عهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليوم، بالاستمرار في مهامه لانجاز ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وصولا إلى بناء الدولة المدنية الاتحادية الحديثة.
وقال هادي في أول خطاب له بعد مغادرته العاصمة /صنعاء/ إلى محافظة /عدن/ جنوبي البلاد " لقد غادرت /صنعاء/ عاصمة الجمهورية اليمنية مكرها بعد ان سيطرت المليشيات الحوثية المسلحة عليها، هاجمت وحاصرت منزلي واستهدفته ، معلنة بذلك انقلاباً عسكرياً مكتمل الاركان، بعد التنصل عن كافة التفاهمات السياسية مع مختلف الاطراف" .
واكد" أن انتقاله إلى مدينة /عدن/، وإعلانها عاصمة مؤقته ليس كما يروج له الانقلابيون وحلفاؤهم بان ذلك سيكون ايذانا بالانفصال،بل يأتي دفاعا عن حق المؤسسات والهيئات الشرعية التي أوكلت اليها مسئولية استكمال مهام المرحلة الانتقالية وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وخلق ظروف مستقرة وآمنة تمكن تلك المؤسسات الشرعية من ممارسة مهامها في تسيير أمور الدولة ".
ودعا الرئيس اليمني، المكونات السياسية في بلاده إلى" استشعار خطورة المرحلة والابتعاد عن الحسابات والنظرات الحزبية القاصرة والمشاركة بفعالية في الحوار الذي دعينا له في مقر أمانة مجلس التعاون الخليجي بالرياض، للخروج بحلول تجنب اليمن الانزلاق الى الانقسام والعنف، والعمل على تصحيح مسار العملية السياسية وعودتها الى الطريق الصحيح".
وقال محذرا " إن استمرار هذا الوضع سوف يؤدي إلى كارثة اقتصادية ستفقد المواطنين قدرتهم على العيش والبقاء، ومسئولية الجميع تقتضي النهوض بهذه المهمة "..مشيرا إلى" أن ما حدث في /عدن/ يوم أمس الاول/الخميس/ يعد استمرارا لعملية الانقلاب العسكري التي بدأت في /صنعاء/ وقادها في عدن المتمرد عبد الحافظ السقاف ومن ورائه من مليشيات/ الحوثي/ المسلحة والتي هدفت للانقلاب على الشرعية"..مؤكدا " أن ذلك الأمر استدعى قيام وحدات القوات المسلحة ومساندة اللجان الشعبية لها بواجبها في التصدي لتلك المؤامرة واحباطها" .
واعتبر هادي قيام الطائرات بغارات جوية على منطقة /المعاشيق/ "عدوانا همجيا لميليشيات مسلحة انقلابية سيقف الشعب اليمني بكل قواه ومكوناته سداً منيعاً أمامه"..وقال " لن تثنينا تلك الممارسات المجنونة واللامسئولة عن تحملنا للمسئولية حتى نوصل البلاد الى بر الامان ويرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبال /مران /في /صعدة/ ".
وطالب هادي بضرورة انسحاب كافة العناصر المسلحة واللجان المفروضة من قبل المليشيات المسلحة في كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية بالعاصمة /صنعاء/ وكافة المدن اليمنية الاخرى , وكذا اعادة كافة الأسلحة والمستولى عليها من معسكرات ووحدات القوات المسلحة والأمن إلى المؤسسة العسكرية .
كما دعا إلى العمل على تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي كافة والعودة عن كافة الاجراءات التي تمت منذ 21 سبتمبر الماضي , والبدء الفوري بتنفيذ المرجعيات الخاصة بخارطة طريق العملية السياسية المتمثلة بما تبقى من استحقاقات المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني التي اتفق عليها كافة المكونات اثناء الحوار الوطني وايدتها الدول العشر الراعية للمبادرة والامم المتحدة ووضع تزمين واضح لها .
وقال" إن تنفيذ تلك المطالب سيعمل على خلق بيئة مناسبة لعودة الأمور الى مجاريها واستئناف العملية السياسية التي انحرفت عن مسارها، كما يمهد الطريق لعودة الحكومة الى تنفيذ أعمالها حتى لا تنهار مؤسسات الدولة وينهار اقتصادها" .