السفير منير غنام ود. فايد حماد عاشور يتلمسان الطريق إلى فلسطين

alarab
ثقافة وفنون 21 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - عبدالغني بوضرة
نظم نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي مساء أمس الأول، ندوة في موضوع: «إلى أين الطريق بعد 44 عاما من النكبة؟» إحياء للذكرى الـ44 للاحتلال الصهيوني للأراضي العربية المحتلة، شارك فيها السيد منير غنام، سفير دولة فلسطين، ود.فايد حماد عاشور. وتأتي إقامة هذه الندوة التي أدارها الدكتور حسن رشيد، تجاوباً مع توجيهات إدارة الأنشطة والفعاليات الشبابية وإدارة المراكز الشبابية بوزارة الثقافة والفنون والتراث التي دعت إلى إقامة فعاليات مناسبة لإحياء الذكرى الـ44 للاحتلال الصهيوني للأراضي العربية المحتلة. وفي كلمته، أثنى السفير الفلسطيني المعتمد بدولة قطر، منير عبدالله غنام على نادي الجسرة، متأسفا على قلة ارتياد النوادي الثقافية كما كان عليه الأمر في السابق في الوطن العربي. وقال السفير الذي يعد من مواليد نابلس والتحق بحركة التحرير الفلسطيني فتح عام 1967 وتعرض للأسر والسجن والإبعاد: إن حديثي سيكون على الذكريات المؤلمة التي ينبثق منها الأمل مستشهدا بقول الشاعر: «ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل». وعبر المتحدث عن ثقته بالطريق إلى فلسطين، مشددا على ثقته بالنصر الذي وعدنا إياه الله عز وجل. وذكر منير غنام بأيام النكبة التي جاءت بعد انتصار جيش العدو سنة 1967، والتي لم تكن دفاعا عن النفس، بل إنهم كانوا يعدون لها حسب تصريحات العدو أكثر من 15 سنة، مشيراً إلى أنه في تلك السنة أكمل العدو احتلاله لكامل فلسطين والجولان المحتل. مشيراً إلى أن تلك الحرب كان معدا لها مسبقا وأنها ضمن مخطط عبر مراحل، وأنها لم تكن مفاجئة. وقال إن قيام «إسرائيل» لم يكن عن طريق الاستعمار التقليدي المعروف، وإنه تم إيجادها إيجادا بمعاهدة دولية، ثم أعلن قيامها في فلسطين، وأنها أعطيت شهادة ميلاد دولية، موضحا أن المخطط الصهيوني تجلت إرهاصاته الأولى في مؤتمر بال عن طريق الصهيوني هرتزل، وإنه وضع خطة ومراحل لذلك. وأعطى السفير غنام لمحة عن الحركة الصهيونية وتواطؤ بريطانيا عن طريق وعد بلفور، مرورا بجميع المؤتمرات والاتفاقيات والقرارات الأممية المتعلقة بالقضية الفلسطينية. وشدد منير غنام على أن الحق الفلسطيني ثابت، وأن الفلسطينيين يعرفون أين الطريق وإلى أين يتجهون. أما «كيف ومتى والظروف، فهذه الأسئلة تفرضها معطيات كثيرة» على حد قوله، لكن «كل الذين يسعون قتالا وتفاوضا أو بالعملية السياسية أو بغيرها.. الكل يسير إلى هدف واحد والبوصلة واحدة معروفة وإن اختلفت الوسائل»، وأن اختلاف الوسائل حسب المتحدث قد يثري، رغم أنه في بعض الأحيان يؤدي إلى بعض الأحداث المؤلمة، ولكن هذا يثبت أن أمتنا حية وأن شعبنا حي لا يتنازل عن حقه، وسيصل إليه بإذن الله تعالى عندما يشاء الله، وبأيدي المخلصين من أبناء شعبنا وأمتنا». وأثنى عاشور من جهته على نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي واصفا إياه بالنادي الوطني العريق في منطقة الخليج، معتبرا نفسه من النادي وإليه. وأعطى د.فايد حماد عاشور، المتخصص في العلاقات السياسية بين الشرق، شهادة عن الحقبة التي مرت منها القضية الفلسطينية منذ سنة 1967 وإلى الآن بحكم معايشته لها. ووقف د.فايد على ما اعتبره مطبات في القضية الفلسطينية، واصفا حرب 1967 بالكارثة، وليس بالنكسة فحسب. وأوضح المحاضر أن القضية الفلسطينية هي قضية أمة، وليس بمقدور الشعب الفلسطيني أن يقاوم هذا البلد الإسرائيلي النووي، داعيا في هذا السياق إلى ضرورة التفكير السليم. وقال د.فايد حماد عاشور: إن الطريق إلى فلسطين معروف، وإنها ستعود رغم أنف الكل، متفقا مع السفير منير غنام فيما ذهب إليه في الإجابة عن أسئلة «متى و «كيف»، وهو «ما ننتظر الإجابة عليه». وفي الأخير، دعا عاشور إلى المصالحة مع الله عز وجل، وإلى التلاحم والوحدة مستشهدا بقوله سبحانه وتعالى: «وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون»، وقال إن الحياة والنصر لا يتأتى بالكلام وبالخطب، وأن على الأمة أن تحقق اكتفاءها الذاتي في جميع المجالات، وأن عليها أن تصنع سلاحها، وأن تحقق شروط النهضة العلمية والحضارية لتصبح في مصاف الدول الكبرى التي حققت ذلك باعتمادها على نفسها، وأنه لا يمكن بالتمني أخذ زمام الأمور، وتابع: وبعد هذه «الموالاة» تاليا قوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم»، مسجلا أن الأمل يبقى معقودا، وأن هذا الأمل من علامات الإيمان.