اعتبر تربويون، مشروع «قيمي ترسم هويتي» الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ممثلة في قطاع شؤون التعليم الخاص، خطوة نحو زيادة ترابط الطلبة القطريين والمقيمين بالتراث القطري وتعزيز الهوية الوطنية والثقافية في المدارس ورياض الأطفال الخاصة.
وقال التربويون في تصريحات لـ«العرب»، إن المشروع يزيد من اهتمام المدارس الخاصة باللغة العربية التي تعد وسيلة أساسية لتعزيز القيم الوطنية، إضافة إلى ترسيخ ملامح الثقافة القطرية في عقول الطلبة عبر أنشطة وطنية مثل رفع العلم القطري وتخصيص يوم لارتداء الزي القطري ورسم معالم قطرية داخل المدرسة.
ذكرت الوزارة أن مشروع «قيمي ترسم هويتي» يهدف إلى تعزيز روح الانتماء والولاء للمحافظة على مبادئ دولة قطر وقيمها الأصيلة، وتبصير فئات المجتمع المدرسي بأهمية اللغة العربية كهوية لأفراد المجتمع القطري وترسيخ القيم والموروث القطري، ودعم الممارسات والمبادرات والأنشطة التي بدورها تعمل على تأصيل العمل الإيجابي والإنجاز في المحافظة على هوية المجتمع القطري في المدارس ورياض الأطفال الخاصة وبناء مجتمع قدوة مترابط يعي المسؤولية الوطنية والمجتمعية. 
وحددت الوزارة الفئات المستهدفة من المشروع التي تشمل جميع منتسبي العملية التعليمية والمرتبطين بها في المدارس ورياض الأطفال الخاصة، وهم طلاب المدارس والمعلمون وقادة المدارس والمشرفون وأولياء الأمور.
وأوضحت أن المشروع قائم على نوعين من القيم وهما القيم الأساسية التي تضم اعتزاز الفرد بنفسه كونه إنساناً متميزا والعلاقات مع الآخرين واحترامهم والاهتمام بهم والمسؤوليات الاجتماعية والمدنية واحترام التراث الحضاري والثقافي لدولة قطر.
بينما القيم الفرعية قسمتها الوزارة وفق الصفوف الدراسية، ويستهدف المشروع تعليم الطلبة من الروضة إلى الصف الثاني قيم التحكم بالنفس واللطف والأمانة والرعاية والصداقة وإظهار الاحترام للآخرين، وتعليم الطلبة من الصف الثالث حتى الصف السادس قيم احترام الذات والمسؤولية والاحترام والرعاية والمشاركة والتعاون والأمانة والرحمة، وتعليم الطلبة من الصف السابع إلى الصف التاسع قيم التسامح والمسؤولية تجاه الآخرين والتعاون واحترام الآخرين وإدارة الوقت، وتعليم الطلبة من الصف الثامن إلى الصف الثاني عشر قيم احترام أفراد الأسرة واحترام أفراد المجتمع والرعاية والمشاركة والعدالة والتسامح.

فهد الغانم: زيادة أنشطة القيم القطرية إلى 20%

أكد الأستاذ فهد الغانم استشاري في مكتب وكيل الوزارة المساعد لشؤون المدارس الخاصة في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن مشروع «قيمي ترسم هويتي» يهدف لدعم الهوية القطرية والقيم الإسلامية واللغة العربية في المدارس الخاصة، موضحا أن الوزارة وجهت المدارس بزيادة الأنشطة المتعلقة بالقيم القطرية إلى 20% مثل وجود العلم القطري داخل المدرسة والنشيد الوطني والزي القطري وزيارة المناطق التي تبرز الموروث القطري.
وقال الغانم إن شؤون المدارس الخاصة تطمح من خلال المشروع مراعاة وجود القيم القطرية عن طريق القيادة المدرسية والمعلمين واهتمام الطلبة بالتعرف على التراث المحلي وإشراك أولياء الأمور في تعزيز الاهتمام باللغة العربية.
أضاف أن الأنشطة التي تقدمها المدارس الخاصة تركز كثيرا على الموروث القطري وذلك من خلال مادة التاريخ القطري وربطها بالأحداث التي تعيشها الدولة سواء كانت رياضية أو بيئية.
أوضح الغانم أن المدارس ترسل مصادر التعلم إلى لجنة مراجعة المناهج الذي يقوم بدوره بتنقيح بما يتلاءم مع العادات والتقاليد القطرية، إضافة إلى أن إدارة شؤون المدارس الخاصة أرسلت تعميماً إلى المدارس بضرورة مراعاة خلو المناهج من ما يسيء للمجتمع الإسلامي والهوية القطرية وأن تكون المادة العلمية حديثة وموثوقة.
وأشار إلى أن هناك وقتا محددا لإرسال المدارس مصادر التعلم سواء كانت باللغة العربية أو الإنجليزية إلى اللجنة لتقوم بإصدار تقاريرها عن كل مدرسة.

راشد الفضلي: مشروع حيوي يزيد من الاحترام بين الجنسيات

أوضح راشد العودة الفضلي استشاري تعليم وتوجيه اللغة العربية في إدارة شؤون المدارس الخاصة في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن مشروع «قيمي ترسم هويتي» يعد مشروعا حيوياً للحفاظ على الهوية القطرية وتأصيلها خاصة في المدارس الخاصة التي تعتمد عدة أنظمة تعليمية مختلفة، وذلك عبر التعايش والاحترام بين مختلف الجنسيات المنتسبة لهذه المدارس.
أضاف أن المشروع يهدف إلى بناء المواطن القدوة الذي يعتز بهويته الوطنية مع تكامل تربوي، والاهتمام باللغة العربية باعتبارها الإطار العام للثقافة المحلية مما يعيد قيمة ومكانة اللغة في نفوس الطلبة وتخاطبهم، والتزام الكادر المدرسي والطلبة بالتحدث بالعربية داخل الغرف الصفية والحفاظ على القيم والموروث القطري في الحرم المدرسي.
وعن الآمال المرجوة من المشروع، قال الفضلي إن المشروع سيعزز قيمة الهوية القطرية وتأثيرها في نفوس الطلبة ويزيد من تعايش الطلبة المقيمين وتكاملهم مع المجتمع القطري، موضحا أن المشروع سيجيب عن التساؤلات لدى الطلبة حول تراث وعادات المجتمع الذي يعيشون فيه.

داليا الجاعوني: مناهج المدرسة الأردنية تدعم الهوية

عبرت الأستاذة داليا الجاعوني، مديرة المدارس الأردنية للبنات والبنين بالدوحة، عن سعادتها لدعوتها لحضور اجتماع التعريف بمشروع «قيمي ترسم هويتي» في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.
وقالت، إن المشروع الهادف لتعزيز الهوية الوطنية والثقافية في المدارس الخاصة ورياض الأطفال يهدف إلى بناء مواطن قدوة يعتز بهويته الوطنية، وغرس وتعزيز الهوية الوطنية لدى أفراد الأسرة والمجتمع، كما أن الاهتمام باللغة العربية يعتبر وسيلة أساسية لتعزيز القيم الوطنية.
وأضافت أن المدرسة الأردنية تقوم بدورها في تنفيذ وتطبيق هذا المشروع المثمر من خلال تدريس المواد الخاصة بالمناهج وتوظيفها لما يخدم تعزيز الهوية الوطنية داخل المدرسة.
وأكدت أن المدرسة برؤيتها ورسالتها وقيمها وأهدافها تعزز قيم مشروع «قيمي ترسم هويتي»، مبدية شكرها لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على اللقاء وأن يتواصل انعقاد مثل هذه اللقاءات بشكل دوري لتبادل الخبرات بين المدارس.

عزة عبدالغني: يهدف لترسيخ الترابط المجتمعي

قالت الأستاذة عزة عبدالغني المدير العام لأكاديمية كارديف الدولية، إن المدرسة مهتمة بأن يكون للطلاب دور في تطبيق مشروع «قيمي ترسم هويتي» من أجل ربطهم بجذور دولة قطر سواء من العادات والتقاليد والهوية والثقافة الأصيلة، مؤكدة أن تطبيق هذا النهج ليس من بداية هذا العام فقط بل منذ الأعوام الماضية.
وأضافت عزة أن المدرسة تدرس مادة التاريخ القطري باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى تشجيع الطلبة المقيمين على التعرف على التراث القطري، مستشهدة بأحد الأنشطة التي نظمتها المدرسة باسم «نبتة حصار» التي شجع من خلالها الطلبة على جلب نبتة من بلادهم وزرعها داخل قطر.
وأوضحت أن كافة الأنشطة التي ذكرت في مشروع «قيمي ترسم هويتي» سيتم إدراجها في خطة الأنشطة الداخلية والخارجية للمدرسة.
وأكدت أن المشروع ينعكس إيجابيا على الطلبة بأن يكونوا أكثر تقديرا واحتراما لتراث وثقافة دولة قطر، ويزيد من الترابط بين الطلبة القطريين والمقيمين.

عاطف محمود: تطبيق أنشطة مشابهة للفعاليات المستضافة بالدولة

قال عاطف محمود منسق المواد الإلزامية في مدرسة المستقبل المنير الدولية، إن المدرسة ستكون حريصة على تطبيق مشروع «قيمي ترسم هويتي» ضمن المواد الإلزامية والأنشطة الطلابية خلال الفترة المقبلة، سواء برفع العلم القطري أو حديث الطلبة باللغة العربية داخل الحرم المدرسي وزيادة التعريف بالقيم القطرية، وتخصيص يوم للزي القطري.
وأضاف أنه من الممكن إقامة أنشطة مشابهة للفعاليات التي تستضيفها الدولة مثل تطبيق نموذج مصغر لبطولة كأس العرب داخل المدرسة، مما يزيد من تفاعل الطلبة مع الأحداث الجارية في الدولة.
وأكد أن المشروع سيكون له آثار إيجابية على الطلبة بحيث يزيد من ترابطهم بالمجتمع خاصة أن معظمهم من المقيمين.