وقعت قطر الخيرية اتفاقية تعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» لدعم عمل مكتب «الاوتشا» والصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ (CERF) بهدف ضمان تقديم مساعدة إنسانية موثوقة للأزمات المفاجئة والمهملة حول العالم. وتم توقيع الاتفاقية على هامش مشاركة قطر الخيرية في الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى بين دولة قطر ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» الذي عقد مؤخرا بالدوحة.
ووقع الاتفاقية السيد مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، والسيد يوسف الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية.
وفي كلمته التي ألقاها في افتتاح الحوار الاستراتيجي، تحدث السيد يوسف الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية، عن الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين قطر الخيرية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والتي تشمل التمويل وتنفيذ المشاريع وتبادل المعلومات والخبرات وتنسيق التدخلات الإنسانية، وقال إن هذه الشراكة أثمرت مؤخرا عن توقيع خطاب النوايا للتعاون بين الطرفين في ديسمبر الماضي لدعم تنفيذ مشاريع نوعية في المناطق والأزمات الإنسانية الأكثر حاجة.
وأوضح أن توقيع هذه الاتفاقية للمساهمة في برنامج التمويل الاستراتيجي لعام 2024، بقيمة 10 ملايين دولار امريكي لدعم عمل مكتب «الاوتشا « والمساهمة في الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ( CERF) هو ثمرة لهذا التعاون المشترك.
وأكد الكواري على أن العمل الإنساني واجه تحديات كبيرة حيث ارتفعت معدلات استهداف العاملين الإنسانيين في مناطق النزاع، كما تعاني المنظمات الإنسانية من تقييد إمكانية الوصول الى المجتمعات المحتاجة ووضع المعوقات والعراقيل أمام إيصالها للمساعدات الإنسانية وهو ما ظهر جليا في الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة ومازالت مستمرة.
من جهته أعرب السيد أحمد مرعي رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «الأوتشا» في قطر في تصريح صحفي عن سعادته بتوقيع الاتفاقية وقال « لقد كانت هذه الاتفاقية أساس تعاوننا على مدار الأعوام الماضية وما بعدها أيضًا، متطلعا إلى مزيد من التعاون والشراكات الاستراتيجية وتبادل المعلومات وتنمية قدرات كلا الطرفين.
جلسات عمل
وعلى هامش فعاليات الحوار الاستراتيجي، شاركت قطر الخيرية في جلسة تناولت مجالات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين دولة قطر ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وأكد السيد نواف الحمادي مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع البرامج والتنمية الدولية بقطر الخيرية في مداخلته على أهمية التعاون الاستراتيجي طويل الأمد بين مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وقطر الخيرية، وقال إن هذا التعاون يعكس التزاما متبادلا بالقضايا الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال الاعتراف المشترك بالاحتياجات العاجلة للاستجابة للأزمات في المناطق المتضررة.
وأشار إلى أن قطر الخيرية تحرص على إقامة تحالفات وشراكات استراتيجية مع المنظمات الدولية والحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية للاستفادة من الموارد والخبرات والشبكات من أجل عمل إنساني فعال، لافتا إلى أن قطر الخيرية لعبت دورا مهمًا كشريك منفذ لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، حيث نفذت عددا من المشاريع الممولة من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في مجالات الصحة والتغذية وسبل العيش والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية بشكل فعال لتوفير الدعم الأساسي للنازحين والمتضررين من الأزمات في اليمن وسوريا.
وقال إن التعاون الثنائي بين المنظمتين يؤكد على الثقة المتبادلة ويعكس التزامنا المشترك بالتنفيذ الفعال وفي الوقت المناسب للمشاريع التي تهدف إلى مساعدة المجتمعات المتضررة من الأزمات في جميع أنحاء العالم.
ومن جهته شارك السيد مانع الأنصاري مدير إدارة الطوارئ والإغاثة بقطر الخيرية في جلسة حول الأوضاع الإنسانية والاحتياجات لكل من قطاع غزة والسودان وأفغانستان، وأكد في مداخلته على أهمية التعاون والتنسيق بين المنظمات الإنسانية خاصة عند التعامل مع الصراعات المعقدة مثل تلك الموجودة في أفغانستان والسودان وغزة. وأضاف أن حالات الطوارئ المعقدة هذه تتطلب جهودًا لتحقيق أقصى قدر من التأثير والوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها.
وقال إن التنسيق الفعال بين المنظمات يضمن تقديم المساعدات بكفاءة ووصولها إلى المستفيدين المستهدفين وتحقيق نتائج مستدامة ومؤثرة في مساعينا الإنسانية. وأشار إلى التدخلات الإنسانية لقطر الخيرية في كل من السودان وأفغانستان وغزة.
ويهدف الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى بين دولة قطر ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، والذي يعد الأول من نوعه منذ ابتداء الشراكة بين دولة قطر ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية – لمناقشة وبحث سبل تعزيز التعاون بين الطرفين لتنسيق الشؤون الإنسانية في عدة مجالات، وأهمها إيجاد طرق مستدامة لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.