البوعينين: بث الشائعات يدمر الأمم ويهدم الأسر ويفرق الأحبة
محليات
22 يوليو 2016 , 11:35م
الدوحة العرب
حذر فضيلة الشيخ أحمد بن محمد البوعينين من خطورة بث الإشاعات في المجتمع، إذ إنها تدمر المجتمعات وتهدم الأسر وتفرق الأحبة، وقال في خطبة الجمعة في جامع صهيب الرومي بالوكرة: "نسمع بين الحين والآخر إشاعات تبث وتنشر أكاذيب تبعث وترسل، فهذه الإشاعات لها خطر عظيم وشرر كبير، كم أهدرت من أموال، وضيعت من أوقات، وكم أحزنت من قلوب، وأورثت من حسرة".
وأوضح أنه إذا أردت أن تعلم خطر بث الإشاعات فما عليك إلا أن تنظر في حادثة الإفك: كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث شهرا كاملا وهو مهموم محزون، لا الوحي ينزل كي يبين له حقيقة الأمر، ولا يعرف عن أهل بيته إلا الطهر والعفاف.
وأكد البوعينين أن بث الشائعات وترديدها دون تفكير في نتائجها فتن كثيرا من المسلمين، لافتا النظر إلى أن الإسلام عالج قضية الإشاعة عن طريق 3 نقاط: الأولى التثبت. والثانية الناقل للإشاعة من الفاسقين. والثالثة التفكر في عواقب الإشاعة.
وفيما يتعلق بنقطة التثبت قال: "إن الله أمر بالتبين والتثبت، لأنه لا يحل للمسلم أن يبث خبرا دون أن يكون متأكدا منه، ونحن اليوم لدينا وسائل التواصل الاجتماعي، فكل رسالة تأتي على الجوال يرسلها أحدهم بدون تأكد، فعلينا أن نتأكد ونتثبت منها قبل إرسالها، وما حدث في انقلاب تركيا فيه دروس وعبر، فالرسائل الكثيرة التي تأتي عن طريق التواصل الاجتماعي ونقلها دون تأكد أو تثبت قد يوقع الناقل لها في المحظور إذا لم يتأكد منها.
وشدد الخطيب البوعينين على ضرورة التفكر في محتوى الإشاعة لأن كثيرا من المسلمين لا يفكرون في مضمون الإشاعة، ولو أعطينا أنفسنا لحظات في التفكر في تلك الإشاعات لما انتشرت قَطّ. وأضاف: "لقد بيَّن الله حال المؤمنين الذين تكلموا في حادثة الإفك فقال سبحانه وتعالى "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ"، انظر إلى قوله: "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ". من البدهي أن الإنسان يتلقى الأخبار بسمعه لا بلسانه. لكن أولئك النفر من أصحابه لم يستعملوا التفكير، لم يمرِّروا ذلك الخبر على عقولهم ليدبروا فيه، بل قال الله عنهم إنه يتلقونه (حادثة الإفك) بألسنتهم ثم يتكلمون بها بأفواههم من شدة سرعتهم في نقل الخبر وعدم التفكير فيه".
وبشأن عملية نقل الإشاعات من قبل الفاسقين أشار إلى الآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ...) فجعل الله مَن نقل الخبر دون تثبت من الفاسقين، وقال إنه بمجرد نقْل الأخبار دون التأكد من صحتها فإن هذا موجب للفسق، وذلك لأن هذه الأخبار ليست كلها صحيحة، بل فيها الصحيح والكاذب، فكان مَن نقل كل خبر وأشاعه داخلاً في نقل الكذب، لذا جعله الله من الفاسقين.
ولفت فضيلته النظر إلى تناول السنة النبوية مسألة الإشاعات، فقال: "صرح النبي بذلك، ففي صحيح مسلم: (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع)، فالمؤمن لا بد له من الحذر في أن يكون عند الله من الفاسقين (الكاذبين)، وكفى بذلك كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب".
وحث البوعينين على ضرورة التفكر في عواقب الإشاعة، وذكر في هذه الأثناء أن "كل خسارة وكل هم وغم أصاب أخاك المسلم، وكل أموال أهدرت بسبب إشاعتك التي نشرتها أو ساعدت في نشرها، فلك نصيب من الإثم فيها"، وأشار في هذا المنحى إلى إشاعة حقن فيروس الإيدز في فاكهة الشمام، وتساءل البوعينين: "كم من الأموال خسرها أصحاب الشركة؟! وكم من الهم أصابهم؟! فكل ريال أُهدر وكل فاكهة أُتلفت وكل خسارة حدثت فلك نصيب منها".
واختتم الخطبة الأولى بقوله: "يظهر الندم في الدنيا لمن تفكر في عاقبة نشر الإشاعة، ويظهر في الآخرة للغافلين عندما يجدون الجبال من السيئات كُتِبت عليهم (و تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم)".
وذكر أن تاريخ الإشاعة قديم، إذ لم يسلم منها حتى الأنبياء، فلنحذر كل الحذر منها، وقال إن نوحاً عليه السلام اتهمه قومه بأنه يريد أن يتفضل عليكم أي يتزعم ويتأمر ثم يشاع عنه أنه ضال "قَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ"، وقال إن هوداً عليه السلام يشاع عنه الطيش والخفة (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنْ الْكَاذِبِينَ) ودعا إلى الحذر مِن ما فعله قوم نوح وهود وموسى، فلنحذر من الإشاعات، ولنحذر من نشرها وتوزيعها.
Remove Related
صورة الشيخ أحمد البوعينين