وزير التعليم الماليزي: قطر تصنع «حضارة جديدة» في التعليم قائمة على المبادئ والأخلاقيات
موضوعات العدد الورقي
21 نوفمبر 2019 , 02:38ص
هبة فتحي
قال سعادة الدكتور مازلي مالك، وزير التعليم في ماليزيا، إن دولتي قطر وماليزيا بصدد استحداث برامج جديدة تحمل اسم «برامج التنقل»، تساهم في تطوير التعليم وتبادل الخبرات بين الكوادر في المؤسسات التعليمية بين الدولتين، من خلال الترحيب بالطلاب والأساتذة القطريين لقضاء بعض الفصول الدراسية في ماليزيا والحصول على دورات تدريبية، وكذلك الأمر بالنسبة للماليزيين في قطر.
ووصف مالك، في حوار خاص مع «العرب»، ما تقوم به دولة قطر في مجال التعليم بـ «صناعة حضارة جديدة للإنسانية». وشدد على أن الدوحة «تسعى إلى تبنّي واحتضان علماء وخبراء وأصحاب قرار يتمتعون في المقام الأول بالأخلاقيات والمبادئ»؛ معتبراً أن العلم الذي لا يحافظ على مصلحة الدول ويساهم في نهضتها وفقاً لخدمة الإنسان والقيم، يكون نكبة وليس انتصاراً.
نوّه وزير التعليم الماليزي، الذي يزور قطر حالياً للمشاركة في قمة «وايز»، بأنه يشجع على انضمام الطلاب الماليزيين إلى فروع الجامعات العالمية الموجودة في مؤسسة قطر، واصفاً البيئة القطرية المحافظة بأنها شبيهة بالبيئة الماليزية؛ نظراً لحفاظها على السمت الإسلامي والأخلاقيات، إضافة إلى أن تواجدهم داخل قطر سيسمح لهم بتعلّم اللغة العربية كميزة إضافية، بدلاً من السفر إلى الدول الغربية، خاصة أن الشهادات الجامعية التي سيحصلون عليها تتطابق مع الجامعات الأم في تلك الدول.
ومزيد من التفاصيل حول مجالات التعاون بين دولتي قطر وماليزيا في مجالات التعليم في الحوار التالي:
حدّثنا في البداية عن مجالات التعاون بين دولتي قطر وماليزيا في مجال التعليم.
? هناك عدة أوجه للتعاون الرسمي وغير الرسمي بين الدولتين في مجال التعليم؛ فدولة قطر تحتضن عدداً من الطلاب الماليزيين الذين يدرسون في الدوحة بمنح قطرية (10 طلاب تقريباً)، فضلاً عن تواجد عدد من الطلاب القطريين في ماليزيا للدراسة في مرحلة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وبلغ عددهم 30 طالباً تقريباً، ولدينا تطلعات بزيادة عدد الطلاب بين الدولتين.
ما الخطط الجديدة لديكم لتعزيز التعاون في مجال التعليم؟
? لدينا خطط لتعزيز التعاون بين الجامعات القطرية والماليزية في عدة مجالات، أهمها المجال التكنولوجي والدراسات الإسلامية؛ فضلاً عن أن لدينا خطة تسمح بتسهيل إجراءات تواجد الطلاب الماليزيين في الدوحة، ليستفيدوا من تواجد فروع الجامعات العالمية في مؤسسة قطر، بدلاً من السفر لمجتمعات غربية مثل أميركا بعيدة عن الثقافة والطابع الإسلامي، ومن ثَمّ فبيئة الحياة الجامعية لطلابنا الماليزيين في قطر ستكون أفضل على مستوى الحفاظ على سمتهم الإسلامي والأخلاقي، وفرصة ثمينة أيضاً لتعلّمهم اللغة العربية.
وهل من خطط أخرى؟
? بالتأكيد، العام المقبل 2020 سيشهد برامج جديدة تُعرف ببرامج «التنقل»، يتم من خلالها السماح للطلاب والأساتذة على مستوى المدارس والجامعات بقضاء فصول دراسية في ماليزيا؛ بهدف الاستفادة من خبراتهم وتبادلها أيضاً مع مؤسسات التعليم في ماليزيا؛ وكذلك السماح لطلاب ومدرسيين ماليزيين بالتواجد في المدارس والجامعات القطرية لاكتساب الخبرات وتبادل المعرفة، بالإضافة إلى إقامة ورش تدريبية لدى المؤسسات التعليمية المُستضيفة، سواء قطر أم ماليزيا.
ما أهم المجالات البحثية التي تشهد تعاوناً بين المؤسسات البحثية والتعليمية في قطر وماليزيا؟
? قطر تولي اهتماماً كبيراً للأبحاث والباحثين، ومن أكثر المجالات التي تحظى باهتمام بحثي بين الجامعات في الدولتين الطاقة المستدامة والذكاء الاصطناعي، وكذلك الأبحاث المتعلقة باللغة العربية والدراسات الإسلامية.
كيف ترى الجهود القطرية لتطوير مجالات التعليم من خلال إقامة واستضافة المؤتمرات البحثية والتعليمية مثل «وايز» وغيره؟
? قطر تقوم بمجهودات جبارة في مجال التعليم، ويمكن القول إنها تصنع وتبني حضارة جديدة للإنسانية في مجال التعليم، بالتحديد من خلال تبنّي مفهوم جديد للتعلم الذي يأخذ في الاعتبار الحفاظ على القيم والأخلاقيات؛ لأن احتضان علماء وباحثين لا يتمتعون بالمبادئ ولا يحافظون على الاعتبارات الأخلاقية سيجعلهم وبالاً على المجتمع، إذ إن بعضهم يستخدمون علمهم في أمور ربما تُشعل الحروب والمشكلات وسرقة خيرات الدول.
وهنا قطر أدركت هذا المعنى العميق للعلم المبني على الأخلاقيات، وبالتالي فهي في مرحلة تصنع خلالها علماء وخبراء وأصحاب قرار في مجالات شتى، يساهمون بشكل واضح في بناء دولتهم. وماليزيا تتطلع إلى أن تكون جزءاً بالتعاون مع قطر في بناء هذه الحضارة الجديدة.
وكيف ترى مستقبل التعليم في دولة قطر؟
? أرى مستقبلاً نيراً ومستنيراً لدولة قطر في مجال التعليم، ونعوّل على أن يصبح هذا التقدم إضاءة لبعض الدول التي تعاني من تأخر في التعليم، وبالتالي مستقبل وتطور قطر في مجالات التعليم سينعكس إيجاباً على عدة دول حول العالم؛ كونها ستصبح شريكاً في التطوير ونقل الخبرات.
وهذا ناتج لما تقوم به من جهود وتحركات، مما يسمح لها بالقيادة في هذا المجال في المستقبل. ونحن الماليزيين نتطلع إلى أن نكون شركاء في هذه الجهود وتكون لنا مساهمة حقيقية.