العقوبات الأميركية وعناد الأسد سيؤديان إلى مجاعة سورية
موضوعات العدد الورقي
21 يونيو 2020 , 01:31ص
ترجمة - العرب
قال ديفيد جاردنر، محرر الشؤون الدولية في صحيفة «فايننشيال تايمز»، إن سوريا أصبحت مثل الصومال أو أفغانستان، وإن الجولة الجديدة من العقوبات الأميركية ضد نظام بشار الأسد التي ستدخل حيّز التنفيذ هذا الأسبوع، يبدو من غير المرجّح أن تحمي المدنيين السوريين الذي يقتربون من المجاعة.
وأضاف الكاتب في مقال نشرته الصحيفة، أن موسكو زعمت أنها يمكن أن تسهّل عودة أكثر من 6 ملايين لاجئ، يمثلون كابوساً يطارد أوروبا، إذا ساعد الاتحاد الأوروبي في تمويل إعادة إعمار سوريا، لكن هذا أمر مستبعد للغاية، إذ إن ديكتاتورية سوريا التي ترتكز على الأقلية العلوية، لن تسمح بعودة جماعية للاجئين تخلق أغلبية سُنّية تهدّد وجودها.
نقل الكاتب عن دبلوماسي بارز توسط في سوريا قوله، إن الأسد أصبح عنيداً، فبعد أن أنقذت روسيا حكمه ومكّنته من الفوز على جبهة المعركة، لن يسمح لخصومه بالنصر على الجبهة السياسية والاقتصادية.
وقال الكاتب، إن التكهّنات المتكرّرة بأن موسكو ستهندس انقلاباً في دمشق لاستبدال الأسد بعميل أكثر مرونة، تبيّن أنها من نسج الخيال، ومع ذلك فإن تذمّر روسيا من الأسد يزداد.
وأوضح أن المشكلة الأكثر حدة التي تواجه سوريا وروسيا، هي أن الاقتصاد السوري ينهار، فقد انخفض إنتاج الدولة الاقتصادي بما لا يقلّ عن الثلثين منذ بدء الحرب، وفقدت عملتها ثلثي قيمتها فقط في الأسابيع الأخيرة، بسبب «قانون قيصر»، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تعتقد أن أكثر من 80% من السكان قد سقطوا تحت خط الفقر، وأن 9.3 مليون سوري «يعانون من انعدام الأمن الغذائي».
وتابع الكاتب القول، إن الوضع رهيب للغاية، وردّ الأسد بإقالة رئيس وزرائه والضغط على الرأسماليين ورجال الأعمال بما في ذلك ابن خاله الملياردير رامي مخلوف، لم يفعل شيئاً لإنقاذ البلاد.
ونقل الكاتب عن تشارلز ليستر، الخبير في الشأن السوري في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، قوله: إن «الطريق الوحيد لسوريا للخروج من هذه الأزمة قد يتمّ الكشف عنه عندما يتم فتح أبواب الدبلوماسية الدولية وإعادة الارتباط الاقتصادي».
وختم الكاتب مقاله بالقول، إن المشكلة تكمن في أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يفضّل التقاط الصور التذكارية أو الصفقات على الدبلوماسية الحقيقية، والأسد ليس لديه ما يقدّمه له، ولكن ربما لدى روسيا.