لم تكن مهنة التدريس المهنة التي حلمت بها هند المفتاح منذ طفولتها، لكنها كانت الخيار المناسب لها لتحقق رغبتها في مساعدة الشباب لإيجاد طريقهم نحو المستقبل وفتح الأبواب الموصدة.
درست هند تاريخ الفن في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وتعمل الآن مدرسة للغة الإنجليزية في مدرسة طارق بن زياد، إحدى المدارس العاملة تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر.
وقالت هند في هذا السياق: «لم أحلم يومًا بالعمل في مهنة التدريس. كنت أحلم فقط بجعل العالم مكانًا أفضل، وتحسين حياة الناس، وإحداث أثر إيجابي قوي. ولم أدرك وقتها أن هذا سيقودني إلى أن أصبح معلمة».
وجدت هند في منظمة علِّم لأجل قطر- وهي منظمة غير حكومية- تهدف إلى إعادة استثمار القادة الموهوبين في نظام التعليم الحكومي، فرصة مثالية لاستكشاف مهنة التعليم.
وأضافت: «غيرني البرنامج على المستوى الإنساني قبل كل شيء، وشكل شخصيتي ولعب دورًا أساسيًا في رحلتي، وأعتقد أن هذا جوهر البرنامج، إذ يستثمر في الأفراد للاستفادة من إمكاناتهم وقدراتهم القيادية داخل الصف الدراسي، فهم الرواد الذين تحتاجهم الأمة».
وتابعت: «بدأ كل شيء في مكان سحري يدعى الصف الدراسي، ومن هناك انطلقت في رحلتي التي كانت حافلة بالتحديات والصعوبات، لكنها سرعان ما ألهمت مسيرتي المهنية ودفعتني نحو الأمام».
قبل الالتحاق بمدرسة طارق بن زياد، عملت هند معلمة في المدارس الحكومية لمدة عامين، تخللتهما جائحة «كوفيد-19»، وكانت تجربة صعبة نظرًا لتغير نظام التعليم في المدارس نتيجة الجائحة، بما في ذلك اتباع أسلوب التعلّم المدمج.
قالت هند: «كان علينا الارتقاء إلى مستوى هذا التحدي، وفعل ما لم يسبقنا إليه أحد من قبل. كان التدريس عن بُعد والتعلّم المدمج تحديًا كبيرًا، لكن كان بحوزتنا عدد كبير من الأدوات والموارد والاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها داخل الصف الدراسي. وأضافت: وعلى الرغم من وجود عقبات، فإن ما حدث أثبت للجميع أن لدينا معلمين رائعين على استعداد لبذل قصارى جهودهم وخوض تجارب غير مألوفة؛ من أجل استمرار العملية التعليمية».
وأكدت أن مهنة التدريس بحد ذاتها مسؤولية كبيرة، وضاعف هذه المسؤولية كونها مدرسة قطرية في مدرسة متجذرة بعمق في التراث والثقافة المحلية القطرية، لافتة إلى أن ثقة الطلاب بأنفسهم وبعلاقتهم مع العالم، سوف تمكنهم من أن يصبحوا مواطنين عالميين قادرين على مواجهة العالم الذي يواصل التطوّر بوتيرة سريعة. وتابعت: «أنظر إلى الأطفال في صفي على أنهم أطفالي، وأعاملهم على هذا النحو. أرى كيف يحملون مستقبل بلدنا بأكمله على أكتافهم الصغيرة. وأدرك أن الطلاب في صفي اليوم هم قادة الغد، ولا وجود لقيادة ناجحة دون العقلية السليمة والقيم الأساسية».
وتابعت: «أود أن يتحلّى طلابي بالثقة في أنفسهم وقدراتهم، وأن تكون لديهم جذور صلبة وراسخة، وأن يواصلوا النمو والازدهار إلى أقصى حد».
شددت هند على ضرورة استقطاب مزيد من الأفراد للعمل في قطاع التعليم، بالقول: «أحث أي شخص على تجاوز المخاوف من الدخول في مهنة التعليم، وألا يترك هذا الخوف يقف في طريق حب التعليم، فنحن نواجه حاليًا تحديات كبيرة في مجال التعليم، ولا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي وانتظار حدوث التغيير الذي نتطلّع إليه. نحن من نصنع التغيير، والصفوف الدراسية هي المكان المثالي للانطلاق».
وتهدف حملة مؤسسة قطر لاستقطاب المعلّمين القطريين من الخريجين الجدد وذوي الخبرة في التدريس للعمل في المدارس التابعة لها.