نظّم معهد الدوحة الدولي للأسرة، بالتعاون مع الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في نيويورك، والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، جلسة افتراضية رفيعة المستوى للإحاطة حول «الأسرة واستجابة السياسات لكوفيد-19 في دول الخليج العربي»، وذلك ضمن الدورة الستين للجنة التنمية الاجتماعية للأمم المتحدة بنيويورك.
اُفتتحت الجلسة بكلمة لسعادة السفيرة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، رحبت خلالها بالمشاركين في الحدث، قائلة: «يسعدني أن أرحب بكم في «إحاطة الدوحة»، التي أصبحت حدثا جانبيا سنوياً على هامش دورات لجنة التنمية الاجتماعية، ويشرفنا هذا العام أن يكون المكتب التنفيذي لوزراء العمل والشؤون الاجتماعية في دول مجلس التعاون الخليجي شريكاً مع معهد الدوحة الدولي للأسرة في تنظيم الحدث لهذا العام».
ونوهت سعادتها: «نتطلع إلى التعرف على التحديات التي واجهتها الأسر في منطقة الخليج العربي خلال الجائحة، والاطلاع على أفضل الممارسات في هذا المجال والدروس المستفادة التي يمكن اتخاذها للمضي قدماً»، مثمنة مشاركة السادة الوزراء من كافة دول الخليج، الذين ساهموا بخبرتهم القيمة ورؤاهم حول مركزية الأسرة في الاستجابات السياسية لكوفيد- 19، في بلدانهم الموقرة».
وشهدت الجلسة حضوراً رفيع المستوى ضم كلاً من سعادة السيدة ماريا ديل كارمن سويف، الممثل الدائم لدولة الأرجنتين لدى الأمم المتحدة، ورئيس الدورة الستين للجنة التنمية الاجتماعية.
كما شارك في الجلسة كل من سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة في قطر، وسعادة السيدة حصة بنت عيسى بوحميد، وزيرة تنمية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسعادة الدكتورة ليلى النجار، وزيرة التنمية الاجتماعية بسلطنة عمان، وسعادة السيد مبارك العرو، وزير الشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية في الكويت، وسعادة الدكتورة هلا بنت مزيد التويجري، الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة بالسعودية، وأدار الجلسة الدكتور صالح الغضوري، مدير الشؤون الاجتماعية بالمكتب التنفيذي لوزراء الشؤون الاجتماعية ووزراء العمل لدول الخليج.
د. شريفة العمادي: 64 % أكدوا التأثير الإيجابي للجائحة على تماسك أسرهم
قالت الدكتورة شريفة نُعمان العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر: «على الرغم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والنفسية والتربوية التي واجهتها الأسرة الخليجية أثناء الجائحة، إلا أن نتائج دراسة أجراها المعهد حول تأثير فيروس كورونا على التماسك الأسري في قطر، أوضحت أن الإغلاق أتاح الفرصة للأسرة الخليجية لتكون أكثر ترابطاً وتماسكاً».
وأضافت: «يسعدني الإعلان عن إطلاق مشروع بحثي مشترك حول ترتيبات العمل المرنة ما بعد الجائحة، بالتعاون مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس الشؤون الاجتماعية، يهدف إلى إنتاج الأدلة العلمية التي تؤكد لأصحاب القرار أهمية الحاجة لاستمرار هذه الترتيبات، ليس فقط للمزيد من التماسك الأسري، ولكن أيضاً لعائدها وأثرها الإيجابي على مستوى إنتاجية المؤسسات وجهات العمل المختلفة».
وقالت د. شريفة العمادي: استمعنا اليوم إلى مداخلات دول مجلس التعاون الخليجي حول استجابة السياسات للجائحة، بالتركيز على الاستجابة الاقتصادية والاجتماعية والدعم الذي أولته حكومات دول الخليج للأسرة. ولعلي في ختام هذه الجلسة لست بصدد استعراض الأدلة ذات الصلة ولكن أشير بشكل سريع إلى أن معهد الدوحة الدولي للأسرة قام بدراسة تأثير الجائحة على الأسر في دولة قطر، حيث توصلت الدراسة من خلال تحليل البيانات الكمية إلى أن 64 ٪ من أفراد العينة أكدوا أن تأثير تفشي فيروس كورونا أثر بشكل إيجابي على تماسك أسرهم، حيث أجمعوا بأنهم أصبحوا أكثر قرباً وازداد الترابط الأسري فيما بينهم.
وأضافت: وكذلك أكدت دراسة أخرى للمعهد حول رفاه اليافعين في دولة قطر، أنهم أصبحوا أكثر قرباً من والديهم، وقلت معدلات العنف المنزلي، وأصبح هناك اتجاهات أكبر للوالدية النشطة وانخراط الآباء والأمهات في تنشئة اليافعين.
وأردفت: حتى تكلل جهودنا بعمل خليجي مشترك، هذه الجلسة تأتي كمحطة عمل ثانية عقب نجاح المنتدى الخليجي الأول للسياسات الأسرية بالشراكة مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولذا نعلن من خلال هذه المنصة عن إطلاق مشروع بحثي مشترك حول ترتيبات العمل المرنة ما بعد الجائحة، وهو الذي نسعى من خلاله لإنتاج الأدلة العلمية التي تؤكد لأصحاب القرار الحاجة لاستمرار هذه الترتيبات، ليس فقط للمزيد من التماسك الأسري، ولكن أيضاً لعائدها وأثرها الإيجابي المتحقق على مستوى إنتاجية المؤسسات وجهات العمل المختلفة.
د. عامر الحجري: النتائج موضع عناية وزراء الشؤون الاجتماعية بالمنطقة
قال سعادة الدكتور عامر الحجري، المدير التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية: «كان الاستقرار الاجتماعي والمؤسسي القائم على الانتماء الوطني والعربي العامل المساعد الذي خدم دولنا في سرعة الاستجابة للسياسات الطارئة لمكافحة كوفيد- 19»، مشدداً على أنه بمجرد انتهاء هذه النقاشات ستكون النتائج موضع عناية واهتمام من أصحاب السعادة وزراء الشؤون الاجتماعية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف: إن لحضوركم ومشاركتكم للتجارب الوطنية على صعيد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالغ الأثر في إيصال رسالة إلى كافة الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، بالأولوية التي توفرها حكومات دول مجلس التعاون في التعامل والتصدي للجائحة وبالظروف التي أحاطت الأسرة ضمن السياسات الوطنية الطارئة التي تم اتخاذها لمعالجة الوباء والانتقال بالمجتمع إلى بر الأمان.
وتابع: إن أهمية الموضوع الذي نتناوله ينقلنا إلى النقطة الأكثر أهمية وهي ضرورة التخطيط الإستراتيجي في إطار استجابات الأسرة للتغيرات السريعة بدول مجلس التعاون، وأن الاستقرار الاجتماعي والمؤسسي والمجتمعي القائم على الانتماء الوطني والعربي لجميع سكان دول الخليج هو العامل المساعد الذي خدم دولنا الخليجية في سرعة الاستجابة للسياسات الطارئة لمكافحة كوفيد– 19، لافتا إلى أن التركيز المستقبلي لدول الخليج العربي يقع ضمن وضع إطار خطة وتخطيط إستراتيجي مستدام يأخذ بالمبررات التي تفرض نفسها بحدة مع انتهاء الجائحة وانتقالنا إلى عالم جديد (ما بعد الجائحة وتداعياتها) والتي ستؤثر بالتأكيد على كافة الكيانات المختلفة بدءاً من الدول وصولاً إلى أصغر المكونات في المجتمع وهي الأسرة الصغيرة.
وأشار إلى أن الأسر الخليجية واجهت العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والنفسية والتربوية ومع الإغلاقات الاحترازية كانت الأسر الخليجية أكثر ارتباطا وتماسكا بفضل القيم الاجتماعية والعلاقات القوية إضافة إلى المرونة التي يتمتع بها المجتمع الخليجي والمعتمدة على مجموعة من الخصائص الممكنة من رعاية أفراد الأسرة ومواجهة أشد التحديات.