أشادوا بدورها في رفع الوعي العام.. خبراء لـ «العرب»: قمة «الكوتشنج».. شراكة تدعم رؤية قطر 2030

alarab
محليات 21 مارس 2021 , 12:30ص
يوسف بوزية

تتواصل فعاليات القمة العالمية لـ «الكوتشنج»، التي ينظمها مركز غاية للتدريب الإداري، تحت رعاية وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، خلال الفترة من 17 إلى 31 مارس الحالي، بمشاركة نخبة من الخبراء والمعلمين الموجهين والمختصين في «الكوتشنج» والتدريب والتوجيه الدولي، الذين استعرضوا خلال الجلسات الأولى من فعاليات القمة العالمية أهم الأساليب والأدوات الحديثة لإحداث التطوير على الصعيد الفردي والمؤسسي، منوهين بدور «الكوتشنج» في تغيير حياة الأفراد والتأثير عليهم بصورة إيجابية، من خلال التحفيز وتقديم الحلول المناسبة ليكونوا ناجحين متميزين في حياتهم الشخصية والمهنية.

جلسات افتراضية
وفي هذا الإطار، أوضحت الأستاذة فاطمة المهندي، مديرة مركز غاية للتدريب الإداري، أن فعاليات القمة العالمية لـ «الكوتشنج» تجمع متخصصين في «الكوتشنج» من 11 دولة حول العالم، يمثلون مدارس مختلفة لصقل كفاءات «الكوتشنج» لدى المشاركين من خلال تبادل الخبرات والأدوات الحديثة، وإضاءة جوانب جديدة في مجالات علم النفس، و»الكوتشنج» الجماعي، وأداء الفريق، والثقافة، وعائد الاستثمار، وغيرها من المواضيع المهمة في سلسلة من الجلسات الافتراضية على مدى 11 يوماً.
وأكدت المهندي أن جلسات القمة تخاطب المختصين في «الكوتشنج» والمديرين التنفيذيين والقادة الاستثنائيين، وأي شخص يبدي اهتمامه بـ «الكوتشنج» على المستوى الشخصي أو المؤسسي، حيث تسعى القمة إلى زيادة الوعي العام بـ «الكوتشنج» ومهاراته في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. 

رؤية قطر
وأشارت المهندي إلى الاهتمام المتزايد بالعنصر البشري في دولة قطر، من خلال رؤيتها الوطنية 2030، وركيزتها القائمة على الاستثمار في الإنسان، باعتباره أهم مورد نحو تقدم الأمم وتحقيق التنمية البشرية والوطنية الشاملة. 
وقالت: إن صناعة المستقبل الواعد تعتمد على العقول النيّرة التي تم الاستثمار فيها، وأكدت أن الاعتماد على الإبداع هو أكثر أهمية من الاعتماد على الموارد الطبيعية، لأنه استثمار طويل الأمد، وأشارت إلى أن التقدم العلمي يصنع النجاحات والإبداع، وتحدثت حول أهمية الاستثمار في الإنسان باعتبار العنصر البشري أداة التنمية الشاملة وغايتها في الوقت نفسه، وسيظل هو الدعامة الرئيسية في صناعة الحاضر المزدهر والمستقبل الواعد، وقاطرة التنمية المستدامة وركيزة أساسية في تحقيق الرؤية الوطنية 2030.
ونوّهت بدور «الكوتشنج» في تحقيق النجاحات والإبداع وتقدّم الأمم، ومن هنا انطلقت غاية للتدريب الإداري سنة 2015، حيث تم تدريب 300 شخص على مستويات مختلفة، والقيام بالكثير من الحملات للتعريف بهذا المفهوم وأهميته، وفي الختام شكرت داعم هذا اللقاء العالمي وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، والراعي الإعلامي مجموعة دار الشرق، وشريك الإعلام الرقمي ديتور وأعضاء فريق العمل.
وأعربت المهندي عن شكرها لوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، التي دعمت تنظيم هذا اللقاء العالمي، وعن شكرها وفخرها لكافة أعضاء فريق العمل، كل حسب موقعه، الذين ساهموا ويساهمون في إنجاح فعاليات القمة العالمية لـ «الكوتشنج»، بمن فيهم فريق الترجمة الفورية الذي عمل على نقل الخبرات والمعارف لكل المختصين بـ «الكوتشنج»، معبّرة عن فخرها بأن فريق الترجمة يتكون من بعض خريجات وطالبات جامعة قطر: شيخة المريخي وسارة الطاهري.

التنمية البشرية
من جانبها، أكدت السيدة أسماء الكواري، رئيس الاتحاد الدولي لـ «الكوتشنج» في قطر، على أهمية «الكوتشنج» في تطوير النفس وتحقيق النجاحات والأهداف الشخصية والنفسية، من خلال شحذ الفكر وتنمية عناصر الإبداع لدى الأفراد والمؤسسات. 
وأكدت الكواري لـ «العرب»، أن استخدام «الكوتشنج» كمنهج قيادي يعزز مفهوم الاهتمام بالأفراد، والعلاقات، والمستقبل، والتغيير والتطلعات المستقبلية للمؤسسة، مشيرة إلى أهمية هذه القمة في تبادل الأفكار حول «الكوتشنج»، وتوضيح المفاهيم الخاطئة عنه، وقدمت نبذة سريعة حول الاتحاد الدولي لـ «الكوتشنج»، وأكدت أنه مؤسسة غير ربحية تعمل وفقاً لمعايير عالية، هدفها تمكين العالم من خلال «الكوتشنج»، والمؤسسة تعمل منذ أكثر من 25 سنة، وتعتمد معايير عالية، ومتواجدة في 147 دولة حول العالم، وتم افتتاح فرع الدوحة في عام 2019 لنشر ثقافة «الكوتشنج» وتمكين دولة قطر وسكانها من خلال «الكوتشنج»، ويقوم الاتحاد الدولي فرع الدوحة بتأهيل 74 كوتش مؤهلاً للتدريب والتطوير في مختلف المجالات التدريبية وفقاً لنظام الاتحاد الدولي، وقالت: نعمل بمعايير أخلاقية عالية جداً، نساعد كل من يستعين بكوتش معتمد من قبل الاتحاد على إطلاق العنان لقدراتهم وتشجيعهم في تحقيق أهدافهم، وأكدت أنه قريباً سيتم إطلاق موقع إلكتروني مخصص لفرع الدوحة للاتحاد الدولي.

توضيح المفاهيم
من جانبه، قال محمد الحيدر، استشاري تمكين وكوتش قيادي محترف من المنظمة العالمية لـ «الكوتشنج» «ICF Certified»: إن القمة العالمية لـ «الكوتشنج» تستهدف زيادة الوعي العام تجاه «الكوتشنج»، مؤكداً في تصريحات لـ «العرب»، على حداثة هذا المفهوم نسبياً في العالم العربي؛ لهذا فنحن نحتاج مزيداً من المتخصصين في هذا العلم داخل دولة قطر، بما فيها المؤسسات التعليمية والهيئات الشبابية، وأوضح الحيدر أن محاور الندوة تنوعت ما بين التعريف بـ «الكوتشنج»، والفرق بين «الكوتشنج» والممارسات الأخرى، وأنواع «الكوتشنج» وتصنيفاته، وقياس أثر «الكوتشنج»، والتقييم الحيوي للفريق، و»كوتشنج» فرق العمل، ومهارات التواصل والإنصات، واستعراض التجارب المشتركة في مجال «الكوتشنج»، وتطبيقاته الحديثة في التربية وغيرها من المجالات.
وأكد الحيدر أن «الكوتشنج» أثبت فاعليته في تحسين مستوى أداء الأفراد والمؤسسات، من حيث التطور الشخصي وزيادة الإنتاجية وتحسين مستوى الأداء الوظيفي، وكيفية زيادة إيرادات الشركات وأرباحها من خلال «الكوتشنج»، بالإضافة إلى خلق جو إيجابي بين الموظفين في مكان العمل.
وقدّم الحيدر جلسة تفاعلية ضمن القمة بعنوان «كوتشنج نقاط القوة»، استهلها بتوجيه سؤال للمشاركين: كم لديك من الخبرة في مجال «الكوتشنج»؟ للتعرف على المشاركين وتحديد أسلوب الجلسة بناء عليه، وكان النشاط الأول سؤاله: ما أكبر تحدٍّ تواجهه ككوتش مع العملاء؟ وبدأ التفاعل من قبل الحضور، وكانت بعض الإجابات بأن العميل ليس لديه فكرة عن دور الكوتش، وتحدي الحضور المتواصل، وتحدي اختيار السؤال الذي يوجّه العميل إلى الطريق الصحيح، وكان النشاط الثاني سؤال: من أنت؟ فكانت الإجابات: أنا القيادة، المرشدة، الطاقة الإيجابية، الإبداع، ثم تحدّث عن نقاط القوة الشخصية وأهميتها وكيف يمكن الاستفادة منها، وكان النشاط الثالث ممارسة عملية لـ «الكوتشنج» مع إحدى المشاركات، وفي آخر الجلسة فُتح المجال لاستفسارات المشاركين، وكانت كالآتي: كيف تعرّف «الكوتشنج» لمن لا يعرف عنه شيئاً؟ كيف نقوّي نقاط الضعف؟ ما أصعب حالة عميل واجهتك؟ وكيف واجهتها؟ وأجاب الأستاذ الحيدر على جميع أسئلة واستفسارات المشاركين.

مانع العتيبي: فرص تدريبية تتوافق مع رؤية قطر 2030
أكد السيد مانع العتيبي، مدير إدارة التدريب بوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، أن القمة العالمية لـ «الكوتشنج» حدث فريد من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن انعقادها تحت رعاية وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية يأتي ضمن مسؤولياتها المجتمعية، لتوفير فرص تدريبية عالية الجودة للمعنيين، بما يتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030، وأشار العتيبي إلى أن هذه القمة المهمة تأتي منسجمة مع توجيهات القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لأهمية تطوير رأس المال البشري؛ لكي يساهم في دفع عجلة التنمية والنهوض بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة، كما تقدم بخالص الشكر لمركز غاية للتدريب الإداري على تنظيم هذا الحدث المهم، معرباً عن سعادته بالمشاركة في القمة العالمية لـ «الكوتشنج» لعام 2021، التي يشارك فيها أكثر من 20 متحدثاً، يمثلون 11 دولة من 4 قارات، والتي تمتد على مدار 30 جلسة تدريبية.