السادة: العمل الصالح مفتاح الجنة

alarab
محليات 21 أكتوبر 2016 , 07:11م
الدوحة - العرب
حث فضيلة الداعية عبدالله السادة جموع المسلمين على تقوى الله والعمل على طاعته ورضوانه اتقاء للآخرة، وأكد فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بمسجد مريم بنت عبدالله بالغرافة، على ضرورة الابتعاد عن المعاصي وكل ما يخالف شرع الله، موضحاً أن الجنة لا تدرك إلا بالعمل الصالح، وأن الدنيا ما هي إلا اختبار، وأن الآخرة هي الدائمة والمثوى الحقيقي للجميع، داعيا جموع المسلمين أن يحسنوا الأعمال حتى تصيبوا الجنة.

وحذر السادة من عصيان الله ومخالفة أمره، موضحاً أن العقلاء يحرصون دائماً على الخير لأنفسهم وذويهم ومن يعز عليهم، ويسرهم ألا يخلو يوم من أيامهم من نجاح وفوز، وهذا لا نقص فيه ولا معابة، غير أن هناك فوزاً أجل ونجاحاً أعظم؛ إنه الفوز بالجنة وعيشها الطيب الكريم، قال الله تعالى: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ*لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ*أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ).

وأضاف: إن الناس في هذه الأيام يضطربون كلما كان هناك امتحان واختبار؛ مع أن هناك فرصةً أخرى لتدارك النقص وتلافي الأخطاء وتعويض الخسارة، بينما هم في عرصات القيامة حائرون وجلون مشفقون حينما تتطاير الصحف؛ فآخذ كتابه بيمينه ينطلق به فرحاً مسروراً أمام الأولين والآخرين؛ يصفه الله تعالى بقوله: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ*إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ*فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ*فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ*قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ*كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ)، وآخر آخذ كتابه من وراء ظهره -والعياذ بالله- يندب عاقبته الوبيلة ومآله الوخيم، يصفه الله سبحانه بقوله: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ* وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ*يَا‎ لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ*مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ*هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ).

وقال فضيلة الداعية عبدالله السادة إن الدنيا غير معلومة للممتحن؛ ويستعد لها المجد المجتهد ويذاكر، ويضع لكل احتمال حسابه، أما أسئلة الآخرة فمعلومة من قرون متطاولة، أخبرنا بها الصادق المصدوق، موضحاً أن أول مراحل هذا الاختبار هو فتنة القبر، وفيه أسئلة ثلاث يسألها كل ميت: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فمن آمن بالله تعالى ووحده وتوكل عليه، وأطاع أوامره واجتنب نواهيه؛ فإنه سيجيب بقوله: ربي الله، ومن أسلم وعرف أن الدين عند الله الإسلام، وأن من ابتغى غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه، وقال إن الإسلام: الانقياد والطاعة لشرع الله سبحانه، ولم يجد من نفسه في ذلك حرجاً ولا شكاً ولا ضيقاً؛ عند ذلك سيجيب: ديني الإسلام، ومن آمن بالنبي الأمي محمد، وأطاعه فيما أمر، واجتنب ما نهى عنه وزجر، وأحبه أكثر من حبه لنفسه وماله وأهله، واتبع سيرته واقتدى بسنته، وقدمها على كل ما تهواه نفسه، وجعل هواه تبعاً لما جاء به النبي؛ عند ذلك سيجيب: نبيي محمد.

وأوضح: أن الكافر أو المنافق؛ فإنهما يقولان: هاه هاه، لا أدري، لا أدري، سمعت الناس يقولون: كذا؛ فقلت مثل قولهم؛ فيقال له: لا دريت ولا تليت، وكلاهما يتمنى الرجعة إلى الحياة الدنيا ليستدرك، ولكن هيهات! لقد أعطي كل مخلوق مهلته الكافية المقدرة له في حياته؛ فمن عمرها بالخير سيق إلى الخير، ومن خربها بالشر سيق إلى الجحيم؛ عياذاً بالله.

أيها المسلمون: وهناك أسئلة أخرى يسألها كل إنسان، كما ثبت في الحديث عن النبي أنه قال: «لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم».

سنسأل -عباد الله- عن السنوات التي قضيناها في هذه الحياة الدنيا، هل كانت في طاعة الله ومراضيه؟ أم ضيعناها في غضب الله ومساخطه؟

أ.س