الخطوة تدعم مشاركة المرأة في سوق العمل
نتوقع دعم المزيد من الشركات لمواعيد العمل المرنة
قالت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، لـ «العرب»: سبق أن أوضحنا في جريدتكم «العرب» أن نموذج عمل معهد الدوحة الدولي للأسرة في إنتاج الأدلة المعرفية ومناصرة تطوير السياسات والبرامج، وفي إطار دوره الداعم لتعزيز السياسات الصديقة للأسرة في أماكن العمل، أنتج المعهد تقريرا بحثيا حول التوازن بين العمل والأسرة وعدد من موجزات السياسات المنبثقة عنه.
وأضافت: شارك المعهد مؤخراً شركة «ooredoo» في تقديم وطرح بعض التوصيات التي من شأنها تعزيز التوازن بين العمل والأسر بإتاحة المزيد من الوقت للعاملين بالشركة وفقا لترتيبات عمل مرنة.
قدم المعهد في هذا الصدد لـ «ooredoo» أمثلة من أفضل الممارسات العالمية ذات الصلة التي تعزز من إنتاجية المؤسسات وتطور من أداء العاملين وفقًا للأدلة.
ولفتت إلى أن السيد أحمد عارف مدير التخطيط والمحتوى بمعهد الدوحة الدولي للأسرة شارك بعض نتائج الدراسات ذات الصلة مع «ooredoo» أثناء إحدى جلسات مبادرة «أفكار» للشركة، التي أقيمت 17 أغسطس الحالي. وخلال العرض أبرز دور قياسات التكلفة والعائد عالميًا في شركات مشابهة وكيف أدى استحداث تلك السياسات لمزيد من رفاه الأفراد ورفع إنتاجية المؤسسات في آن واحد.
وحول انعكاسات ساعات العمل المرنة على العمل، قالت المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة: هناك العديد من الأدلة التي تؤكد هذا الطرح، فمثلًا في دراسة لإحدى الشركات الصينية استخدمت منهج RCT أي التجريب على عينة تجريبية وضابطة وهو من أقوى مقاييس الأدلة؛ فتم قياس مؤشرات الإنتاجية على مجموعة ضابطة تعمل 5 أيام في الأسبوع من المنزل، وعينة تجريبية تعمل 4 أيام من المنزل والخامس من المكتب، فوجد ارتفاع مؤشرات الإنتاجية 13% في العينة التجريبية.
وأضافت: قام الباحثون بعد ذلك بتجربة أخرى وهي أن يترك للموظفين المرونة في اختيار الوقت والمكان فارتفعت مؤشرات الإنتاجية بنسبة 22%، وغيرها العديد من الأمثلة المشابهة، فبشكل عام يشير هذا النوع من الأدلة إلى وجود علاقة ارتباطية بين ترتيبات العمل المرنة وارتفاع معدلات الإنتاجية والأداء وانخفاض معدلات الغياب وترك العمل.
وأردفت د. شريفة العمادي: أثبتت تجربة العمل خلال جائحة كورونا «كوفيد 19» أن الاتساع في تبني تلك الترتيبات لم يؤثر سلبًا على الأداء، وكان لمعهد الدوحة الدولي للأسرة السبق في دراسة التكلفة والعائد من سياسات العمل المرنة المطبقة في مؤسسة قطر، للوصول لأدلة تفيد بأهمية تبني هذا النموذج، والدراسة ما زالت قيد التطبيق وسنعلن عن النتائج الأولية في وقت لاحق.
ولفتت إلى أن الشواهد العامة في دولة قطر تشير لاستمرارية، بل وتحسن الأداء مع هذه الترتيبات وهي في ناحية أهم بالنسبة لنا تساهم في تعزيز التماسك الأسري، مضيفة: ومن ثم نتصور استمرار هذه الترتيبات في المستقبل، وهذا بالطبع سيمثل انعكاسًا هامًا على تعضيد العلاقات الأسرية والوظائف الوالدية ويخلق للأزواج والوالدين بيئة تتسم بالأريحية في كلا المنظومتين؛ العمل والأسرة.
وأكدت الدكتورة شريفة العمادي أن دوام الشخص لساعات طويلة في العمل لا يعني أنه ينتج، فمن الممكن أن يتم التعامل مع الموظف عن طريق مهام توكل له، وقالت: إعطاء الموظف بعض المرونة يجعله قادرًا بصورة أكبر على الإبداع، ومن الممكن أن ينجز العمل الذي لم يتمكن من الانتهاء منه بمقر العمل، في المنزل.
وأضافت: قيام الشخص بعمله في المنزل يمكن أن يكون له مردود جيد جداً عليه وعلى أسرته، فضلاً عن الراحة النفسية التي يجدها في ذلك، خاصةً بالنسبة للمرأة، التي تجد الراحة في تواجدها مع أسرتها وأطفالها، فيكون لذلك مردود إيجابي كبير على التماسك الأسري.
وتابعت: تشكل ساعات العمل المرنة أو العمل من المنزل دفعة قوية لعمل المرأة، فعلى الرغم من أن نسبة النساء القطريات الحاصلات على شهادات عليا أعلى من الرجال، إلا أن مشاركتهن في سوق العمل أقل، وهذا يرجع لارتباط السيدات بأسرهن وعدم قدرتهن على التوفيق بين التواجد اليومي لساعات طويلة في مقر العمل، وواجباتهن تجاه الأسرة، لكن مع ساعات العمل المرنة، وقدرة المرأة على العمل من المنزل، نتوقع مشاركة كبيرة من النساء في سوق العمل.
وأوضحت أن الحاصلات على شهادات عليا في قطر من السيدات أكثر من الذكور، والدولة في حاجة للاستعانة بهذه الخبرات، لذا فالعمل المرن يعطي فرصة أكبر وحصة أوفر من الوظائف.
ونوهت بأن معهد الدوحة الدولي للأسرة، ومن منطلق دوره في مناصرة قضايا الأسرة، يدعم ساعات العمل المرنة والعمل الجزئي والعمل عن بعد، فبعد الدراسة التي قام بها المعهد، يعمل على مناصرة هذه القضية، مشيرة إلى أن المعهد رفع هذه السياسات للمسؤولين من أجل النظر فيها وتطبيقها على مستوى الدولة ككل.
وأعربت عن أملها أن يتم تعميم ساعات العمل المرنة والعمل من المنزل والعمل الجزئي في الكثير من المؤسسات، بما في ذلك مؤسسات القطاعين العام والخاص، وأن تشهد هذه القضية انتشاراً أوسع بعد قيام شركة «ooredoo» بهذه الخطوة، وأن يكون لها نصيب من المناصرة في مجلس الشورى المنتخب المقبل.
وأوضحت أن مؤسسة قطر يعمل بعض موظفيها بنفس الطريقة، وأن الفترة المقبلة ستشهد تبني مؤسسات أخرى لهذه السياسات.
مغردون: «عقبال الباقي»
أعرب مغردون عن ارتياحهم للخطوة التي اتخذتها شركة ooredoo بإتاحة خيار العمل من المنزل يومين في الأسبوع، والمرونة في تمديد ساعات العمل في بداية الأسبوع على أن يتم تقليلها يوم الخميس، مؤكدين أنها خطوات تصب في صالح الموظف وفي إنتاجية العمل بالشركة، مؤكدين على أهمية تعميم هذه التجربة لما لها من مردود جيد على كافة الشركات والموظفين.
وقال خليفة بن ناصر آل خليفة: خطوة جيدة من «ooredoo» وقد تؤدي إذا نجحت إلى تطويرها وتطبيقها في مؤسسات وطنية أخرى. الأهم التطبيق السليم والمتابعة المهنية من الشركة لهذه الخطوة المتقدمة في البلد. نتمنى نجاحها، فالعالم يتغير خاصة لما بعد مرحلة كورونا وبسبب التطور التقني الهائل.
وغرد محمد الكواري: بما أن شركة ربحية عملاقة مثل «ooredoo» تقدمت خطوة في اتجاه تغيير النمط التقليدي والتركيز على الإنتاجية وليس مجرد التواجد.. لا حجة لبقية المؤسسات في إعادة النظر والتركيز على قياس الأداء وإنتاجية الموظفين بدل المدرسة القديمة الي تركز على التواجد فقط حتى ولو كان وجود الموظف وعدمه واحد.
أما المهندس صالح الدوسري، فأوضح أن الكثيرين طالبوا خلال السنوات الماضية ببيئة عمل مرنة، مقدما الشكر لـ «ooredoo» على هذه الخطوة، فجاء على حسابه: منذ سنوات ونحن نطالب في بيئة عمل مرنة في جهات العمل، والآن لقد تحقق الحلم كأول شركة في قطر، شركة اوريدو @ooredooQatar، تمنح موظفينها مرونة في ساعات العمل والعمل من المنزل وتقليص ساعات عمل يوم الخميس هذه البيئة ولا بلاش ! شكراً أوريدو، لديك قادة محترمين.. وعقبال الباقي.
وغرد أحمد العلي: قرار رائع من الإخوة، نتمنى أن نرى نفس الإجراء يُتخّذ من شركات أخرى في قطاعات مختلفة وأيضاً البنوك والمؤسسات الحكومية، معرباً عن أمله في تعميم هذه التجربة بين أكبر عدد من المؤسسات.