قاتلوا من أجل القضية الفلسطينية.. «الجزيرة» تعرض قصص مناضلين أجانب

alarab
المزيد 21 سبتمبر 2025 , 01:24ص
الدوحة - العرب

بثّت قناة الجزيرة الوثائقية مؤخرا سلسلة من ثلاثة أجزاء بعنوان «من أصدقاء فلسطين»، تسلط الضوء على مناضلين ومقاتلين غربيين تركوا أوطانهم وامتيازاتهم، وانخرطوا في صفوف المقاومة الفلسطينية على مدى عقود. السلسلة تُعيد الاعتبار لوجوه ظلّت في الظل، وتكشف عن أبعاد إنسانية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من زاوية المقاتل الأجنبي الذي لم يكن مجرد متعاطف بل كان شريكاً في النضال.
تتناول السلسلة مسيرة أجانب وجدوا في النضال الفلسطيني تجسيداً للعدالة والحرية، فشاركوا في عمليات نوعية، وعايشوا حياة المخيمات والجبهات، ودفعوا حياتهم ثمناً لقضية تبنّوها عن قناعة، لتصبح فلسطين جزءاً من وجدانهم وسيرتهم.
وتعرض السلسلة نماذج ثلاثة بارزة: فرانكو فونتانا (جوزيف إبراهيم): وهو إيطالي وُلد في بولونيا عام 1946، تأثر بالعمليات الفدائية الفلسطينية فجاء إلى لبنان عام 1969 وانضم إلى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. برع في استخدام راجمات الصواريخ «كاتيوشا» ونفّذ عمليات دقيقة ضد مواقع إسرائيلية. باع كل ما ورثه في إيطاليا لدعم المخيمات الفلسطينية، وحمل بطاقة هوية عسكرية باسم «جوزيف إبراهيم». في عام 2015 عاد إلى لبنان في زيارة أخيرة توفي خلالها، ودفن في مقبرة شهداء مخيم شاتيلا وفق وصيته.
 وفرانسوا هنري كاستيمان: وهي فرنسية من مواليد 1956 في نيس، جاءت إلى لبنان لدراسة الطب الشعبي وعملت ممرضة في مخيم الرشيدية قبل انضمامها لحركة فتح. استشهدت في 22 سبتمبر 1984 خلال «عملية شهداء صبرا وشاتيلا» التي استهدفت مدينة حيفا، ودُفنت في مقبرة الشهداء قرب مخيم شاتيلا. تركت خلفها مذكرات ورسائل نُشرت في كتاب «الموت في سبيل فلسطين»، دوّنت فيها تجربتها وتحولها من ممرضة إلى مقاتلة.
وباتريك أرغيلو: أمريكي من أصل نيكاراغوي وُلد عام 1943 في سان فرانسيسكو، تأثر بثورات أمريكا اللاتينية وانضم إلى جبهة التحرير الوطنية الساندينية. شارك عام 1970 مع المناضلة الفلسطينية ليلى خالد في محاولة اختطاف طائرة الركاب الإسرائيلية «العال 219» ضمن عمليات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واستشهد بعد إصابته خلال المواجهة.
وتقدّم السلسلة هؤلاء المقاتلين ليس فقط كأبطال مغامرين، بل كرموز لقيم إنسانية تجاوزت الحدود القومية، إذ اختاروا النضال من أجل فلسطين باعتباره دفاعاً عن الحرية والعدالة العالمية.