د. هاشم السيد: تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض السلع 
علي اليافعي: تحظى بثقة المواطن والمقيم وتلبي احتياجات السوق

أكد خبراء اقتصاديون أن المنتجات الوطنية نجحت في فرض سيطرتها على الأسواق بفضل تنوعها والجودة العالية التي تتمتع بها فضلا عن التطور الواضح الذي شهدته الصناعة المحلية في شتى القطاعات خلال السنوات القليلة الماضية. 
وقالوا لـ «العرب» إن المنتجات القطرية أثبتت قدرة كبيرة على منافسة المنتجات المتنوعة في السوق المحلي وأصبحت تملك كل المقومات للمنافسة في الأسواق العالمية، والدليل على ذلك إقبال المواطن والمقيم على شرائها والسؤال عنها باستمرار نظرا لجودة البضائع المصنعة من أفضل المكونات والمواد الخام والتي لا يمكن تفريقها عن مثيلاتها المستوردة أو القادمة من الخارج، مشيرين إلى المنتج الوطني يتمتع بجودة عالية وبأسعار تنافسية، وتنوع، واستطاع المنتج الوطني كسب سمعة تجارية رفيعة من خلال إحراز العديد من شهادات الجودة من منظمات وهيئات دولية معتمدة.

ولفتوا إلى وجوب الاستمرار في دعم المصانع الوطنية في جميع الجوانب المادية أو المعنوية للانطلاق نحو العالمية، وذلك بما يتماشى مع الرؤية الوطنية لدولة قطر 2030 التي يعد رفع مساهمة النشاط الاقتصادي غير المعتمد على النفط في الناتج المحلي الإجمالي أحد أهم أهدافها. 
كما أشادوا في الوقت ذاته بجهود وزارة التجارة والصناعة ودعمها لرحلة نجاح الشركات القطرية ومنتجاتها في مختلف القطاعات، وتعزيز مساعي توطين سلاسل التوريد، ودعم جهود الاكتفاء الذاتي والتنويع الاقتصادي في دولة قطر وحرصها كذلك على دعم القطاع الخاص وتحفيزه على مساندة جهود الدولة في سبيل دعم المنتج القطري والترويج له، وتعزيز إنتاجية الصناعات الوطنية في مختلف المجالات. 
بدورهم أكد مديرو مجمعات تجارية أن المواد الغذائية والعصائر والخضراوات الطازجة ومنتجات الألبان والمخبوزات واللحوم، جاءت في صدارة المنتجات المحلية التي يرتفع الإقبال عليها خلال الفترة الحالية بالتزامن مع شهر رمضان المبارك. 

زيادة الإنتاج
قال الخبير الاقتصادي الدكتور هاشم السيد إنه خلال السنوات القليلة الماضية نجحت دولة قطر في تطوير عدد من الصناعات الغذائية، وزيادة الإنتاج حتى وصلت إلى تحقيق معدلات اكتفاء ذاتي في بعضها؛ مثل: منتجات الألبان، بل امتد الأمر إلى فتح أسواق للتصدير أمام هذه المنتجات.
ودعا إلى تكثيف حملات التوعية بدعم المنتج المحلي لأنه واجب وطني، لذا يجب التوعية بالمنتجات المحلية، وجودتها، وطرق صناعتها، ومكوناتها، والفوائد الاقتصادية والاجتماعية من تشجيع المنتج المحلي، لأن ذلك يصب في صالح المواطن والدولة، من حيث زيادة الصناعات المحلية، وتقليل الاستيراد، وزيادة الصادرات. 

خلق فرص عمل
ولفت إلى أن العالم يشهد المزيد من المشاكل الجيوسياسية ومشاكل سلاسل الإمداد والتوريد الأمر الذي يحتم ضرورة زيادة الاعتماد على المنتجات المحلية، فضلاً عن أن الإنتاج المحلي يساعد على خلق فرص عمل، والتوسع في الصناعات الغذائية.
كما أوضح الدكتور هاشم السيد أن المزارع القطري أصبح لديه الخبرة الكافية في التعامل مع الانتاج الزراعي. وتعمل وزارة البلدية على دعم المزارع القطرية وذلك من خلال توفير المتطلبات الأساسية، ومدها بالبذور والأسمدة والمبيدات فضلًا عن البيوت المحمية التي تساعد على استمرارية الإنتاج خلال كل المواسم، كما تساعد الوزارة المزارع في آليات التسويق عبر المنافذ التي خصصتها مثل المعارض وساحات المنتج المحلي الموزعة في الكثير من المناطق، هذا بالإضافة إلى المجمعات التجارية التي تبرز المنتج المحلي. وذلك ضمن جهود الحكومة القائمة على استراتيجيات وسياسات مدروسة، لدفع عجلة الإنتاج الزراعي لأجل تحقيق الأمن الغذائي المنشود.
أحدث المنتجات والتقنيات
وتابع: «كما تعمل وزارة البلدية على تنظيم معارض زراعية دولية سنوية لتبادل الخبرات والتعرف على أحدث منتجات وتقنيات الإنتاج الزراعي وطرق الزراعة المبتكرة بما يسهم في دعم القطاع الزراعي، فضلا عن إطلاق العديد من البرامج والمبادرات التسويقية لمنتجات أصحاب المزارع القطرية».
وحول المنافسة في الأسواق المحلية بين المنتجات الوطنية ونظيرتها المستوردة قال الدكتور هاشم السيد إن المنتجات القطرية استطاعت اكتساب ثقة المستهلك سواء المواطن أو المقيم وأصبحت محل تقدير لديه، حيث وصلت المزارع القطرية إلى الريادة والجودة في الإنتاج كذلك يتميز المنتج المحلي أنه أفضل كثيرًا من المستورد نتيجة الإشراف والرقابة المستمرة من الدولة وكذلك فإن المنتج المحلي طازج عكس المستورد الذي يصل إلى المستهلك بعد عدة أيام، لذلك يتميز الانتاج الزراعي المحلي عن المستورد ويتفوق عليه بالمذاق والجودة. 

جودة عالية ومعايير صارمة
أكد رائد الأعمال علي اليافعي أن المنتجات الغذائية القطرية تحظى بثقة المواطن والمقيم حيث تتميز بالجودة العالية والمعايير الصحية الصارمة التي تطبق عليها. كما تحظى هذه المنتجات بشعبية كبيرة بين المستهلكين نظرًا لاهتمام الشركات المحلية بتقديم منتجات ذات مذاق رفيع ومتنوعة تلبي احتياجات السوق.
وأضاف أن دعم المستهلكين للصناعات المحلية له دور هام في تمكين المنتجات الوطنية من زيادة حصتها في السوق المحلية وتعزيز قدرتها على المنافسة عالمياً وتنمية صادرات دولة قطر. 
كما أشار إلى أن قطاع الزراعة يشهد طفرة كبيرة ويعود ذلك إلى زيادة الانتاج الزراعي في المزارع القطرية التي عززت جهودها لمد السوق المحلية بمختلف أنواع الخضراوات وسد حاجة المستهلك في هذا القطاع الحيوي. 

تشجيع الصناعة الوطنية
يشهد السوق القطري إقبالاً كبيراً على المنتجات الغذائية المحلية، حيث يفضل العديد من المستهلكين شراء هذه المنتجات لدعم الاقتصاد وتشجيع الصناعة الوطنية. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع المنتجات الغذائية القطرية بشهرة جيدة في الأسواق، مما يزيد من طلبها وإقبال المستهلكين عليها. 
وحول المنافسة مع السلع المستوردة قال اليافعي إن المنتجات الغذائية المحلية قادرة على منافسة المستوردة من الخارج بفضل جودتها العالية وتنوعها وتلبية احتياجات السوق المحلي. بالإضافة إلى ذلك، تحظى المنتجات الغذائية المحلية بدعم كبير من الحكومة، مما يساعد في تعزيز قدرتها على المنافسة على الصعيدين المحلي والدولي.

تحقيق الاكتفاء الذاتي
وأضاف أن دولة قطر تسعى جاهدة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض السلع الغذائية المهمة حيث تمتلك قطر بنية تحتية وموارد كافية لإنتاج بعض السلع المحلية مثل الخضراوات، الألبان، والدواجن والأسماك. وحققت بالفعل طفرة في بعضها مثل الألبان والدواجن وبيض المائدة وغيرها. 
وقال إن جهود الدولة مستمرة لتعزيز توطين الصناعات الغذائية بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتنويع مصادر الدخل حيث تمثل صناعة الغذاء جزءًا هامًا من استراتيجية توطين الصناعات في قطر، حيث تدعم الحكومة الشركات الغذائية المحلية من خلال توفير التسهيلات والدعم، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمارات في هذا القطاع. ما يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق الاستدامة في قطاع الغذاء.

دعم المنتج القطري
وكانت وزارة التجارة والصناعة أطلقت حملة دعم المنتج القطري تحت شعار «معاً لندعم المنتج القطري» وتشهد المبادرة مشاركة عدد من المجمعات التجارية والاستهلاكية ومنافذ البيع الكبرى بالدولة، وذلك من خلال عرض المنتجات القطرية بشكل بارز، ووضع ملصقات في الأقسام الخاصة بها. كما تشارك في المبادرة مجموعة من الشركات المحلية العاملة في مجال خدمات توصيل الطلبات التي بادرت بتخصيص فئة على تطبيقاتها بهدف تعريف العملاء بالمنتجات القطرية والترويج لها.
وتهدف المبادرة إلى دعم المنتج الوطني وتسويقه في الأسواق المحلية ودعم المستثمرين وإتاحة الفرصة لهم للوصول بسهولة الى المستهلكين، وفتح السوق أمام التجار والمستثمرين لطرح منتجات جديدة. نسقت الوزارة مع المجمعات التجارية والاستهلاكية لعرض المنتجات الوطنية بشكل واضح ووضع ملصقات عند الأقسام التي تحتوي عليه المساعدة المستهلك للوصول الى المنتج الوطني عند تسوقه يتمتع المنتج الوطني بجودة عالية وبأسعار مناسبة إضافة الى توفر العديد من المنتجات المختلفة والمتنوعة في الأسواق .
ومبادرة المنتج الوطني تعد استمراراً لجهود الوزارة في فتح أسواق جديدة امام المستثمرين ودعم التنافسية في قطاع تجارة المواد الغذائية والاستهلاكية وتعزيز تنافسية الأسعار وتوافر المنتجات مما ينعكس إيجابيا على الاقتصاد الوطني. 
كما تعمل الوزارة حاليا على إرساء خطط عمل لدراسة سبل توسيع نطاق دعم المنتج الوطني ليشمل العديد من القطاعات، وتم في هذا الصدد، رفع نسبة الأفضلية للمنتجات القطرية في المصانع الدوائية لتكون 30 بالمائة بدلا من النسبة الحالية المقدرة بـ 10بالمائة.
وتترجم حملة دعم المنتج القطري التي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع كبرى منافذ البيع في الدولة، إيمان الوزارة بالدور الذي يؤديه المنتج القطري في تحقيق الاكتفاء الذاتي لدولة قطر وتعزيز قدرة اقتصادها الوطني على مواجهة مختلف التحديات والمتغيرات الإقليمية والعالمية والتي من شأنها أن تؤثر على الأسواق المحلية.