أن أخذ رئيس فرنسي هذا الوقت الطويل لتعيين رئيس حكومة بعد انتخابات تشريعية، لكن لم يسبق أيضا أن تشكلت جمعية وطنية بدون أن تتبلور فيها أي غالبية، ما حمل أحد المفاوضين على وصفها بأنها «جمعية خارجة تماما عن تقاليد الجمهورية الخامسة، لا أحد يعرف حقا كيف يقاربها». وسيفتتح ماكرون اجتماعاته غداً الجمعة مع الجبهة الشعبية الجديدة ومرشحتها لرئاسة الحكومة لوسي كاستيه، وهي موظفة في الدولة غير معروفة لدى الجمهور العريض، على أن يلتقي بعد الظهر اليمين الجمهوري بقيادة لوران فوكييه.
وسيستقبل الثلاثاء القادم زعيمي اليمين المتطرف مارين لوبن وجوردان بارديلا ورئيس حزب الجمهوريين (يميني) إريك سيوتي الذي تحالف مع التجمع الوطني ما تسبب بأزمة كبرى داخل حزبه، مع العلم أن اليمين المتطرف لا ينوي إطلاقا المشاركة في أي حكومة ائتلافية. وأبلغ مكتب الرئاسة أن تعيين رئيس للوزراء «سينبثق عن هذه المشاورات واستخلاصاتها».

ميزانية في أكتوبر
ومن جانب اليسار، تجري هذه المشاورات بالتزامن مع تنظيم «الجامعات الصيفية»، التجمعات التقليدية للشباب والناشطين اليساريين. وستلقي لوسي كاستيه كلمات في مختلف تجمعات أحزاب اليسار، فتتوجه عشية الاجتماع في قصر الإليزيه إلى البيئيين، ثم ليلة لقائها مع ماكرون إلى الشيوعيين والسبت إلى فرنسا الأبية (يسار راديكالي).
وسيشكل هذا المنبر وسيلة لتشديد الضغط على ماكرون، رغم الخلافات الإستراتيجية بين مكوّنات الجبهة الشعبية الجديدة، ولا سيما حول تلويح زعيم فرنسا الأبية جان لوك ميلانشون بعزل الرئيس، في موقف يعارضه شركاؤه.