

دشنت مكتبة قطر الوطنية أمس معرض «بين العلم والفن: بدايات التصوير الفوتوغرافي في الشرق الأوسط» بإقامة حفل افتتاح حضره سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية بمشاركة سعادة السيد جان باتيست فافر، سفير الجمهورية الفرنسية لدى دولة قطر.
حضر حفل تدشين المعرض خليفة العبيدلي المصور الفوتوغرافي والمدير المؤسس لمهرجان «تصوير»، ودانة الغافري، مديرة المقتنيات العامة في متاحف قطر، والمصورة الفوتوغرافية مشاعل الحجازي.
ويركز المعرض على قصص الممارسين الأوائل للتصوير الفوتوغرافي، عبر تقديم مجموعة من أقدم الصور الملتقطة في الشرق الأوسط، التي أصبحت مثالاً لبدايات التصوير الفوتوغرافي منذ العقود التي تلت الإعلان عن اكتشاف التصوير في عام 1839، كما يُسلط المعرض الضوء على مجموعة من أقدم وأندر الصور التي التقطها أشهر المصورين خلال السنوات الأولى بعد اختراع الكاميرا.
ويتضمن المعرض مقتنيات من مجموعات مكتبة قطر الوطنية ومتاحف قطر، مثل أعمال المصور الفرنسي الرائد جوزيف فيليبرت جيرولت دي برانجي (1804 - 1892) والكاميرات من طراز Giroux Daguerréotype، وهي مثال نادر للكاميرات التجارية الأولى.
وقال سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية: «نحن سعداء بافتتاح معرض التصوير الفوتوغرافي وبحضور سعادة السفير الفرنسي ونخبة من كبار المديرين في هيئة متاحف قطر، لافتا إلى أن الهيئة ساهمت بدور كبير في إقامة المعرض بإعارة العديد من المواد المعروضة مثل الكاميرات القديمة والصور الأصلية المطبوعة بعملية التصوير الداجيري.
وتوجه سعادته بالشكر إلى متاحف قطر على المساعدة في إثراء المعرض، معرباً عن الثقة في أن روح التعاون الطيبة سوف تتجلى مرة أخرى في مشروعات ثقافية أخرى مشتركة في المستقبل».
وأضاف سعادته: «يهدي المعرض رسالة تحية وإجلال لإسهامات العلماء المسلمين مثل الحسن بن الهيثم في البصريات التي كان لها دور أساسي في اختراع الكاميرا الحديثة. كما يجسد المعرض رؤية المكتبة التراثية التي لا تقتصر على حفظ التراث وصونه فحسب، بل تهدف لأن يكون هذا التراث متاحا وفي متناول الجميع من المثقفين والدارسين والمؤسسات والأفراد من أجل تحفيزهم على الإبداع».
وقال سعادته «نحن كمكتبة وطنية تحمل على عاتقها مسؤولية المحافظة على تراث المنطقة والأمة، لدينا قناعة بأن معرض التصوير الفوتوغرافي سيكون فرصة مثالية للزائرين لمعرفة المزيد عن تاريخ المنطقة العربية عبر صور نادرة تصحبهم في رحلة إلى الماضي».
ويصف المعرض التأثير المادي للتصوير الفوتوغرافي ابتداء من عملية التصوير الداجيري إلى تقنيات الطباعة الأولى ودلالاتها التجارية، وكذلك تأثير التصوير الفوتوغرافي على بناء صورة «الشرق» من منظور الحضارة الغربية، والجدل الفكري الذي أثاره اختراع كاميرات التصوير في العالم العربي.
وسوف يتعرف الزائرون على رحلة تطور الكاميرا ابتداءً من الحجرة المظلمة في القرن الخامس الميلادي قبل الميلاد وصولاً إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وإسهامات العلماء العرب والمسلمين في اختراع التصوير، وعلى أوائل المصورين بتقنية التصوير الداجيري في الشرق الأوسط.