توّج مؤخرا بجائزة المهرجان العربي بتونس.. عرض خاص لفيلم «لهيب الثلاجات» بالتلفزيون العربي

alarab
المزيد 21 أغسطس 2024 , 01:05ص
محمد عابد

بحضور لفيف من أهل الصحافة وصناع الفيلم الوثائقي، عرض أمس بمقر شبكة التلفزيون العربي الفيلم الوثائقي القصير «لهيب الثلاجات» الحائز على الجائزة الفضية للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دورته الأخيرة بتونس. «يستعرض لهيب الثلاجات» جانبا مسكوتا عنه من المعاناة التي تعيشها أسر الشهداء الفلسطينيين جراء احتجاز الاحتلال الإسرائيلي لجثامين ذويهم، فالوثائقي يروي أربع قصص مؤثرة لأسر تنتظر منذ سنوات طويلة استعادة رفات أبنائها، وكيف يؤثر هذا الانتظار المأساوي على حياتهم اليومية. حيث يتم وضع الجثامين في ثلاجات بهدف إجبار الفلسطينيين على الخضوع لسياسة الاحتلال والقبول بالواقع المأساوي.

وسلط الفيلم على واقع مئات الأسر الفلسطينية حيث اكد صناع الفيلم في المشهد الختامي ان الاختلاط يحتجز فقط وقبل الحرب على غزة حوالي 500 من الجثامين لأطفال ونساء وشباب وشيوخ في واحدة من المآسي الانسانية التي لم يشهدها التاريخ ولا ترضى بها اي شريعة سماوية او عرف إنساني.

 توثيق الجرائم الممنهجة
من جهته أكد مخرج العمل كمال الأزرق أن «تزامن عرض العمل مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يذكرنا بأهمية توثيق الجرائم الممنهجة التي يمارسها جيش الاحتلال، وأن صناعة الأفلام واحدة من وسائل المقاومة على اعتبار قدرتها على حشد التضامن والدعم الضروريين للقضية الفلسطينية»
هذا وأعقب العرض نقاش مع منتج الفيلم خالد الدعوم، ورئيسة قسم الوثائقيات بالتلفزيون العربي دينا الدمرداش، تطرقا فيه إلى ظروف صناعة الفيلم، وأهمية التركيز على تقديم مواضيع مماثلة.حيث صرحت الأخيرة أن «الوثائقي يعري تعدد أنماط استهداف الشعب الفلسطيني والممارسات التعسفية التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي لكسر إرادته،فاحتجاز الجثث ليس فقط أداة للعقاب الجماعي، بل هو رصيد يستخدمه الاحتلال كورقة تفاوض عند الحاجة».
كما تطرقت الجلسة إلى أبرز التحديات التي واجهت انتاج الفيلم للوصول إلى الصورة النهائية.
 وقال منتج العمل خالد الدعوم خلال حلقة نقاشية عقب عرض الفيلم، إن إنتاج هذا الوثائقي يأتي في سياق حرص التلفزيون العربي على تقديم أعمال ذات قيمة إنسانية عالية تساهم في رفع الوعي بالقضايا الإنسانية الملحة، وهو بمثابة دعوة مفتوحة للجمهور للتعرف على حقيقة ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ممارسات الاحتلال التي تخل بكل المواثيق الدولية.
من جهتها قالت دينا الدمرداش إن هذا الفيلم يأتي ضمن سلسلة للوثائقيات التي يعمل عليها التليفزيون العربي لتوثيق جرائم الاحتلال الاسرائيلي على الارض سواء كانت جرائم إنسانية او اجتماعية حيث يتم التنكيل بالشعب الفلسطيني والزج بأبنائه في السجون ومن ثم يتم منع رباتهم وبل وقتلهم في السجون ليتم منع ذويهم من استلام الجثامين لافتة إلى أن السلسلة تركز على القضايا الإنسانية.

استثمار الفيلم عالمياً
 وردا على سؤال لـ «العرب» حول امكانية استثمار هذا الفيلم وعرضه في مهرجانات عالمية كبرى ليكون وثيقة جديدة توثق جرائم الاحتلال، قال منتج الفيلم خالد الدعوم، إننا اردنا ان يصل الفيلم إلى كل المشاهدين في العالم العربي وفي الغرب، ولكن يواجهنا الكثير من التحديات فيما يخص سياسات المهرجانات التي تمنع عرض مثل هذه الأفلام ولكن مع ذلك نحاول الاختراق للوصول إلى مهرجانات تسمح بعرض هذه القصص الإنسانية نحاول ان نخاطب فيها الحرية وحقوق الانسان ونظهر كم البشاعة التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب ولذلك نحن حريصون على ان يكون محتوى الفيلم نابعا من قصص إنسانية ومتنوعة في ذات الوقت حيث تم اختيار القصص الأربع في الفيلم فيها تنوع وفيها كثير من العنت والظن ضد الانسان الذي قتل ثم ضد أهله بحرمانهم من استلام جثمانه ليكون في مقابر الاهل بدلا من احتجازه لسنوات في ثلاجات الموتى او يتم دفنه في مقابر ليكون مجرد رقم.
كما تناول منتج الفيلم امكانية ترجمة الفيلم إلى لغات اخرى وخاصة الانجليزية ليكون مرآة عالمية على جرائم الاحتلال.
يجدر بالذكر أنه سيتاح للجمهور الاطلاع على الفيلم في عرض أول على شاشة التلفزيون العربي، ثم على بقية المنصات الرقمية التابعة له.