

كانت أياماً صعبة داخل غرف العمليات لإنقاذ أرواح الجرحى الذين كانوا يصلون للمستشفى في كل لحظة». هكذا وصف الدكتور رائد العريني، استشاري الهلال الأحمر القطري لجراحة الصدر بقطاع غزة، اللحظات الصعبة التي مرت بها الطواقم الطبية في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة أثناء إجراء عمليات جراحية مختلفة لجرحى العدوان الأخير على قطاع غزة والذي استمر لمدة 11 يوماً.
وعن طبيعة التدخلات الجراحية الطارئة التي تم إجراؤها للجرحى، قال د. العريني: «تم إجراء عمليات جراحية لحالات حرجة فقدت أجزاء من الجسم بسبب الإصابة بالشظايا الناتجة عن استهداف المناطق المأهولة بالمدنيين بالصواريخ والقذائف، بالإضافة إلى وصول أعداد كبيرة من الجرحى المصابين بنزيف حاد، مما زاد من الضغط على الطواقم الطبية، واضطرت إدارة المستشفى إلى تشغيل 6 غرف عمليات جراحية في مبنى الجراحات التخصصي بالمجمع». وأوضح أنه قام بإجراء حوالي 50 عملية جراحية منقذة للحياة أثناء العدوان.
وعن أكثر القصص الإنسانية المؤثرة خلاله عمله أثناء العدوان، استعرض د. العريني قصة أحد الجرحى 57 عاماً، والذي أصيب أثناء سيره بجوار بناية سكنية تعرضت لاستهداف من طائرات الاحتلال، مما أدى على إصابة مباشرة في الرئة اليمنى وتهتك في الضلوع وقطع في الحجاب الحاجز مع نزيف حاد، ووصل المصاب إلى المستشفى في وضع حرج. وأضاف: «أجريت له عملية جراحية صعبة تكللت بالنجاح، واستغرقت حوالي ساعتين ونصف. وخلال العملية لاحظت وجود ورم في الغدة الكظرية اليمنى، والذي تبين لاحقاً عدم معرفة المريض بوجوده، فتم إبلاغ عائلته كي تقوم بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة بهذا الخصوص وفق البروتوكول الصحي».