مدير مركز «يونس إمرة» الثقافي بالدوحة لـ «العرب»: الحضارة المشتركة تعزز التقارب الشعبي القطري التركي

alarab
المزيد 21 يوليو 2024 , 01:07ص
محمد عابد

احتضان قطر لمختلف الجنسيات جعلها نموذجاً رائداً في التنوع الثقافي
 مركز يونس إمرة يعمل على بناء جسور التعاون الثقافي بين البلدين
إقامة فعاليات فنية وأدبية وتاريخية مختلفة تناسب كافة فئات المجتمع

 

أكد الدكتور أحمد أويصال مدير مركز «يونس إمرة» الثقافي التركي بالدوحة، أن انتماء الجمهورية التركية ودولة قطر إلى الحضارة الإسلامية يسهل التواصل بين الشعبين، موضحاً أن وجود كثير من الأمور المشتركة بين الثقافتين يعزز التقارب بينهما.
وقال في حوار خاص لـ «العرب»: «إن دولة قطر تحافظ على تراثها وثقافتها العريقة التي تفتخر بها ويمكن رؤيتها في كل مكان من الأماكن السياحية المختلفة بما يسمح لكل من يعيش فيها بالتعرف على ثقافتها الأصيلة، كما أن قطر تحتضن ثقافات العالم مما يسهل على الشعوب المختلفة الانسجام والتواصل بطريقة سهلة». وتابع: «إن التنوع الثقافي في قطر يعد نموذجا رائعا في التواصل الحضاري، فهي خصبة بالثقافات المتنوعة التي تعكس حرصها على تنوع الثقافات والاندماج فيما بينها، مما يرسم معنى الأخوة الإنسانية بين المجتمعات الحضارية ذات الطابع المدني».

◆ كلمنا عن مركز يونس إمرة الثقافي ودوره في تعزيز العلاقات الثقافية بين قطر وتركيا؟
¶ افتتح المركز بالدوحة عام 2015 بمناسبة العام الثقافي بين البلدين، وذلك بأمر من فخامة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، وبناء على ذلك افتتح المركز وزير الثقافة التركي السيد ماهر أونال.
هدف المركز إلى بناء جسور التعاون الثقافي بين البلدين، وحمل على عاتقه تدريس اللغة التركية والتعريف بثقافتها عن طريق عدة فعاليات ساهمت في إثراء الساحة الثقافية القطرية التي تعتبر بيئة خصبة بالثقافات المتنوعة التي تعكس حرص دولة قطر على تنوع الثقافات والاندماج فيما بينها، لترسم معنى الأخوة الإنسانية بين المجتمعات الحضارية ذات الطابع المدني.

◆ ما هي أبرز البرامج والأنشطة التي ينظمها المركز؟.. وكيف تساهم في تبادل الخبرات والتجارب بين البلدين؟
¶ يعمل المركز على تنظيم دورات تعليم اللغة التركية لغير الناطقين بها لكافة الأعمار ولجميع المستويات، كما ينظم دورات مختلفة يستفيد منها كل من يرغب في تطوير لغته التركية مثل دورة المحادثة والقراءة، وغيرها من الدورات. أما الجانب الثاني من الفعاليات فهو الفعاليات الثقافية، منها إقامة معارض فنية وحفلات موسيقية من خلال استضافة فنانين أتراك. وتتم دعوة مفكرين وأكاديميين لحضور ندوات ومحاضرات بهدف مناقشة مواضيع تاريخية، وثقافية وأدبية، ويقدم المركز أيضا دورات حرف يدوية وموسيقى للتعريف بالفنون التركية المختلفة ودورات لتعليم الرماية التقليدية التركية.
 
◆ كيف يساهم المركز في نشر وتعزيز الثقافة والتراث التركي؟ وإلى أي مدى يوجد إقبال على أنشطة المركز؟
¶ يحرص المركز على التعريف باللغة والثقافة التركية بطريقة سهلة وممتعة وشيقة تجذب الجمهور القطري والمقيمين. مما يسهل التواصل بين الشعبين وجعل السياحة التركية وجهة مفضلة عند ساكني دولة قطر الشقيقة، وجعل قطر كذلك قبلة سياحية عند الأتراك. وعلى ذلك الأساس يوجد إقبال كبير على دورات تعليم اللغة التركية خاصة من قبل الأشخاص الذين يفضلون قضاء إجازاتهم في تركيا وأيضا من الطلاب الذين يخططون للعمل أو القيام بتعاملات في مجال التجارة في تركيا.
 
◆ هل هناك خطط مستقبلية لتوسيع نطاق ونشاطات المركز الثقافي التركي في قطر؟ وما هي أبرز تلك الخطط؟
¶ بعدما انتقلنا إلى مبنى أوسع نهدف إلى توسيع النشاطات والفعاليات وتوقيع اتفاقيات مع المؤسسات المحلية للقيام بأنشطة مختلفة تجذب جميع من يعيش في دولة قطر.
 
◆ ماذا عن التعاون بين المركز والمؤسسات الثقافية، مثل متاحف قطر ومكتبة قطر الوطنية أو كتارا وغيرها؟
¶ منذ افتتاح المركز في عام 2015 والمركز لا يكل ولا يمل في خدمة الثقافة التركية وتقريبها من الثقافة القطرية، وقد عزز ذلك بالتعاون مع مؤسسة الحي الثقافي كتارا ومتاحف قطر بعد توقيع اتفاقيات تعاون وأسهم هذا في تنظيم عدة فعاليات مشتركة بين الدولتين الشقيقتين مثل إقامة معارض فنية، حفلات موسيقية تبرز الموسيقى التركية والقطرية كان آخر هذه الفعاليات ورشة طبخ وندوة عن المطبخ التركي التي أقيمت ضمن أسبوع المطبخ التركي حيث استضفنا الشيف التركي سرحات دوغرامجي والشيف القطري حمد الهاجري.
وشارك المركز مع جامعة قطر في العديد من الفعاليات التي عكس فيها تنوع الثقافة التركية وأبرزها للأخوة القطريين والمقيمين على حد سواء. وشارك كذلك بالتعاون مع مسرح قطر الوطني في فعاليات ذات طابع متنوع يخدم الثقافتين. كما شارك في عدة فعاليات نظمت في مكتبة قطر الوطنية مثل دورات لغة تركية وورشات فنية للتعريف بأبرز الفنون التركية وتعاون كذلك أيضا مع متحف الفن الإسلامي والمتحف الوطني في ذات الإطار.
كما قام المركز بتقديم دورات وفعاليات ثقافية لعدة مؤسسات مجتمعية أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر معهد الجزيرة للإعلام ومركز أدب الطفل ومركز فتيات الدوحة والمركز الثقافي الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة. ومازال في أوج نهمه في خدمة الثقافتين الشقيقتين القطرية والتركية بالتعاون مع المؤسسات المجتمعية القطرية وإرشادات أصحاب القرار فيها.

التنوع الثقافي
◆ ما هي رؤيتك الخاصة بواقع الثقافة في قطر على مستوى البنية التحتية أو الفعاليات والأنشطة؟
¶ تحافظ قطر على تراثها وثقافتها العريقة التي تفتخر بها ويمكن رؤيتها في كل مكان من الأماكن السياحية المختلفة ومن خلال الفعاليات التي تقيمها مؤسسة الحي الثقافي كتارا ومتاحف قطر والمؤسسات المحلية. إن وجود مثل هذه المؤسسات يسمح لكل من يعيش في قطر بالتعرف على الثقافة القطرية الأصيلة ويسمح لهم أيضا بالتعريف بثقافتهم مما يسهل على الشعوب المختلفة الانسجام والتواصل بطريقة سهلة.
 
◆ كيف ترى التنوع الثقافي في قطر؟.. ومن وجهة نظرك هل هذا التنوع يؤثر سلبا أم إيجابا على الثقافة المحلية؟
¶ محافظة قطر على تراثها وإبرازها لتاريخها يجعل من التنوع الثقافي فيها أمرا إيجابيا فكل من يزور قطر أو يأتي إليها بهدف العمل أو الدراسة يتعرف على ثقافة وتاريخ البلد من خلال الفعاليات والأنشطة الغزيرة التي تقيمها الدولة في عدة أماكن. كما تحتضن قطر العديد من الجنسيات والثقافات ما يجعلها نموذجا رائدا في التنوع الثقافي.
 
◆ كيف تنظر إلى مستقبل التعاون الثقافي بين البلدين في ظل انتماء الثقافتين إلى حضارة واحدة وهي الحضارة الإسلامية؟
¶ انتماء تركيا وقطر إلى الحضارة الإسلامية يسهل التواصل بين الشعبين، فوجود الكثير من الأمور المشتركة بين الثقافتين يعزز التقارب ويجعل التعاون بينهما أسهل.

◆ ما هو دور المركز في دعم وتشجيع المبادرات والمشاريع المشتركة بين الفنانين والمثقفين في البلدين بعيدا عن الطابع الرسمي؟
¶ يعزز المركز التعاون ما بين الشعب التركي والقطري من خلال إقامة فعاليات فنية، وأدبية وتاريخية مختلفة تناسب كافة فئات المجتمع. ومن خلال هذه الفعاليات يقوم المركز بالتعريف بأبرز الشخصيات المهمة في تركيا من خلال دعوتهم إلى قطر وتتم دعوة المفكرين والكتاب والأكاديميين والعديد من الشخصيات المهمة في قطر مما يجعل من المركز نقطة وصل بين الشعبين الشقيقين لتتم مشاركة الخبرات والتجارب بينهم ليستفيدوا من بعضهم البعض ويطوروا سبل التعاون بين البلدين الشقيقين.