وكالة الطاقة: أسعار النفط تهدد تعافي الاقتصاد العالمي
اقتصاد
22 يونيو 2011 , 12:00ص
سنغافورة - رويترز
قالت وكالة الطاقة الدولية إن ارتفاع أسعار النفط الخام قد يؤدي إلى انحراف النمو الاقتصادي عن مساره في الصين والهند البلدين اللذين ساعدا الاقتصاد العالمي على تجاوز الأزمة المالية.
وأبلغ فاتح بيرول كبير اقتصاديي الوكالة رويترز «أسعار النفط المرتفعة هي تهديد كبير قد يخرج التعافي العالمي عن مساره ليس في الدول المتقدمة فحسب بل في الصين والهند أيضا.
«الصين والهند هما أهم اقتصادين ساعدا العالم على الخروج من الأزمة الاقتصادية، إذا عمدا إلى تشديد السياسات النقدية فإن هذا قد يفضي إلى تباطؤ في اقتصاديهما وهي أنباء سيئة لنا جميعا».
وتجاوز سعر خام برنت 127 دولارا للبرميل هذا العام لكنه تراجع بعد ذلك ليصل إلى حوالي 111 دولارا أمس الثلاثاء في ظل عزوف عن المخاطرة أوقد شرارته عدم تيقن من إمكانية حل أزمة ديون اليونان.
وقال بيرول «لكن إذا نظرت إلى متوسط العام فإن أسعار النفط ما زالت أعلى بكثير من متوسط 2008.. أرقب أيضا ربعي السنة القادمين حيث نتوقع نموا قويا في الطلب وتباطؤا في إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك».
وقال إن ارتفاع أسعار النفط سيفضي أيضا إلى زيادة في دعم الوقود رغم جهود الصين وإيران للحد من ذلك. وأضاف أن فاتورة الدعم لعام 2010 قد تتجاوز مستوى 312 مليار دولار الذي بلغته في السنة السابقة.
ورفعت وكالة الطاقة توقعاتها للطلب العالمي على النفط في خمس سنوات 700 ألف برميل في المتوسط مقارنة مع تقرير سابق للأجل المتوسط صدر في ديسمبر وذلك بفعل نمو الطلب من الدول غير المتقدمة. وتساهم الصين وحدها بأكثر من %40 من الزيادة.
وقال بيرول إنه ما زال يتعين على الصين استيراد نصف حاجاتها من الغاز لتلبية نمو قوي للطلب رغم امتلاكها أحد أكبر موارد الغاز الصخري في العالم.
وقال إنه في 2015 ستستورد الصين نحو 50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال أي ما يعادل واردات أوروبا منه.
ومن شأن المخاوف المتنامية إزاء سلامة محطات الطاقة النووية إثر أزمة فوكوشيما في اليابان أن تعزز الطلب على الغاز المسال والفحم والمصادر المتجددة.
وقال بيرول إن بعض الدول تقوم بمراجعة خطط نووية أو تأجيلها في حين تجري إحالة وحدات قائمة إلى التقاعد المبكر.
وفي العام الماضي، توقعت وكالة الطاقة الدولية نمو الطاقة النووية العالمية 360 غيغاواط بين 2008 و2035.
وذكر بيرول أنه إذا تراجع نمو الطاقة النووية بمقدار النصف إلى 180 غيغاواط فإن نسبتها من مزيج الطاقة العالمي ستتراجع إلى %10 من %14. وقال «سيقل عدد البيض في سلة» مزيج الطاقة.
وقال إن استخدام الفحم سيزيد نحو %6 مقارنة مع توقعات الوكالة العام الماضي في حين سيزيد استهلاك الغاز 80 مليار متر مكعب إضافية.
وقال بيرول «الطاقة النووية ما زالت مهمة جدا لنظام الطاقة العالمي والياباني. من دون الطاقة النووية سترتفع الأسعار ويتراجع أمن الطاقة وتزيد انبعاثات الكربون».