مصدر مطلع: صراع بين الأجهزة الأمنية في مصر قبل 25 أبريل
حول العالم
22 أبريل 2016 , 01:45م
متابعات
كشف مصدر مصري رفيع المستوى عن صراع قوي وحاد داخل النظام الحالي خاصة الأجهزة الأمنية بدأ يظهر صداه بعد دعوات للتظاهر تنظمها القوى والحركات الشبابية يوم 25 أبريل الجاري.
وأشار المصدر إلى الصراع المتواجد منذ شهور، وهو ما يُفسر كيف ينقلب النظام على العديد من حلفائه ورموزه بين الحين والآخر ويتخلى عنهم، فيما يشنُ بعض الإعلاميين المحسوبين على النظام هجوما ضد بعضهم أو ضد رموز مقربين من النظام.. بحسب موقع "عربي21".
وقال المصدر إنَّ الصراع يدور حاليا بين جهاز المخابرات العامة، وجهاز المخابرات الحربية، وإن لكل جهاز رجاله ورموزه، سواء من السياسيين أو الاعلاميين، وهو ما يُفسر أيضا كيف ولماذا تمت الإطاحة بالإعلامي المؤيد للانقلاب العسكري توفيق عكاشة، كما أن الصراع تجلى واضحا في مجريات محاكمة مبارك وأولاده.
وأضاف أنه يمكن ملاحظة وجود مساعي من المخابرات العسكرية التي تستقي قوتها من رأس النظام عبد الفتاح السيسي لتصفية رجال المخابرات العامة، في حين يدافع رجال المخابرات العامة عن نفوذهم التاريخي.. حسب قوله.
ومن واقع تجارب سابقة، فإن الصراع بين تلك الأجهزة يكون قاسيا جدا ولا يرحم بحكم انتشار الفساد، ووجود ما يُسمى بالعامية "زلات أو أخطاء" لكل طرف على الطرف الآخر.
وأوضح المصدر إن مشكلة القوى التي تعمل لإنجاح المخابرات العسكرية هو أنها تعمل بلا أفق سياسي بالمقارنة مع قيادات المخابرات العامة التي تتمتع بإمكانات ناتجة عن التجارب السابقة جعلت من المخابرات العامة جهازا مسيسا.
وبحسب المصدر فإن الخلاف الذي يبدو لبعض المراقبين أنه بين رجال الأعمال والسلطة السياسية ليس سوى "صراع داخل الدولة العميقة ذاتها"، على حد تعبيره.
وقال المصدر: "نحن أمام جهازين: الأول، أي المخابرات العسكرية، موجود في الحكم فعليا. وهو عسكري من الألف إلى الياء، وهو جهاز ليس مسيسا وليس لديه خبرة في هذا المجال، ولكنه يحاول أن يكون كذلك ويحتاج إلى وقت طويل لتحقيق ذلك. أما الثاني فهو المخابرات العامة، وهو جهاز عسكري-اجتماعي- سياسي".
وبحسب المصدر، فإن قادة المخابرات العامة غير راضين عن بعض التوجهات، ولكنهم، في نفس الوقت، يريدون حماية النظام كجزء أصيل منه.
ويلفت المصدر إلى أن "الصراع حاليا بين هذين الجهازين يصبغ بمحاولة التوازن بين الاختلافات الجذرية بينهما من جهة، وبين الحاجة لعدم إضعاف النظام لأن ذلك سيؤدي إلى انهيار الجهازين وخسارتهما معا.
وبحسب المصدر، فقد أجرى السيسي تغييرات متتالية على مستوى وكلاء جهاز المخابرات العامة في محاولة لإعادة صياغة الجهاز، في حين يشعر قادة هذا الجهاز بامتعاض بسبب عدم كفاءة الأداء السياسي للنظام وضعفه في إدارة السياسة الداخلية والخارجية.
ويضيف المصدر، إن المخابرات العامة قلقة على مسار الأمور في مصر حيث قد ينهار نظام السيسي في أية لحظة بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة.
وقبل أيام نشرت صحيفة "المصري اليوم" أحد أبرز الصحف المصرية والموالية للنظام الحالي، مقالا أثار جدلا كبيرا للكاتب المصري الشهير جمال الجمل تحت عنوان "على بلاطة.. عن خطة الإطاحة بالسيسي"، حيث سرد الكاتب بعض المعلومات التي وصلت إليه تفيد باقتراب حدوث ثورة شعبية جديدة للإطاحة بالنظام، ملمحا إلى صراعات شديدة بين مراكز القوى داخل مؤسسات الدولة.
ودعت حركات شبابية وقوى ثورية مصرية للتظاهر يوم 25 أبريل الجاري، احتجاجًا على سياسات النظام القمعية والتنكيل بمعارضيه وتردي الأوضاع الاقتصادية والتجاوزات الأمنية من جانب أفراد الشرطة بحق المواطنين.
س.س