«العرب» ترصد: إقبال كبير وأجواء حماسية بـ «المراكز الصيفية»

alarab
محليات 21 يوليو 2025 , 01:23ص
علي العفيفي

علي راشد نفوة: 165 طالباً يشاركون بالمركز ونغرس القيم الاجتماعية لديهم

د. هدى حمدان:  دور استثنائي للهلال الأحمر بالإشراف على الأنشطة

 

تواصلت أجواء الحماس والنشاط داخل المراكز الصيفية، وفي مقدمتها مركز مدرسة الوكرة الثانوية للبنين للأسبوع الثاني ضمن فعاليات مراكز الأنشطة الطلابية لصيف 2025، التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في 13 يوليو الجاري، وتستمر حتى 7 أغسطس المقبل، حيث شهد المركز إقبالاً كبيراً من الطلاب من كافة الفئات العمرية. 

وأجرت «العرب» جولة داخل المركز الصيفي بمدرسة الوكرة الثانوية الذي يحتضن أنشطة وورشاً متنوعة في مجالات الرياضة والابتكار والتكنولوجيا وغيرها، حيث تنطلق الأنشطة من الساعة التاسعة صباحا وحتى الواحدة ظهرا في بيئة تعليمية وحيوية آمنة ومشجعة تسعى لترسيخ قيم المواطنة وتعزيز مهارات الحياة والصحة النفسية والجسدية لدى الطلبة.


وأكد الأستاذ علي راشد صالح نفوة مدير المركز الصيفي في مدرسة الوكرة الثانوية للبنين، وجود إقبال كبير وتفاعل واسع من الطلاب مع جميع الأنشطة والورش التي تنظم داخل المركز خلال الأسبوع الأول منذ انطلاق المراكز الصيفية، موضحا أن عدد المسجلين في مركز الوكرة الصيفي بلغ 165 طالبا من جميع المراحل الدراسية، وما زال التسجيل متواصل يوما بعد يوم. 
وقال الأستاذ علي لـ»العرب»: إن أولياء الأمور حريصون على تواجد أبنائهم باستمرار خاصة قبل السفر في الإجازة من أجل استغلال أوقاتهم بشكل إيجابي، مضيفا أن الأنشطة داخل المركز متنوعة في عدة مجالات رياضية وثقافية وعلمية وتوعوية واجتماعية، وذلك بالشراكة مع الهلال الأحمر القطري.
وأشار إلى أن الطلاب خلال الأسبوع الماضي حصلوا على ورش في الأمن السيبراني وإدارة الأعمال ومكافحة المخدرات، كما خاض الطلاب تجربة جديدة بزيارة متحف الفن العربي الحديث في المدينة التعليمية خلال زيارته يوم الخميس الماضي من أجل التعرف على الأماكن السياحية والثقافية.
وذكر مدير المركز الصيفي أنه سوف يتم تنظيم بطولة داخلية بالمركز في كرة القدم بين فئات البراعم واليافعين، كما توقع تنظيم بطولة مماثلة في كرة السلة لخلق نوع من التنافس الشريف في الرياضة. 
واعتبر أن المراكز الصيفية ضرورية في توظيف إجازة الطلاب الصيفية في أنشطة وفعاليات مفيدة لهم على المستوى الفكري والعلمي والرياضي والاجتماعي، موضحا أن إشراك الطلاب في المراكز الصيفية يبعدهم بشكل كبير عن الألعاب الإلكترونية والمسلسلات وغيرها من الأمور غير المفيدة بل إنها تساعد في غرس القيم الدينية والعادات والتقاليد والولاء والانتماء للوطن، بالإضافة إلى اكتساب مهارات جديدة في الإسعافات الأولية أو الذكاء الاصطناعي وبناء علاقات وصداقات جديدة.

شراكة مع الهلال
بدورها، قالت الدكتورة هدى حمدان، رئيس قسم التنمية المجتمعية بالوكالة في الهلال الأحمر القطري الذي يشرف على المركز الصيفي في مدرسة الوكرة الثانوية للبنين: إن الهلال الأحمر سعيد بالشراكة القائمة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والتي تزيد على عشر سنوات، موضحة أن الهلال الأحمر يدرب سنويا أكثر من عشرة آلاف طالب في برامج متعددة من خلال ورش نظرية وعملية يقدمها مدربون ومسعفون وأطباء معتمدون من وزارة الصحة في المدارس.
وأوضحت الدكتورة هدى لـ»العرب» أنه من بين الورش التي يقدمها الهلال الأحمر للطلاب الإسعافات الأولية والتثقيف الصحي، لافتة إلى أن الهلال الأحمر له دور استثنائي هذا العام بإدارة المركز الصيفي وتقديم ورش تعليمية وتثقيفية وصحية واقتصادية، بالإضافة إلى غرس القيم الاجتماعية في نفوس الطلاب مثل محاربة التنمر، وتعزيز السلوكيات والمهارات الشخصية، وإكساب مهارات في إدارة الأزمات والمخاطر مثل التعامل مع الزلازل. وأضافت: إن الورش والأنشطة المقدمة تتنوع أيضا بين مهارات رياضية وحركية تقدم بصورة مستمرة ويومية للطالب تقريبا داخل المركز.

مشاركون: «الأنشطة» فرصة لتعلم مهارات نوعية جديدة

أبدى عدد من طلاب المدارس، في تصريحات لـ»العرب» سعادتهم بالمشاركة في الأنشطة الصيفية التي تنظمها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي التي تعتبر فرصة لتعلم مهارات جديدة تعليمية وثقافية وعلمية، مؤكدين أن البرامج المقدمة في الأسبوع الأول أتاحت لهم فرصة استثمار وقت الإجازة في تعلم مهارات نوعية مثل الإسعافات الأولية والذكاء الاصطناعي، إلى جانب المشاركة في زيارات ميدانية ثقافية أبرزها زيارة متحف الفن العربي الحديث، ما ساهم في توسيع مداركهم وفتح آفاق جديدة أمامهم.
وقال الطالب ملحم شريف ميا من مدرسة علي أبي طالب الإعدادية للبنين إن الأنشطة الصيفية هذا العام مختلفة ومليئة بالمفاجآت، مشيراً إلى أنه شارك في دورة متخصصة في الذكاء الاصطناعي ساعدته في فهم مبادئ البرمجة وتعلم كيفية تصميم روبوتات مبسطة. 
وأضاف:»ما كنت أتخيل أن أتعلم أموراً تقنية بهذا المستوى في وقت قصير. شعرت بالفخر وأنا أشرح لزملائي ما تعلمته. كما أن زيارة متحف الفن العربي الحديث كانت تجربة ثقافية رائعة، حيث شاهدنا قطعاً فنية من العصور الإسلامية، وشرح لنا المرشدون كيف تمزج بين الماضي والحاضر في قالب فني مميز».

حضور مثمر 
فيما عبر الطالب محمد حامد النصف من مدرسة جابر بن حيان الابتدائية للبنين سعادته بالمشاركة في برامج الوزارة الصيفية، مؤكداً أن هذه الأنشطة جعلت من الإجازة وقتاً مثمراً بعيداً عن الروتين. وقال: «تعلمت أساسيات الإسعافات الأولية، وهذا الشيء علّمني كيف أكون مستعدًا لمساعدة الآخرين.
وأيضا قال الطالب حمد خالد العلوي من مدرسة عبدالرحمن بن جاسم الإعدادية للبنين إن البرامج الصيفية منحت المشاركين فرصة لتطوير الذات، مشيداً بجودة التنظيم وتنوع الأنشطة المقدمة. وأضاف: «شاركت في ورشة تعليم الذكاء الاصطناعي وكانت مفيدة جداً، خصوصاً في هذا العصر الرقمي الذي نعيش فيه. تعرفنا أيضاً على مفاهيم التفكير الخوارزمي وأساسيات التعلم الآلي. 
من جانبه، أوضح الطالب عمر صبري شعبان من مدرسة عبدالرحمن بن جاسم الإعدادية للبنين، أن مشاركته في البرنامج الصيفي كانت خطوة إيجابية ساعدته على تطوير مهاراته الشخصية، وخاصة في ورشة الإسعافات الأولية. وقال: «تعلمت أشياء مهمة مثل الإنعاش القلبي والتنفس الاصطناعي، وأدركت أهمية التصرف السريع في الحالات الطارئة. كذلك كانت زيارة المتحف تجربة فريدة، شعرت من خلالها بالفخر بحضارتنا الإسلامية وتنوعها الثقافي».

طرق مختلفة 
وقال الطالب محمد رضا عبدالحكيم من مدرسة عبدالرحمن بن جاسم الإعدادية للبنين، إن مشاركته في البرنامج الصيفي جعلته يستفيد من وقته بطريقة جديدة ومختلفة. وأضاف: «كنت أبحث عن شيء أفعله خلال الإجازة، والحمد لله وجدت في الأنشطة الصيفية فرصة للتعلم والمرح. استفدت من ورشة الذكاء الاصطناعي، وتعلمت كيف يمكن للآلة أن تحاكي طريقة تفكير الإنسان. أما متحف الفن الإسلامي، فكان مكاناً ملهماً مليئاً بالجمال والتاريخ، واستمتعت بمشاهدة الأعمال الفنية عن قرب».
بدوره أكد الطالب سعيد أحمد من مدرسة سعيد بن زيد الإعدادية للبنين، أن الإجازة الصيفية تحولت إلى محطة مفيدة للتعلم والتطوير، بعد مشاركته في الفعاليات الصيفية التي نظمتها الوزارة. وقال: «البرنامج متنوع ويشمل جوانب تعليمية وثقافية، وأنا حضرت دورة في الإسعافات الأولية، تعلمت فيها كيف أتعامل مع المواقف الخطيرة.