اعتبر اقتصاديون أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمام الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة يعكس الرؤية الثاقبة وبعيدة المدى في الاستثمار بحقول الغاز وتحديداً حقل الشمال. وأضافوا أن سموه يؤكد على مكانة قطر كمزود موثوق للغاز وملتزم مع جميع الدول رغم الصعاب والظروف التي مرت بها خلال الأعوام الماضية.
وقالوا في تصريحات لـ «العرب»، إن تناول سموه التطوير الجاري في حقل غاز الشمال يعطي مؤشراً على الدور الاستراتيجي الذي ستلعبه الدوحة كمزود قوي للطاقة النظيفة خلال السنوات المقبلة، مشيرين إلى أهمية تحذير صاحب السمو من استمرار استخدام الغاز كسلاح في الحرب، خاصة في ظل تحول تلك الطاقة النظيفة إلى جزء أساسي من حياة الشعوب مثل المياه والطعام.
د. رجب الإسماعيل: إظهار لإمكانياتنا الكبيرة في تطوير حقول النفطية
أكد الدكتور رجب عبدالله الإسماعيل الأستاذ في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر، أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى قدم قطر كدولة محل ثقة للعالم في إمدادها بالطاقة رغم مرورها بأصعب الظروف، مضيفا أن خطاب سموه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يعكس قوة قطر كمزود أساسي للطاقة حول العالم وقدرتها على الاستمرار في التوسع توفير إمدادات الطاقة النظيفة.
وأضاف الإسماعيل، في تصريح لـ»العرب»، أن صاحب السمو ركز على أزمة الطاقة لكونها قضية عالمية متداولة خلال الأشهر الماضية بسبب الصراع الروسي الأوكراني، موضحا أن سموه تناولها من حيث الدور القطري كمزود أساسي وموثوق للطاقة إلى دول العالم وأن الدولة تتمتع بإمكانيات كبيرة عبر الاستثمار والتطوير في حقولها النفطية.
وأشار إلى أن أهمية دعوة صاحب السمو بعدم استخدام الطاقة كجزء من الصراعات والنزاعات، لأن مصادر الطاقة يجب أن تتمتع بالأمن والموثوقية لكونها جزءا أساسيا من اعتماد شعوب العالم عليها في حياتهم اليومية.
ورأى أن تناول صاحب السمو التطوير الجاري في حقل غاز الشمال يعطي مؤشراً على تعزيز دور قطر على المستوى العالمي كمزود للطاقة وبالأخص الغاز الطبيعي، متوقعا أن الدوحة ستلعب دورا استراتيجيا كمزود موثوق للطاقة خلال السنوات المقبلة، مما كانت الصعاب والأزمات مثلما حدث في جائحة كورونا.
عبدالله الخاطر: إبراز الجرأة القطرية في تطوير حقل الشمال
قال عبدالله الخاطر الخبير الاقتصادي، إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تضمن رسائل مهمة حول قطاع الطاقة النظيفة أبرزها أهمية تجنيب استخدام الطاقة في النزاعات والصراعات الدولية، وضرورة اتخاذ قرارات مدروسة طويلة الأمد في تأمين الاحتياجات النفطية، وعدم ارتكان الدولة إلى القوة والموارد الطبيعية كأدوات للحرب.
وأضاف الخاطر لـ «العرب»، أن صاحب السمو يشير في خطابه إلى استخدام الطاقة كجزء أساسي في التنمية العالمية وليس في النزاعات، كما أنه دعا لاستعادة السلام والأمن العالميين عبر اتخاذ القرارات السليمة والإستراتيجية المدروسة لمواجهة أزمة الطاقة التي سبقت حرب أوكرانيا بسبب ابتعاد دول العالم عن الاستثمار في الطاقة.
وتابع «على العكس قطر استبقت الأحداث وتمكنت من خلال الاستثمار في تطوير حقل الشمال للغاز من الحفاظ على صدارة قطاع الطاقة النظيفة للسنوات المقبلة»، مؤكدا أن قطر تحملت دورا كبيرا في الاستثمار في الغاز مما جعلها داعما رئيسيا لدول العالم في مجال الغاز.
واعتبرا أن حديث صاحب السمو عن تطوير حقل الشمال ليشير إلى الجرأة والرؤية القطرية في اتخاذ خطوات تنفيذية في هذا المشروع بالإضافة لتطوير ناقلات الغاز المسال رغم الأزمة العالمية، مؤكدا أن قطر خلال أزمة كورونا كانت على استعداد تام لتلبية إمدادات الطاقة للعالم وأوروبا على وجه التحديد.
وأوضح أن مشروع تطوير حقل غاز الشمال يعزز من مكانة قطر على المستوى العالمي ابتداء من القارة الأوروبية حتى القارة الأمريكية، مشيرا إلى أن دول العالم تسعى حاليا للحصول على حصة من الغاز القطري وتعزيز شراكتها مع الدوحة.
أحمد الكواري: تطوير مستمر لتلبية الطلب العالمي
قال المهندس أحمد بن علي الكواري، رجل الأعمال وعضو في اتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي، إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدثة ركز على نقاط مهمة ومختصرة تشدد على ضرورة عدم استخدام الغاز المخصص للتدفئة والكهرباء كسلاح في الحرب، لأنه جزء أساسي من الحياة مثل الطعام والمياه.
وأضاف الكواري، أن دور قطر كمزود للغاز مهم جدا في الفترة الراهنة في ظل نقص إمدادات الطاقة، مما يعكس رؤية قطر الثاقبة في الاستثمار بحقول الغاز، مشيرا إلى أن الدولة منذ بدايتها في مرحلة التطوير الأول في حقول الغاز بمنطقة الشمال أبدى البعض مخاوفه من التكاليف العالية وعدم وجود عوائد مالية قريبة على عكس البترول، إلا أن قطر حاليا مستمرة في التطوير من أجل تغطية الطلب المتزايد على الغاز.
وذكر أن خطاب سموه يؤكد نجاح قطر في الاستثمار بالغاز وأنها أصبحت قادرة على توفير كميات كبيرة من الغاز لأوروبا في ظل أزمتها الأخيرة بفضل تطويرها أسطولا كبيرا من ناقلات الغاز المسال، مشددا على أن الدوحة ستعزز مكانتها كمزود رئيسي للغاز على المدى القريب.
واستشهد على قوله بالزيارة القريبة للمسؤولين الألمان إلى دول الخليج والتي يركزون فيها على دولة قطر من أجل تعزيز الشراكات معها في قطاع النفط، مضيفا أن قطر في المقابل تسعى إلى تعزيز العوائد المالية مما يدعم الاقتصاد القطري ويبرز مكانة الدوحة في مجال الطاقة.