منتدى الاستثمار القطري-البريطاني يعزز العلاقات بين البلدين

alarab
اقتصاد 22 مارس 2017 , 05:25م
الدوحة قنا
 أكد سعادة السيد أجاي شارما سفير المملكة المتحدة لدى دولة قطر، أهمية منتدى التجارة والاستثمار القطري-البريطاني المزمع انعقاده يوم /الإثنين/ المقبل في بريطانيا، ليس فقط في تعزيز العلاقات بين البلدين لكن أيضا في فتح المجال أمام التعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة والتي يمكن الاستفادة منها بهدف تحقيق المنفعة الاقتصادية.

وأكد سعادة السفير البريطاني لدى الدولة، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم، بمقر السفارة البريطانية بالدوحة، أن المملكة المتحدة ودولة قطر تتمتعان بعلاقات تجارية واستثمارية قوية ومتنامية، ففي 2015، بلغ إجمالي قيمة الصادرات البريطانية إلى دولة قطر 2.613 مليون جنيه استرليني، بينما بلغت قيمة الصادرات القطرية إلى بريطانيا 2.721 مليون جنيه استرليني، وكذلك فإن دولة قطر قد استثمرت ما يقارب الـ 35 مليار جنيه استرليني في المملكة المتحدة، ويوجد في المقابل أكثر من 600 شركة بريطانية تعمل في قطر.
ولفت إلى أن الحكومتين القطرية والبريطانية ستستضيفان منتدى التجارة والاستثمار القطري - البريطاني، الذي سيستمر لمدة ثلاثة أيام، وسيكون اليوم الأول للمؤتمر بتاريخ 27 مارس 2017 في مدينة لندن، أما اليومان الثاني والثالث فسيكونان بتاريخ 28 و29 مارس في مدينة بيرمينجهام، حيث سيوفر المنتدى منصة مهمة لتوطيد العلاقات التجارية والاستثمارية بين دولة قطر والمملكة المتحدة.
وشدد سعادة السفير على أن بريطانيا ودولة قطر على أعتاب مستقبل حافل، فالمملكة المتحدة تمهد الطريق لتصبح نموذجا عالميا في مجال التجارة المفتوحة بينما تطبق دولة قطر رؤيتها الوطنية الطموحة لعام 2030، والتي تعتبر بمثابة خارطة الطريق لمستقبل البلاد، وتمثل العلاقات الثنائية العميقة بين البلدين حجر أساس مثالي كي يتم الانطلاق منه تجاه تقوية العلاقات الثنائية والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة في المستقبل.
وكشف سعادة السفير عن أنه سيتم في اليوم المخصص للندن خلال المنتدى، التركيز على إبراز دولة قطر أمام الجمهور البريطاني حيث سيتم تناول الفرص التي يمكن أن تقدمها، إضافة إلى قوة العلاقات التجارية ونواح أخرى، بينما سيركز اليوم المخصص لمدينة بيرمينجهام على الخبرات التي تمتلكها بريطانيا والتي يمكن لها أن تقدم دعما لرؤية قطر الوطنية لعام 2030 وترويج قطاعاتها المختلفة، والترويج لفرص الاستثمار المختلفة في بريطانيا، وتحديدا خارج لندن، أما في اليوم الثالث للمؤتمر، فستكون الوفود القطرية بضيافة مجلس مدينة بيرمينجهام حيث سيستعرض المجلس أهم الفرص الاستثمارية في المدينة.


وتطرق سعادة السيد أجاي شارما السفير البريطاني لدى دولة قطر، إلى الأهداف الأساسية لمنتدى التجارة والاستثمار القطري - البريطاني، مبينا أنها تصب في صالح دعم دولة قطر في تقديم بطولة كأس عالم ناجحة في 2022 وأن تكون بريطانيا أحد الشركاء المفضلين لدولة قطر في دعم رؤيتها الوطنية لعام 2030، وتوفير فرص تجارية حصرية لرواد الأعمال وكبار المسؤولين من قطر وبريطانيا للتواصل والترويج للفرص الاستثمارية والتجارية الحالية في قطر وبريطانيا، وزيادة التجارة الثنائية بين بريطانيا وقطر، والتي تقدر حاليا بأكثر من 5 مليارات جنيه استرليني سنويا، وعرض أفضل جوانب الصناعة والتجارة والممارسات في بريطانيا في القطاعات التي تمثل اهتماما مشتركا بين دولة قطر وبريطانيا، مثل الصحة والتعليم والأمن السيبراني والقطاع المالي والرياضة العالمية مع إبراز جوانب الخبرة التي تمتلكها بريطانيا والتي يمكن لها أن تمثل دعما لدولة قطر في تحقيق أهدافها.
وأوضح أنه من المحتمل أن يشهد المنتدى حضور 700 مدير تنفيذي وصانع قرار وممثل حكومي من دولة قطر والمملكة المتحدة، وسيتضمن خطابات وجلسات حوارية ودراسات حية واجتماعات وزارية وعرضا رئيسيا، إضافة إلى مشاركات من قبل كبار الوزراء وقادة أعمال عالميين وخبراء ومحللين تجاريين مؤثرين.
كما سيقدم مجلس مدينة بيرمينجهام برنامجا لما بعد المؤتمر والذي سيسلط الضوء على المزيج الفريد الذي تتمتع به المملكة المتحدة من تراث ثقافي، إضافة إلى تميزها في القطاعات الرياضية والإبداعية، مع عرض فرص التجارة والاستثمار في المدينة بيرمينجهام، وسيعقد هذا الحدث تحت عنوان "Invest in GREAT Britain & Northern Ireland" (استثمروا في بريطانيا العظمى وشمال إيرلندا) وذلك تبعا لحملة "GREAT" التي تهدف إلى ترويج المملكة المتحدة للجمهور العالمي.
وردا على أسئلة للصحفيين، أوضح سعادة السفير البريطاني أن الحكومة البريطانية تتخذ العديد من الإجراءات الإيجابية التي تسهم في التعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة على أراضيها، حيث يتم إصدار العديد من المدونات والدوريات التي تتناول الفرص الاستثمارية الممكن استغلالها، لافتا إلى أن هذه الدوريات معنية بكل مدينة على حدة بما يضمن سهولة الوصول إلى المعلومة وتحديد المشاريع والفرص الاستثمارية المتاحة والممكن للمستثمرين الدخول فيها بما يحقق المنفعة السريعة.
وأكد أهمية منتدى التجارة والاستثمار القطري-البريطاني، خاصة وأنه يأتي في وقت ستقوم فيه بريطانيا بالخطوات الرسمية للخروج من الاتحاد الأوروبي في 29 من مارس الجاري، وهو ما يوفر بيئة خصبة تمكن الجانب القطري من الاستفادة من المشاريع الاستثمارية الكبيرة والفرص التي تعود بالنفع على الاقتصادين القطري والبريطاني، لاسيما وأن البلدين تربطهما علاقات قوية وهناك تبادلات تجارية بينهما تتجاوز المليارات. 
وأشار إلى أنه سيتم خلال المنتدى عرض مشاريع استثمارية تتجاوز قيمتها مليارات الجنيهات الاسترلينية، مؤكدا أن الغرض من المنتدى ليس الدخول في شراكات مباشرة وإنما عرض الفرص الاستثمارية المتاحة في كلا البلدين، ثم يتم بعد ذلك التعرض لإمكانية كيفية الدخول في شراكات بهذا الشأن ومن المحتمل أن يتم خلال المنتدى التوصل إلى أو توقيع اتفاقيات بالفعل، لكن الغرض الرئيسي منه هو عرض المشاريع والفرص الاستثمارية المتاحة في كلا البلدين وتحديد أماكن الاستفادة المشتركة.


ولفت سعادة السيد أجاي شارما السفير البريطاني لدى دولة قطر، إلى أن المنتدى سيشكل منصة يمكن لكلا الجانبين القطري والبريطاني من خلالها عرض الفرص الاستثمارية، ثم يتم بعد ذلك الانتقال من عرض هذه الفرص إلى المستويات التنفيذية بعرضها على الحكومة واتخاذ اللازم بشأنها، فالجانب القطري لديه المشاريع التي يمكن للجانب البريطاني الدخول فيها وأيضا العكس من ذلك، والمنتدى سيكون بمثابة آلية لفتح الباب أمام المحادثات التي ستقود بدورها إلى التوصل لاتفاقات ثم الدخول مباشرة في مشاريع استثمارية كبيرة يقوم بها الجانب القطري في بريطانيا، والجانب البريطاني في قطر.
ونوه إلى أن بريطانيا مهتمة جدا بالتوصل لاتفاقات تجارية مع دولة قطر بصورة خاصة ودول الخليج بصورة عامة، خاصة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث سيتم العمل مع القطريين وتسهيل استثماراتهم في المملكة المتحدة، وهناك جلسة من المنتدى ستدور حول المناخ الاستثماري في بريطانيا وسيتم خلالها العمل على ضمان أن يتعرف المستثمرون على ما توفره المملكة المتحدة من تشريعات تدعم الاستثمار المباشر والتي على رأسها معدلات الضرائب المنخفضة وغيرها.
ولفت إلى أن هناك إجراءات بالفعل تخدم تعزيز العلاقات المشتركة بين قطر وبريطانيا، خاصة وأن المواطن القطري حاليا يمكنه الدخول بسهولة إلى بريطانيا والاستفادة من المشاريع الاستثمارية الموجودة فيها.
وحول أهمية مدينة بيرمينجهام، أكد أن هناك العديد من الفرص الاستثمارية الكبيرة الموجودة هناك، فهي من المناطق التي بدأت فيها الثورة الصناعية وتذخر بالكثير من الفرص، وبريطانيا تقوم حاليا بالاستثمار بقوة في قطاع البنى التحتية وذلك من أجل دعم اتصال مدن المملكة ببعضها البعض فبمجرد الانتهاء من مشروع محطة القطار ستستغرق المسافة من بيرمينجهام إلى لندن حوالي نصف ساعة بعد أن كانت ساعة ونصفا، وهذا سيغير مجرى الأعمال في المملكة وسيساعد على تحقيق الاستفادة للمستثمرين الأجانب.
وتطرق إلى أن بريطانيا دولة منفتحة على الثقافات المختلفة، وهذا بدوره يدعم تعزيز بيئة الأعمال وتنافسيتها، ويجعلها مكانا مميزا للقيام بالأعمال.
وحول التحديات التي يأتي انعقاد المؤتمر بالتزامن معها خاصة الأوضاع الحالية التي يشهدها الاقتصاد العالمي وفي ظل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانخفاض أسعار النفط التي تواجه دول الخليج، أعرب سعادة السفير عن اعتقاده بأن المنتدى سيكون بمثابة آلية لإيجاد الطرق والفرص التي يمكن العمل عليها بصورة مشتركة بما يعود بالنفع على الجانبين القطري والبريطاني، وهذا بدوره سيخدم التنوع الاقتصادي الذي تسعى إليه قطر وبريطانيا على حد سواء، معربا عن أمله في أن يتم خلال المنتدى عرض الفرص التي يمكنها أن تساعد على تخطي هذا التحدي والوصول إلى آفاق استثمارية أرحب تعود بالنفع على الاقتصادين القطري والبريطاني.