يواصل الاحتلال الإسرائيلي المضي قدما في خطة احتلال غزة ويستدعي 60 ألف جندي احتياط بالرغم من التنديد والرفض الدولي، والتحذيرات المختلفة من وقوع كارثة بسبب تنفيذ هذا المخطط.
وأكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مجددا، أمس، أن «الهجوم العسكري الذي تعده» إسرائيل، مع استدعاء ستين ألف عنصر احتياط للسيطرة على مدينة غزة، «لن يؤدي سوى إلى كارثة فعلية للشعبين» الفلسطيني والإسرائيلي.
وكتب الرئيس الفرنسي على منصة «إكس» إن هذه العملية «ستجرّ المنطقة الى حرب دائمة»، مشيرا إلى مباحثات هاتفية أجراها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبدالله الثاني.
ومن جانبها أكدت الحكومة الألمانية «رفضها تصعيد» الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفان ماير في مؤتمر صحفي دوري، إنّ برلين تجد «صعوبة متزايدة في فهم كيف ستؤدي هذه الإجراءات إلى إطلاق سراح جميع الرهائن أو إلى وقف إطلاق النار».
ويستعد جيش الاحتلال لإرسال نحو 60 ألف أمر استدعاء لجنود الاحتياط، لاحتلال مدينة غزة، بدءا من اليوم الخميس، عقب مصادقة يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي، على خطة عسكرية لاحتلالها، بعنوان «عربات جدعون 2».
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أن المصادقة جاءت عقب مشاورات عقدها كاتس مع كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين الإسرائيليين، استنادا إلى القرار الصادر عن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت).
وأوضحت «وفا» أن جيش الاحتلال قرر تبكير موعد استدعاء 60 ألف جندي من قوات الاحتياط، إضافة إلى تمديد خدمة 20 ألفا آخرين لفترة 40 يوما إضافية، حيث من المتوقع إرسال جميع الأوامر غدا، غير أن مواعيد الالتحاق محددة لبداية شهر سبتمبر، أي بعد نحو أسبوعين.
وكان رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، قد حدد مطلع هذا الأسبوع المراحل العملية للخطة، وتشمل تعزيز القوات الإسرائيلية في شمال القطاع، تمهيدا لاحتلال مدينة غزة، وتستند الخطة إلى قرار اتخذ في 8 أغسطس الحالي، بطرح مشروع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة تدريجيا، بدءا من مدينة غزة.
وتوالت ردود الفعل الدولية المنددة بقرار احتلال قطاع غزة، وفي مقدمتها قرار ألمانيا حظر تصدير السلاح إلى الكيان الإسرائيلي، إضافة إلى دعوات في صحف بريطانية وفرنسية لفرض عقوبات شاملة عليها.
وفي بريطانيا، أدان كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني قرار المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل، واعتبره تصعيدا خاطئا، داعيا إلى إعادة النظر فيه بشكل فوري، محذرا من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومشددا على ضرورة وقف إطلاق النار.