سوريا: مدينة تدمر الأثرية تحت السيطرة الكاملة لـ"الدولة الإسلامية"
حول العالم
21 مايو 2015 , 07:09م
أ.ف.ب
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية بشكل كامل على مدينة تدمر الأثرية، في الصحراء السورية، بعد منتصف ليل الأربعاء، مما يثير مخاوف جدية تجاه الآثار القيمة الموجودة في المدينة، المدرجة على لائحة التراث العالمي.
وتفتح هذه السيطرة الطريق أمام التنظيم الجهادي نحو البادية السورية، الممتدة من محافظة حمص (وسط) حيث تدمر حتى الحدود العراقية شرقا، بالتالي بات التنظيم يسيطر على نصف مساحة سوريا الجغرافية تقريبا.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، اليوم الخميس: "انتشرت عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في كل أنحاء المدينة، بما فيها المنطقة الأثرية في جنوب غربها والقلعة".
وتحدث الناشط محمد حسن الحمصي، المنحدر من تدمر، لوكالة فرانس برس، عن "انهيار قوات النظام التي انسحبت من معظم المواقع، دون مقاومة تذكر".
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن "قوات الدفاع الشعبي انسحبت من أحياء تدمر، بعد تأمين خروج معظم الأهالي، واستقدام تنظيم الدولة الإسلامية أعدادا كبيرة من عناصره".
وانسحبت معظم قوات النظام في اتجاه مدينة حمص، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن "قسما من السكان نزح إلى حمص، بينما لازم آخرون منازلهم".
وبدأ التنظيم هجومه في اتجاه مدينة تدمر في 13 من مايو الجاري، وسيطر على مناطق محيطة بها خلال الأيام الماضية، قبل أن يتمكن من دخول المدينة بعد ظهر أمس ويتقدم فيها سريعا.
ولم يعرف بالتحديد مصير نزلاء سجن تدمر الواقع شرق المدينة، الذي وصفه الناشط محمد الحمصي على حسابه على موقع "فيسبوك" بـ"القبر الكبير"، وهو سجن ذاع صيته في الثمانينيات بسبب ممارسات القمع التي حصلت فيه، على يد نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد.
وقال المرصد إن قوات النظام قامت - خلال الأيام الماضية - بنقل السجناء إلى مكان آخر لم يحدَّد.
وبحسب المرصد، أسفرت معركة تدمر - التي استمرت ثمانية أيام - عن مقتل 462 شخصا على الأقل، هم 71 مدنيا و241 من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها، و150 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية.
وشكلت تدمر قبل اندلاع الأزمة السورية وجهة أساسية للسياح في سوريا، وكان يزورها سنويا أكثر من 150 ألف سائح.