موفدون دوليون يتوجهون إلى بورما لبحث مسألة المهاجرين

alarab
حول العالم 21 مايو 2015 , 02:13م
أ ف ب
تستعد بورما اليوم الخميس لإجراء أول محادثات مع موفدين من الولايات المتحدة ودول جنوب شرق آسيا حول مسألة آلاف المهاجرين الذين يغادرون أراضيها، في حين أعلنت ماليزيا إطلاق عمليات لإغاثة المهاجرين في البحر.

ويتوجه وزير خارجية ماليزيا أنيفة أمان ووزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مرسودي إلى العاصمة الإدارية نايبيداو غداة إعلان حكومتيهما العدول عن سياسة إبعاد القوارب المحملة باللاجئين عن مياههما الإقليمية.

ورحبت الولايات المتحدة بهذا التغيير في السياسة ومن المقرر أن يلتقي نائب وزير خارجيتها أنتوني بلينكن مع مسؤولين بورميين خصوصا أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها لاستقبال قسم من المهاجرين.

وقال بلينكن إنه سيثير مسألة معاملة أقلية الروهينجا في ولاية راخين بغرب بورما والتي تعتبر السبب الأساسي وراء أزمة المهاجرين.
وصرح بلينكن خلال توقف قصير في جاكرتا أمس الأربعاء "سنتحدث مباشرة إلى حكومة بورما حول مسؤوليتها من أجل تحسين الظروف في ولاية راخين حتى لا يشعر السكان هناك أن الخيار الوحيد أمامهم هو الرحيل في البحر".

غير أن التوتر كان لا يزال قائما الأربعاء إذ أصرت الحكومة البورمية على رفضها الاعتراف بالروهينجا على أنهم أقلية أتنية، مؤكدة أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنجلادش المجاورة.

والروهينجا محرومون من الأوراق الرسمية ومن التعليم والخدمات الصحية والعمل مع أن قسما منهم مقيم في البلاد منذ أجيال.

وقال زاو هتاي مدير المكتب الرئاسي في بورما "إذا كانوا يريدون التباحث حول الروهينجا، فنحن نرفض هذا التعبير كما قلنا في السابق".
غير أنه أكد مشاركة بورما في قمة إقليمية مقررة في بانكوك في 29 مايو حول أزمة المهاجرين.

تأتي المحادثات في بورما غداة إعلان ماليزيا تعبئة قوات البحرية وخفر السواحل لرصد مواقع المهاجرين العالقين في مراكب تائهة في بحر أندامان وإغاثتهم.

وقال رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق في صفحته على موقع فيس بوك "علينا إنقاذ أرواح".

ويرحل آلاف من الروهينجا سنويا غير أن أعدادهم ازدادت في السنوات الأخيرة مع تصعيد العنف الطائفي ضدهم من قبل الغالبية البوذية في بورما.

وأدى رفض ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند استقبال قوارب مليئة بالمهاجرين المرهقين من الروهينجا وآخرين هاربين من الظروف الاقتصادية في بنجلادش إلى أزمة إنسانية كبيرة.
غير أن ماليزيا وإندونيسيا تراجعتا وأعلنتا إثر محادثات في كوالالمبور الأربعاء أنهما ستستقبلان المهاجرين لمدة عام أو لحين إعادة نقلهم أو إعادتهم إلى دولهم بمساعدة من الوكالات الدولية.

وشارك وزير الخارجية التايلاندي تاناساك باتيمابراغورن في المحادثات غير أن بلاده لم تنضم إلى الاقتراح السابق إذ أوضح وزير الخارجية أن عليه العودة إلى حكومته.
غير أن باتيمابراغورن أشار في وقت لاحق إلى أن بلاده "لن تبعد المهاجرين العالقين في مياهها الإقليمية".

وبعد إغلاق طرق الهجرة إلى تايلاند، بات بعض من الروهينجا يسعون لاستعادة أقاربهم العالقين في مراكب تائهة من خلال دفع أموال للمهربين.

وقال رجل من الروهينجا في مخيم أنوك سان بيا لوكالة فرانس برس "لا أريد الرحيل. رأيت ما حصل للناس في البحر وهو أمر مخيف".

وأنقذ ثلاثة آلاف مهاجر أو وصلوا سباحة إلى سواحل هذه الدول الثلاث في حين لا يزال الآلاف تائهين حاليا في عرض البحار على مراكب مكتظة دون مياه شرب وأغذية.

وباتت الزوارق المحملة بالمهاجرين تصل قبالة سواحل ماليزيا وإندونيسيا بعد الإبحار لأسابيع في ظروف مروعة وغالبا ما يتخلى المهربون عن المهاجرين ويتركونهم في عرض البحر بدون ماء فلا يكون لديهم من خيار سوى انتظار إغاثة لا تأتي في معظم الأحيان أو إلقاء أنفسهم في البحر لمحاولة الوصول إلى السواحل سباحة.

وأشار أنيفة إلى أن الاستخبارات الماليزية تقدر أن 7 آلاف شخص لا يزالون عالقين في خليج البنجال وبحر أندامان.

وعرضت الولايات المتحدة والفلبين وحتى جامبيا في شرق إفريقيا تقديم مساعدات وحتى السكن للروهينجا مذكرة بالرد الدولي المنسق على هجرة آلاف الأشخاص خلال الحرب الفيتنامية في سبعينيات القرن الماضي.

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف أمام صحافيين في واشنطن أن "الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة دول المنطقة على تحمل العبء وإنقاذ أرواح اليوم".
وأضافت أن واشنطن مستعدة لمساعدة الأمم المتحدة في إقامة مراكز استقبال ويمكن أن تنظر في طلبات لاستقبال بعض اللاجئين.