يفخر بتاريخه العسكري في بلد قام بثورة للإطاحة بنظام سيطرت المؤسسة العسكرية فيه على مفاصل الدولة سياسيا واقتصاديا، بل إنه يذهب إلى أبعد من ذلك عندما قال إن الرئيس المخلوع حسني مبارك مثله الأعلى، ولم يكن مستغربا أن تنهال سهام النقد على الرجل من كل حدب وصوب، لكنه في مواجهة ذلك يبدي صمودا شديدا. إنه الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك والذي أطيح به من هذا المنصب بعد مليونية حاشدة في ميدان التحرير لتطهير البلاد من رموز العهد السابق، بيد أن الرجل لا يزال مصرا على أنه الخيار الأفضل لمصر في هذا الوقت وهو من يستطيع أن ينتشلها من وضعها الراهن. «العرب» التقت الفريق أحمد شفيق المرشح للرئاسة الذي تحدث عن رؤيته وبرنامجه الانتخابي.  صرحت بأنك تأتي كرئيس لمصر من أجل حماية أهداف الثورة فهل أنت مؤمن بالثورة حتى تستطيع أن تحقق أهدافها؟ الثورة هي ثورة %100، ولكن الآن الثوار جالسون في منازلهم ما عدا الجماعات المعروف اتجاهها التي تخرج من حين لآخر، أما الذين قفلوا الميدان من عام ونصف العام ليسوا ثواراً، والشباب الثوري الحقيقي جاءوا لي لكي أتعاون معهم في بناء مصر.  هل شباب الثورة سيعطون أصواتهم لك في انتخابات الرئاسة؟ بالتأكيد الشباب الثوري المحتك بي سيعطون أصواتهم لي.  وماذا عن التيار الإسلامي «الإخوان المسلمون – السلفيون – الجماعة الإسلامية» هل ممكن تحصل على أصواتهم؟ كل واحد وضميره، فممكن أحصل على جزء من أصواتهم فمن منهم يعرفني عن قرب سيعطيني صوته.  من هو نائب رئيس الجمهورية لدى أحمد شفيق؟ أنا والنواب مهما كانت مرجعيتهم نعمل مع بعض كفريق واحد للمصلحة العامة، ولكن في الفترة الحالية ومع ظهور تيار إسلامي واضح، فالله أعلم كيف سيكون شكل التيار الإسلامي بعد خمس سنوات، فالتيار الإسلامي ليس بعدد الإخوان المسلمين والسلفيين وإنما بعدد المكتسبات في مجلس الشعب، فإذا كان عددهم إجمالا 2 مليون في القوائم ولكنهم حققوا 10 أو 15 مليونا في مجلس الشعب، وفي هذه المرحلة أنوي أن أحدد نوابا يكونون بالدرجة الأولى إسلاميين.  هل أنت تغازل التيار الإسلامي عندما تقول إن نائب أحمد شفيق سيكون إسلامياً؟ لو أنا أغازل كنت غازلت في أمور أكثر، الوضع الحالي يقول إن أحد النواب يكون إسلامياً.  هل هناك شخص معين أمامك؟ هناك كثيرون أمامي، ولا ننسى المسحيين فوضع طبيعي أن يكون هناك تعدد ونائب مسيحي وامرأة فكل هؤلاء هم الفئات الأساسية للمجتمع.  وماذا ستفعل مع المعارضين معك مثل د.علاء الأسواني و.محمد البرادعي؟ أنا رجل ناضج، فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، فأنا رجل صوفي شريف بحكم النسب متدين جدا محب هذا التوجه، ومعي دبلومة في الدراسات الإسلامية وهناك حديث ثابت يقول «أبغض عدوك هونا ما عسى أن يكون حبيبك هونا ما – وأحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما». فليس معنى أني كرهت فلانا أن يكون الكره ليوم القيامة ومع ذلك من ضمن برنامجي موجود به د.البرادعي وزويل للاستفادة من خبراتهما ولابد أن يكون لهم دور من الأدوار الرئيسة إلى جانبهما مجدي يعقوب وهم أسماء لا يختلف عليهم، وهناك منصب قبل رئيس الوزراء وهو منصب مستشار دولة وهو منصب رفيع وحساس جدا، فرجل مثل فاروق الباز وزويل والبرادعي لابد أن نستفيد بخبراتهم. أما د. البرادعي فأنا أكثر رجل في مصر رحب بالبرادعي وقمت بإجراءات مميزه له عند وصوله لمصر للترحيب به، لأني كنت وزير الطيران وقتها.  كيف ستتعامل مع المظاهرات؟ المحددات تنظم ما هو الاعتصام والإضراب والقانون حدد حق التظاهر السلمي ولكن من يتجاوز القانون في حق التظاهر نحذره مرة واثنين ثم يعاقب فهناك أمور لا يجب أن تأخذنا العاطفة بها.  ماذا ستفعل مع برلمان يسيطر عليه التيار الإسلامي؟ لابد أن نتعايش فلا نجعل سخونة الانتخابات تنعكس على حياتنا بعد ذلك فهي سخونة مرحلة.  ما هي آخر مرة قابلت فيها الرئيس مبارك؟ آخر مرة كان في مقر رئاسة الجمهورية قبل التنحي بـ48 ساعة ولم أزره في المركز العالمي الطبي ولكني اتصلت به للاطمئنان عليه عندما سمعت شائعة وفاته ولم أصرح له بنيتي للرئاسة.  ما أهم الأولويات في البرنامج الاقتصادي لأحمد شفيق، وما آليات تنفيذه وما يحتاج من وقت؟ أهم الأولويات هو مشروع قناة السويس، أعتقد أنها ستكون أكبر منطقة حرة في العالم وتحتاج إلى عمالة وهذه المنطقة تملك جوا مميزا ومجرى مائيا تمر به حتى 80 سفينة على مدى الـ24 ساعة وفيها طبيعة أرض لا تحتاج إلى تسوية وسفن لا تحتاج أن تمر بمضيق هرمز حيث المنطقة الساخنة، وأعتقد أن هذه المنطقة الحرة لابد من إقامتها في هذا الوقت. أما الأولوية الأخرى فهل من المعقول أن يكون لدينا بحيرة ناصر أكبر منبع في العالم للأسماك والصيد، ولدينا سواحل طولها ألف كيلو في البحر المتوسط و100 كيلو في البحر الأحمر ولدينا نهر النيل وبحيرات الشمال ومع ذلك مصر بها كم كبير جدا من الأسماك المستوردة فهذا غير مفهوم، فلابد من إيجاد شراكة حتى أجلب الخبرات للصيد الثقيل. أما الأولوية الثالثة فهي متنوعة فنحن لدينا الآن 1700 مصنع منها 1300 مصنع رئيس و400 مصنع آخر فأعتقد أن تشغيل هذه المصانع والتوسع في مصانع أخرى، وجلب الأموال عن طريق استعادة ثقة العالم في الاقتصاد المصري عن طريق المصداقية ووجود أركان نظام قوي. وكل هذه الأولويات تحتاج وقتا للتنفيذ لا يقل عن عامين أو ثلاثة ولكن سيتم تنفيذ هذه المشاريع في أقل من سنة لأنه مرهون بإعادة اليقين أمام العالم بجدية الحكومة وإعادة الأمن للشارع ونظام قوي.  هل هناك إمكانية في إعادة النظر في بعض الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية الكويز؟ أو إقامة منطقة تجارة حرة بيننا وبين الولايات المتحدة؟ اتفاقية الكويز اتفاقية غلب عليها الطابع السياسي ولكنها كاتفاقية نستفيد منها لأننا نبيع عن طريقها أكثر فيوجد مصلحة تجارية تحكمها الاعتبارات السياسية. أما إمكانية إقامة منطقة تجارية حرة بين مصر والولايات المتحدة فهذا يعتمد على إيجاد الثقة وعودة الأمور إلى الاستقرار، فالاحتكاك والانفتاح مطلوب والاتصال مع العالم مطلوب طالما يجلب أموالا للخزانة المصرية، وهذا معيار النجاح.