نقاشات حول سُبل الارتقاء بـ «العربية» في المشهد الرقمي

alarab
محليات 21 أبريل 2025 , 01:25ص
الدوحة - العرب

شهد اليوم الثاني والأخير من قمة «بالعربي»، التابعة لمؤسسة قطر، عددًا من الجلسات الاستكشافية التي ناقشت مستوى حضور اللغة العربية في الفضاءات الرقمية، وظهور أساليب جديدة لاستخدام اللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي.
انطلقت أولى الجلسات الاستكشافية في اليوم الثاني من خلال مركز مناظرات قطر والذي أشعل الحوار بطرحه السؤال المُلِح: «هل أثّرت مواقع التواصل الاجتماعي سلبًا على استخدام اللغة العربية في التخاطب والمراسلات؟ أم أنها كانت مجرد عامل مؤثر كحال غيرها من العوامل؟ وعبّرت صفية الحمد، طالبة في جامعة قطر، عن قلقها من التأثير العميق لوسائل التواصل على اللغة العربية بصفتها انعاكسًا لهويتنا الثقافية، قائلةً: «صُمّمت وسائل التواصل بلغاتٍ أجنبية، ولم تخضع للترجمة منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا، الأمر الذي أجبرنا على تبني كلماتٍ لا مرادف لها بالعربية، وباتت وسيلتنا للتواصل حتى في حياتنا اليومية، وبدا من لا يتقن هذه اللغة وكأنه منعزل عن العالم». وقد أكدت زميلتها الطالبة سارة النعمة وجهة النظر ذاتها حين قالت: «حتى لو بدا أن الخيار بيدنا، فالبرمجة والتوجهات السائدة هي من تُوجه تفاعلنا منذ البداية». بينما رأت نورا الدوسري من فريق المعارضة أن المشكلة لا تكمن في المنصات بحد ذاتها، بل في طريقة استخدامنا لها، قائلةً: «تعرض المنصات محتوى رقمي بجميع اللغات، وتتقفى الخوارزميات اختيارات المستخدم، لذلك، إن التأثير الحقيقي يحدث من البيئة التي نعيش فيها، وليس من التطبيقات نفسها.»
واقترح الدكتور والمستشار أنور فتح الله إجابةً لهذا السؤال خلال جلسة استكشافية بعنوان: «ترجمة محتوى «بالعربي»: جسر للتواصل العالمي»، وأكد على أهمية «مشروع الترجمة المفتوح» الذي يرنو إلى ترجمة محتوى قمة «بالعربي» إلى لغاتٍ أخرى، قائلًا: «يهدف المشروع إلى جعل أحاديث «بالعربي» متاحة أمام جمهورٍ عالمي من خلال ترجمتها من العربية إلى لغاتٍ متعددة، ونشر المعرفة دون مقابل مادي، ودعم التوسع الرقمي للغة العربية».وأضاف: «كذلك يسعى المشروع إلى الاعتراف العالمي بالهوية العربية وإحداث التأثير المجتمعي، وذلك من خلال نقل الأفكار الملهمة إلى الناطقين باللغات الأخرى». ودعا الدكتور أنور خلال الجلسة الشباب العربي إلى التطوع بالمشروع والإسهام بنشر الأفكار العربية عالميًا، لِما له دور في إثراء المحتوى العربي، وتعزيز الحوار الثقافي بين الناطقين باللغة العربية وغير الناطقين بها، قائلًا: «في مارس عام 2025، بلغ عدد المساهمين في نشر اللغة العربية في العالم حوالي 2450 مترجم/‏ة، حيث قاموا بنشر ما يقرب 14509 من المحادثات العربية وجعلها اللغة الثالثة الأكثر ترجمة عالميًا». وقد عقدت مؤسسة قطر الدولية جلسة بعنوان «تعزيز الأمل ودفع التغيير» جرى خلالها تسليط الضوء على مبادرتها البحثية بعنوان «سلامة» التي تُركز على قوة الصورة في استقراء أفكار المراهقين.وأوضح علي محمد علي مستشار البحوث لدى مؤسسة قطر الدولية، أن هذه المبادرة تهدف بالأساس إلى استيعاب فهم المراهقين اللاجئين من منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، من خلال التركيز على الجوانب النفسية والاجتماعية لحياتهم في بيئاتهم الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية، وانعكاس التهجير وإعادة التوطين على صحتهم النفسية.