المعايير القطرية في تنظيم الأحداث الرياضية

alarab
ابداعاتهم 22 مارس 2024 , 01:56ص
حسين الأحبابي

من كمال المروءة إعادة الفضل لأصحابه، ومن الالتزام الأخلاقي والأدبي إثبات أصل الكلمة، وهذه العبارة التي هي عنوان المقال، لا أعلم أنها وردت نصاً عدا في تصريح للسيد محمد سعد المغيصيب رئيس الاتحاد القطري لكرة السلة في سبتمبر الماضي. هي عبارة ليست عابرة ولو أسقطناها على واقعنا، فإن أغلب الفعاليات والأحداث الرياضية التي استضافتها ونظمتها الدوحة تعتبر ناجحة ليس لأننا عايشناها أو كنا طرفا فيها ولكن هو واقع ملموس شهد به الجميع على أن التنظيم القطري يمثل قيمة مضافة مميزة للبطولة ويرتقي بها لتكون استثنائية. 
وفي رأيي أن ذلك يتأتى لعدة أسباب أهمها، الأول: رأس المال المعرفي من كوادر وخبرات والبنية التحتية النموذجية وغيرها، والآخر وهو تبني منهجية Deliverlogy الإنجاز، أحد المناهج الحديثة في إدارة المشاريع في القطاع العام.
يعد سوق تنظيم الأحداث الرياضية أحد القطاعات الربحية، إذ من المتوقع أن يحقق أكثر من 100 مليار ريال في 2024 ويتركز نصف هذه العوائد في الولايات المتحدة مقارنة بقطر والتي من المتوقع أن تصل العوائد إلى 100 مليون ريال حسب موقع (Statista) كما تعد لوكسمبورغ هي الأولى في نسب المستخدمين بـ17 % مقارنة بـ9 % في قطر. 
خلقت التجربة القطرية في استضافة وتنظيم الأحداث الرياضية العديد من قصص النجاح إلا أنه من السابق لأوانه القول بنضج التجربة بالكامل ومن أنه يتوفر نموذج عمل فريد يمكن تطبيقه على جميع الأحداث. وأوجه القصور في ذلك هو منظورنا تجاه هذه الأحداث (إستراتيجي). تمثل الفعاليات الرياضية الكبرى منصة تأثير عالمية على تصورات الناس وآرائهم، كما أنها إحدى أدوات القوى الناعمة. ولقد صار من الضرورة بمكان أن تتحول إلى صناعة تهدف لتحقيق الربح. الأمر الثاني وهو تشغيلي كالحوكمة والإجراءات والأدوات، إذ تتداخل أدوار العديد من الجهات واللجان ويغيب دور البيانات والأرقام علاوة على توظيف الأدوات التقنية اللازمة. وأخيراً الثقافة الرياضية والتي بدأت تتحول تحولاً كبيراً نتيجة التوجهات العالمية، اليوم الرياضي، استضافة الأحداث الكبرى إلا أنها لا تزال دون المأمول أسوة بما هو موجود في دول مثل البرازيل وألمانيا. 
ولا يزال التعويل كبيراً على مختلف المؤسسات والقطاعات لوضع برنامج للتكامل فيما بينها لاستكمال مسيرة ما بدأناه في تعزيز دور الدوحة كحاضنة للرياضة والأحداث الرياضية ويعزز المرتبة التي وصلت لها الدوحة في تنظيم الأحداث الرياضية.